عندما نتحدث عن الإعلام كأداة تطور وتنمية، نجد أن أبوظبي قدمت للعالم نموذجاً يحتذى به في تنظيم الكونغرس العالمي للإعلام، الذي تنظمه مجموعة أدنيك بالتعاون مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، والذي أقيم هذا الأسبوع في مركز «أدنيك» أبوظبي.
حضور أكثر من خمسة وعشرين ألف مشارك من 170 دولة في يومه الأول هو شهادة على نجاح هذا الملتقى في جمع الأطياف الإعلامية العالمية تحت مظلة واحدة.
هذا الحدث، الذي انعقد تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وافتتحه سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة لشؤون التنمية وشؤون أسر الشهداء، يثبت مرة أخرى أن أبوظبي ليست مجرد مدينة مضيفة، بل منصة عالمية للحوار والتعاون بين الشعوب.
وجود سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان في حفل الافتتاح عكس اهتمام القيادة الإماراتية بدعم الإعلاميين والصحفيين وإبراز دور الإعلام كوسيلة لتطوير الدول وتعزيز التعاون.
كلماته الموجهة للحضور أكدت أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أداة للتغيير الإيجابي وبناء الجسور بين الثقافات.
الكونغرس، بأهدافه الطموحة، نجح في توفير منصة للتواصل بين الإعلاميين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
فتحت فعاليات المؤتمر الأبواب أمام المشاركين لتبادل الأفكار، وبحث سبل التعاون، واستكشاف أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، مما يعكس التركيز على مستقبل الإعلام كصناعة استراتيجية تدعم تطور المجتمعات.
ومن بين أبرز الأمثلة التي عُرضت خلال المؤتمر، قدمت المؤسسات الإعلامية الرائدة التي أصبحت اليوم عالمية في مستوى ما تقدمه من محتوى، نماذج ملهمة.
هذه المؤسسات أظهرت كيف يمكن للتسويق الرقمي والإنتاج الرقمي والاتصال الاستراتيجي والرصد والتحليل أن تُسهم في تحقيق أهداف التنمية ودعم الابتكار.
أوضحت ممثلات هذه المؤسسات أن الأدوات الرقمية أصبحت عناصر أساسية لأي جهة تطمح إلى التميز والبقاء في صدارة المنافسة.
فهي لا تساهم فقط في تحسين الأداء الرقمي، بل تلعب دوراً جوهرياً في بناء محتوى مبتكر وتحقيق رؤى تدعم التطور والتميز.
الإمارات، ومن خلال هذا المؤتمر، بعثت برسالة للعالم: أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل شريكاً استراتيجياً في عملية التنمية وبناء المستقبل.
أهمية هذا الملتقى لا تكمن فقط في حجمه الكبير أو تنوع المشاركين، ولكن في الفرص التي أتاحها للحوار والتعاون بين الإعلاميين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
لقد كان الكونغرس منصة لرسم مستقبل الإعلام كوسيلة لدعم التنمية وتحقيق الاستدامة.
إن نجاح أبوظبي في استقطاب هذا العدد الهائل من المشاركين يعكس رؤية الإمارات التي تجمع بين الابتكار والأصالة، وتجعل من الإعلام أداة لتحقيق التنمية المستدامة.
هذا المؤتمر ليس فقط علامة فارقة في مسيرة الإمارات، بل دعوة لجميع الدول لاستثمار الإعلام كوسيلة لتحقيق الرخاء وتعزيز الحوار بين الشعوب.
نجاح هذا الحدث هو شهادة جديدة على التزام الإمارات بدورها القيادي على الساحة الدولية، وإيمانها بأن الإعلام قوة إيجابية لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.