لا نملك سوى أرض واحدة شعارٌ مُعبرٌ لمناسبةٍ مهمةٍ هو يومُ البيئة العالمي الموافق الخامس من يونيو من كل عام، وغرض الشعار لفْتُ الانتباه لكوكبنا الفريد، ففي الكون بلايين المجرات، وفي مجرتنا بلايين الكواكب.. لكن الأرض، واحدة فقط! ولو وجِّه لنا أحدٌ سؤالاً عن شعورنا اتجاه بيتنا الوحيد أو سيارتنا الوحيدة أو أي شيء آخر لدينا وله أهمية في حياتنا.. حتماً سنجيبه بأننا سنعطيه الاهتمام والعناية لكي يدوم ويلبي احتياجاتنا، ونعرف في قرارة أنفسنا بأن وجود ذلك الشيء مرهونٌ باحترامنا لقواعد استخدامه، فالبيت مثلاً يحترق بتحميله طاقة كهربائية فوق طاقته، أو يخرُّ سقفه بتحميله فوق حمولته، ومع فرضية زوال البيت لأي سبب.. فهناك إمكانية استبداله، سواء بأفضل منه أو أدنى. أما الأرض فليس كمثلها شيء مما نملكه، ببساطة لأننا إما أنْ نحيا وفقاً لقواعدها أوندفع الثمن غالياً بهلاكنا قبل هلاكها!! فقد عانينا كثيراً من فيروس هو ضئيلٌ –في أعيننا– لكنه «جزء من الكل» في نظام الأرض.. والأرض لم تجرب سلطانها علينا جزافاً، بل نحن من جربنا انتهاك قوانينها.. فردت علينا وفقاً لقوانينها أيضاً. فتغيّر المناخ مثلاً هو أحد ردود الطبيعة، ويكاد يكون وراء كل الكوارث الطبيعية، أو الجائحات، سواء تلك التي حصلت أو التي هي قيد التنفيذ.. وكل ذلك سببه نحن لا الأرض!! فلا نقف ونبكي على الأطلال، بل نعمل ما بالإمكان.. فالإنجازات الكبيرة تصنعها قرارات صغيرة، قرارات مثل: أستطيع أنْ أُكثِرُ من الزراعة في محيط منزلي فأساهم في تلطيف الجو، أقتصدُ في الشراء فأقلل كمية نفاياتي وما يتبعها من معالجات.. أتخيّل انبعاثات الكربون من سيارتي قبل أن أقدم على المشوار.. فأسأل نفسي: هل حقاً يوجد ما يستدعي خروجي لذلك المشوار أم أستطيع تأجيله مع مشاوير أخرى كي أُساهمُ في تقليل الانبعاثات؟
أجعلُ اقتصادي للماء والكهرباء أسلوب حياة.. بغض النظر أكانت الكهرباء لدّي مدعومة أم غير مدعومة.
لا أستحي من الاقتصاد.. بل عليّ أن أخجل من الاستهلاك والإسراف، فالاقتصاد عنوان تحضّر وارتقاء والتباهي بالاستهلاك هو عين التخلف وعدم الاستواء؟!
إنها خطوات.. تحتاج لقرار، وربما تكون ثقيلةً ابتداءً.. لكن سرعان ما يألفها مَنْ يدرك أنَّ لوجوده غاية ولعمله وجهة، وستتضاعف بركة عمله كالسنبلة التي تنبت سنابل أخرى في محيط أسرته ومَنْ حوله. إنَّ خطواتنا الخيرة هي مبادرة حسن نية للأرض.. وكأننا نقول لها: يا أرض نسالمكِ فسالمينا، فليس لدينا سواكِ!!
* رئيسة جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية
أجعلُ اقتصادي للماء والكهرباء أسلوب حياة.. بغض النظر أكانت الكهرباء لدّي مدعومة أم غير مدعومة.
لا أستحي من الاقتصاد.. بل عليّ أن أخجل من الاستهلاك والإسراف، فالاقتصاد عنوان تحضّر وارتقاء والتباهي بالاستهلاك هو عين التخلف وعدم الاستواء؟!
إنها خطوات.. تحتاج لقرار، وربما تكون ثقيلةً ابتداءً.. لكن سرعان ما يألفها مَنْ يدرك أنَّ لوجوده غاية ولعمله وجهة، وستتضاعف بركة عمله كالسنبلة التي تنبت سنابل أخرى في محيط أسرته ومَنْ حوله. إنَّ خطواتنا الخيرة هي مبادرة حسن نية للأرض.. وكأننا نقول لها: يا أرض نسالمكِ فسالمينا، فليس لدينا سواكِ!!
* رئيسة جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية