التقدير هو أنه حان الوقت لتقوم الجمعيات السياسية «المعارضة» بإعادة صياغة نفسها لتتمكن من التواصل مع الحكومة وفهمها ولتتمكن الحكومة من التعامل معها، ذلك أنها بصيغتها الحالية وقياداتها التي تمكن منها الزمن لا تستطيع استيعاب الفارق الذي تحدثه الحكومة اليوم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله والتي يرى الجميع كيف أنها تعمل على حل مختلف الملفات التي بإغلاقها تتنقل البلاد إلى فضاء مختلف. ليس الحديث هنا عن تغيير «رموز» تلك الجمعيات فهذا شأنها ولكنه عن تغيير طرق تعاملها مع المستجدات ومع الفارق الذي تحدثه الحكومة. بقاء الجمعيات السياسية أسيرة فكرها الذي لم يعد يتناسب مع ما نعيشه من تغيرات وما يتحقق من منجزات يشهدها العالم أجمع يعني عدم قبولها في مشروع الشراكة الذي تطرحه وتريده الحكومة، وهذا يعني نهايتها. لم يعد مقبولاً اليوم استمرار الجمعيات السياسية في نهجها وإصرارها على الظفر بكل شيء أو خسارة كل شيء، وهو المبدأ الذي اعتمدته منذ فبراير 2011، ولم يعد مناسبا لها الاستمرار في الاستقواء بالخارج لأن الخارج لم يعد قادراً على تلبية ما تريد ولم يعد هو نفسه قادراً على تحقيق ما يريد، كما لم يعد مناسبا تقيدها بشعارات ثبت أنها غير قابلة للتحقق على أرض الواقع.
الجمعيات السياسة التي تتمكن من إعادة صياغة نفسها في وقت قصير وحدها التي يمكن أن تجد الفرصة التي بها تتمكن من تحقيق ما تريد مما لا يتناقض مع ما يريده الناس وتريده الحكومة، أما تلك التي ستستمر في رفض تجديد نفسها فستجد نفسها مرفوضة حتى من الذين ترفع شعارات الدفاع عنهم، ذلك أن سرعتها لن تتماشى مع سرعة من حولها ولن تتمكن من مطالبة الحكومة بشيء لأن الحكومة ستكون سابقة لها ومحققة لما يريده الناس حتى قبل أن تفكر فيه، فتنتهي.
الجمعيات السياسة التي تتمكن من إعادة صياغة نفسها في وقت قصير وحدها التي يمكن أن تجد الفرصة التي بها تتمكن من تحقيق ما تريد مما لا يتناقض مع ما يريده الناس وتريده الحكومة، أما تلك التي ستستمر في رفض تجديد نفسها فستجد نفسها مرفوضة حتى من الذين ترفع شعارات الدفاع عنهم، ذلك أن سرعتها لن تتماشى مع سرعة من حولها ولن تتمكن من مطالبة الحكومة بشيء لأن الحكومة ستكون سابقة لها ومحققة لما يريده الناس حتى قبل أن تفكر فيه، فتنتهي.