author

 كمال الذيب
كمال الذيب

سقوط "المبدئية" وانتصار النفعية التي لا تستحي

في زمن التفاهة، وفي أجواء التردّي والإحباط والانكسارات العربية، تسقط المبدئية وتنتصر الانتهازية وتتفشى النفعية، ونظام التفاهة يحاصرنا، حتى أصبح التافهون يتسيدون المشهد، فكأن الهدف النهائي هو إسباغ التفاهة على كل شيء وتحويلها إلى قيمة في ذاتها. ومن المؤسف أن هذه التفاهة قد انتقلت عدواها إلى بعض المحسوبين على الثقافة، من...

أحلام على قدر الكساء: حول الحكمة الدراماتيكية.. "الرزق يحب الخفية"!

قبل عقود من كنا نتفاخر بمقدار العلم الذي يمكن للمرء أن يحصّله، وبمقدار الوعي الفكري الذي يمكن أن يمتلكه، ومدى القدرة على الإبداع في مختلف المجالات، وبمدى تمسكه بالقيم، إلى آخر تلك القائمة التي نتفاخر بها أمام أبناء الجيل الجديد، فلا يستمعون إلينا، وإذا ما استمعوا كان ذلك على مضض شديد. في ذلك الزمن الذي غالباً ما نصفه بكونه...

حول إهدار اللغة: "هذا زمانك يا مهازل فامرحي"

قد نكون أكثر شعوب العالم ادعاء، على الرغم من فقرنا الفكري والعلمي والفني الشديد. ومن مظاهر هذا الادعاء الأجوف توزيع الألقاب العلمية والفكرية والفنية بلا حدود وبلا ضوابط: فهذا ملك الأغنية، وتلك إمبراطورية التمثيل وهذا جنرال المسرح وهذا معجزة العصر، إلى آخر سلسلة الادعاءات الجوفاء التي لا تتطابق مع الواقع في شيء. ولو أن الأمر...

الشعب الفلسطيني.. من انتفاضة إلى أخرى

من دون الحاجة للتوقف طويلاً عند أسباب ونتائج المواجهة الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في غزة، لأنه من الواضح أن هذه المواجهة قد أكدت المؤكد مجدداً، وهو أنه لا حل إلا بتصفية الاستعمار الاستيطاني، والذي مهما امتلك من قوة وجبروت ودعم خارجي، فإنه لن يستطيع إخضاع شعب كامل إلى ما لا نهاية والاستمرار في تجريده من...

اجتراح سبل للعيش المشترك وبناء التوافق السياسي

أرسل لي أحد الأصدقاء تعقيباً على مقالة سابقة: «الديمقراطية الطائفية»، أهم ما جاء فيه: «نحن لا نصنع المجتمع، بل هو الذي يصنعنا، ويشكل البنية الثقافية والسياسية التي تدير حياتنا. ولذلك لا يمكن القفز على هذا الواقع لمجرد اعتقادنا بأن الطائفية أو النزعات العرقية بغيضة ومرفوضة. فعديدة هي المجتمعات التي تعاني من انقسامات...

الهراء المتطاير من اللغة الخشبية!!

قال الصديق ونحن في خضم نقاش حول ما جرى وما يجري في بعض حياتنا العربية: أراك منزعجاً من انتشار ما تسميه الهراء من الماء إلى الماء، إلا أنك لا تبدي نفس القدر من الانزعاج من أوجه الانحطاط الأخرى في حياتنا العربية، وما يعتريها من توحش وخراب وفساد؟ قلت: من المؤكد أن الموقف من انحطاط حياتنا العربية في بعض أوجهها لا يرتبط، ولا يجب أن...

من مستشفى "الرحمة".. الدواء يصلك إلى البيت

كانوا يجلسون متباعدين أمام نافذة استلام الأدوية بعيادة أمراض القلب، بالمستشفى العسكري، ولكن لم تمضِ عشر دقائق حتى استلم الجميع أدويتهم بهدوء وسرعة ولطف. الموظفة من وراء النافذة كانت تدقق في الوصفات والأدوية واحداً واحداً، وبلطف شديد تقول:» بإمكانكم الحصول على الأدوية وأنتم في بيوتكم، من دون تجشم متاعب المجيء والانتظار، يكفي...

العرب خارج مرمى التفاوض مع إيران

يشهد العالم من حولنا حركة حثيثة مدارها الملف الإيراني عامة، والملف النووي الإيراني خاصة، في ضوء تغير معادلات السياسة الخارجية الأمريكية بوجه خاص، بعد عودة الديمقراطيين إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية: اجتماعات في فيينا وأخرى في بروكسل وثالثة في طهران، بعضها في العلن وبعضها الآخر في السر. تصريحات وتهديدات بالانسحاب...

إعادة إنتاج السيطرة على الإقليم العربي

هنالك ما يشبه عودة الوعي لدى قطاع مهم من الكتاب العرب، فيما يتعلق بالمسألة السورية، من خلال نوع من الاعتراف بخطأ الموقف وسوء التقدير، وكيف أصبح العرب بسبب ذلك، خارج مسار التاريخ، ضحايا بأيديهم، مفعولاً بهم، يكتفون بالفرجة، فيما الدول الأخرى تشارك في صياغة مصير هذا القطر العربي وشعبه ودستوره ونظام حكمه. ولكن أغلب تلك الكتابات...

أبواب لا يمكن غلقها: حرية الاختلاف من دون تلجيم أو تكفير

ما تزال القضايا المتصلة بالحرية الفكرية والحرية الدينية تثير الجدل حول حدود هذه الحرية: حرية الباحث، وحرية المبدع، وهل يجب على الباحث أن يبتعد عن المسائل الدينية فكرياً ولا يناقشها مطلقاً تاركاً الأمر للفقهاء والمختصين كما يدعو البعض، بحيث نتخلف بذلك عن القدامى، ونكون أقل جرأة منهم في مقاربة النصوص أي كان نوعها؟ وهل يجب أن...

فقدان التعاطف الإنساني: التاريخ هو علم تصحيح الأخطاء

«الإنساني» فينا هو الجوهري، وهو ما يبقى في النهاية بعد أن ينتهي كل شيء ويفنى. ولذلك فمن فقد «الإنساني» من الصعب أن يستعيده، لأن فقده يعني فقدان القدرة على إدراك مشاعر الآخرين، ومعاناتهم وتطلعاتهم «سواء أكانوا قريبين منا أو بعيدين»، لأنك عندما تسير في الشوارع والطرقات، وترى تلك الوجوه بألوانها المتعددة، فإنك لا ترى في الواقع...

الارتباك أمام مدارج التاريخ!

سألني الصديق: لماذا يسكت المثقف في البلاد العربية أمام العنف والفوضى والتوحش والظلم والطائفية المقيتة؟ هل هو الخوف أم هي الانتهازية أم أن طبيعة المثقف وموقعه ضمن الهرم الاجتماعي يكمنان وراء هذا الموقف؟ قلت: في بعض مضامين هذه الأسئلة ظلم للمثقفين، وفي التعميم ظلم آخر، لأن المثقف الحقيقي بطبيعته ضد العنف والفوضى، وضد الظلم...