منذ زمنٍ ليس ببعيد، كنت أعتقد أن الإنسان حين يعتاد الأمل سيتعايش معه ولن توجعه الانكسارات مهما عظمت، هيأ لي حينها أنني آمنة ! لكن، بما أننا في الدنيا –الفانية– فكل اعتقاداتنا سوف تتغير، خصوصاً مع تسارع الأيام، وتقارب الزمان، كبرنا .. وأدركنا أن السنوات لا تُزهر لوحدها.. نحن من نزرع فيها بذور النجاح ونسقيها في كل مرة!
كثيرون هم الذين يمدون أيديهم الخفية لإنجاح من لا يستحق النجاح ولا يمتلك أدنى مقوماته، لا لشيء إلا لأنه ذو سيط واسع في التملق أو لتدخل خارجي لاأخلاقي، في حين أنهم يحاولون تفشيل الناجح الحقيقي وربما دفنه!
وفي جميع الأحوال يتعين على الإنسان التخلص من دور الضحية، فحياتنا نتاج أفعالنا، أما نظرية المؤامرة التي يجعلها البعض الشماعة التي يعلقون عليها أعذارهم الواهية، فلم تعد تجدي في هذا الوقت! لأن الناجح الحقيقي هو الذي يقطن وراء نجاحه عامل الثقة بالنفس والإصرار حتى لو كانت هناك محاولات لتفشيله من قبل المتربصين به؛ الذين يدبرون له المكائد للنيل من نجاحه.
لطالما كانت قوة النجاح مستمدة من الإصرار، وقدرتنا الهائلة على المقاومة هي تراكم الآلام والندوب والتداعيات الكثيرة التي خضناها في هذه الحياة، متوشحين بشعار الأمل ومعنونين إياها بمقولة "أن الاستسلام لليأس هو العنوان العريض للموت الصامت والعدو الأزلي للأحلام".
ربما يجبرك الزحام إلى طريق موحش وأزقة ضيقة.. قد نشأت في جنباتها الكثير من الخيبات، فلا تجبر نفسك على التوقف.. سيتولى عقلك كل شيء وتعود الأمور إلى نصابها الحقيقي.. فما من طريق نحو النضج أقصر من خيبات الأمل.
رسالة أخيرة: في طريقك وأنت تسير متعجلاً إلى غايتك، تَطْوي الخُطى بجِدٍّ وتسابق الزمان بعزم، قد تصيبك إحدى النبال.. فلا تلتفت لترى الرماة.. فربما فُجع الفؤاد لرؤية الرامينا.. فلربما أبصرت خلاً خادعاً.. قد بات يرمي في الخفاء سنينا.. ولربما أبصرت قوماً صُنتهم.. باتوا مع الرامينا والمؤذينا.