يخوض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب معركة انتخابية للترشح لانتخابات 2024 والتي تعقد في نوفمبر المقبل، حيث هذه المرة وبحسب الصحف الأمريكية أن أقرب المنافسين له هو الرئيس الحالي جو بايدن.
فالانتخابات الأمريكية في العادة تشهد منافسة في ظاهرها محتدمة وفيها من الدراما ما يصنع بها مسلسلات وأفلام هوليود، وفي الواقع هي مجرد أدوات ومرحلة يتم فيها انتخاب الرئيس الأمريكي.
فالفرضية أن الرئيس الأمريكي القادم هو دونالد ترامب حسب استطلاعات الرأي الحديثة والتي تكشف بين الحين والآخر في صحف بحجم «أكسيوس» و«واشنطن بوست»، و«نيويورك تايمز»، هي مجرد تهيئة الرأي العام المحلي بأنه تم اختيار الرئيس من قبل الدولة العميقة في واشنطن.
حتى لا نبحر كثيراً بالدولة العميقة، ولكن احتياج أمريكا لرئيس بحجم دونالد ترامب هو سفينة الإنقاذ للسياسات الأمريكية في قادم الأيام، حيث إن هناك دولاً بحجم الصين وروسيا وقضايا كالأزمة الأوكرانية والبرنامج النووي الإيراني وتحركات كوريا الشمالية، أضف إلى أن العلاقات الأمريكية بعدد من دول الخليج تحتاج إلى ضرورة إعادة الضبط، وبالتالي فإن واشنطن تحتاج إلى شخصية وكاريزما متمثلة في ترامب.
وتباعاً لذلك، فإن الانتخابات الأمريكية في فصلها الأخير، تبرهن بأن سياساتها لم تتغير وهي خلق أزمة ومن ثم حلها، لأن النظام التي تنتهجه أمريكا هو نظام خلق الأزمات من أجل صناعة الثروات من جانب ومن جانب أخر تعزيز الهيمنة من خلال تلبية الاحتياج الحلفاء والدليل تصدر واشنطن وحسب ما كشفته «بلومبرغ» بأنها المصدر الأول بالعالم للغاز الطبيعي.
خلاصة الموضوع، كان هناك إجماع بشكل كبير لدى الدولة العميقة الأمريكية لوصول دونالد ترامب إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ولكن ما تعكسه وسائل الإعلام الأمريكية ليس بالضرورة هو الحقيقة، وكل ذلك سيتوقف على الشعب الأمريكي الذي بدأ ينظر لسياسة جو بايدن بأنها جعلتهم يدفعون أكثر على المواد الغذائية والبنزين وغيرها، في المقابل دخول واشنطن في صراعات كأوكرانيا وإسرائيل والذي تطلب ذلك دعماً مالياً وبحسب وصفهم بأن هذا الدعم يأتي من جيب المواطن الأمريكي.