نتقدّم بأصدق التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظّم، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء المُوقّر، وإلى العائلة المالكة، وإلى شعب البحرين الوفي، بمناسبة الاحتفال بأعياد البحرين الوطنية وذكرى تولّي حضرة صاحب الجلالة الملك المُعظّم، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم. نسأل المولى الكريم أن يحفظ مليكنا المعظم بحفظه، ويبارك في عمره، ويلبسه لباس الصحة والعافية، ويرزقه من خيري الدنيا والآخرة، وأن يُتمّ على بلادنا الغالية نعمة الأمن والأمان، ويحفظها من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.
كل الشكر والتقدير للقائمين على برنامج "ليالي المحرّق" وجميع المتطوعين في هذا البرنامج الجميل، الذي يستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري، ضمن احتفالات مملكتنا الغالية بأعياد البحرين الوطنية وذكرى تولّي حضرة صاحب الجلالة الملك المُعظّم، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم. هذه المبادرة "المحرّقية"، كما أسميتها، أعادتنا إلى سنوات مضت، حيث عشنا في فرجان المحرّق جمال الأيام وتفاصيل ذكريات الطفولة. أعادت المبادرة أهالي المحرّق إلى مساحات ذكرياتهم، وإلى إطلالات العمر، وسعادة البيت العود، ولعب الطفولة. فهي ليالٍ محرّقية أصيلة تجمع الأهالي الذين انقطع عنهم التواصل في زحمة الحياة المتسارعة. هنا كنا نلعب لعبة "التيلة"، وهنا التقينا نتسامر، وهنا بيت النوخذة، وهذا بيتنا الذي تربّينا فيه. كلها عبارات تداولناها وسمعناها من أهالي المحرّق الطيبين في ليالي المحرّق الجميلة. نحتاج إلى مثل هذه المبادرات وهذه اللقاءات التي تقرّب الناس بعد الهجران، وتكسر حواجز الحياة. كما نحتاج إلى استثمار أكبر لهذه الأماكن، التي أصبحت مجرّد ذكريات، من خلال مبادرات دائمة على مدار العام تعيد الناس إلى أماكن ذكرياتهم، وتجمع الكبار ليجدوا فيها متنفّساً جميلاً يضمّهم. جميلة هذه الأماكن عندما تُعمّر من جديد بمثل هذه الأفكار، وبمقاهٍ عائلية للشاي والقهوة "والنخي".
خلال ليالي المحرّق، استمتع فريق المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتجربة فريدة من نوعها، من خلال الاحتفال بأعياد البحرين الوطنية في أجواء "ليالي المحرّق" وفرجانها مع أبناء المؤسسة المكفولين. شارك في هذه المبادرة 200 موظف وطالب من أبناء المؤسسة، بحضور سعادة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، الأمين العام للمؤسسة. كانت التجربة جميلة وماتعة، استمتع بها جميع المشاركين، وخاصة الموظفين، حيث ساهمت في كسر الحواجز والتقرّب من أبناء المؤسسة، والاحتفال بأسلوب غير تقليدي، وتعزيز الهوية الوطنية والاعتزاز بالتراث الوطني وسير الآباء والأجداد الذين خلدت بصماتهم في ذاكرة الوطن. كما عزّزت الشراكة المجتمعية من خلال مشاركة أكثر من جهة في هذه المبادرات. كل الشكر والتقدير لسعادة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة على دعمه وتشجيعه لمثل هذه المبادرات الجميلة، وعلى مشاركته المُعبّرة مع أبناء المؤسسة للاحتفال بأعيادنا الوطنية. كما نشكر هيئة البحرين للثقافة والآثار على تعاونها مع المؤسسة في تنظيم وتنفيذ هذه المبادرة.
اللافت في أجواء "ليالي المحرّق" هو كمية الحب والبهجة والسعادة التي تراها في كل أنحاء المكان، والابتسامة التي تعلو وجوه الجميع، حتى أولئك الذين لا تربطك بهم علاقة النسب أو الصداقة. جميلة هي هذه الأجواء التي نتغنى بها بالفرح والسعادة، ونستنشق عبير الود، ونبتعد عن العلاقات المُزيّفة والأحاديث المُزعجة. "الحياة حلوة" هي الرسالة المُعبّرة التي يجب أن ننشرها في أرجاء المحرّق و"الديرة" كلها. نحب أن نحافظ على ما يجمعنا من محبة، وأن نكون دعاة خير وسلام، نحارب المتصدّين لهذا الوطن، ونحتضن المحبّين.
الوطن "غالي" بأمنه وأمانه وقيادته المُحبة للخير، وفقها الله وسدّد على طريق الخير خطاها. الوطن يبتسم دائماً بمبادرات أهله وناسه ومؤسساته، ويحتضن المخلصين الذين نذروا حياتهم ليكونوا جنوده الأوفياء في كل ميدان، يقدمون الخير، ويخلصون في مساعيهم، وينشرون الأمل، ويحملون مبادراتهم على سواعدهم من أجل تعزيز التكافل الاجتماعي والمبادرات الإنسانية الجميلة. نحب المحرّق والوطن، ونحب كل مساحات الخير التي نشأنا في ظلالها، من أجل أن نكون أثراً مُستداماً تحكي عنه الأجيال.
ومضة أمل
كان لي شرف المشاركة في برنامج "شمس البحرين" والحديث عن "إنسانية" جلالة الملك المُعظّم. وقفت كثيراً عند كلمة "الإنسانية"، التي شعت أنوارها داخل وخارج مملكة البحرين. إنسانية "المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية"، التي امتدت لأربعة وعشرين عاماً في خدمة الخير، هي صدقة جارية يمتد أثرها إلى الأفق البعيد. جزاه الله خيراً، وبارك فيه، وجعل هذه المؤسسة صرحاً شامخاً في الإنسانية.