استحوذ كل من مهرجان "ليالي المحرق" ومهرجان "ريترو المنامة" على اهتمام المواطنين من خلال زيارتهم لفعاليات المهرجانين بشكل لافت، وذلك لأن مثل هذه المهرجانات تعود بنا إلى الماضي الجميل وزمن الطيبين والاحتفاء بالموروث الشعبي والغوص في تفاصيل الحياة اليومية والحنين للماضي بكل بساطته، ما يعزّز الارتباط بالهوية الثقافية الوطنية، وكانت كل من المحرق والمنامة هي المحطة التي انطلقت منها هذه المهرجانات باعتبارها مُدناً تعكس أصالة التراث البحريني والتي تقدّم صورة حية للحرف اليدوية التقليدية والفنون والمأكولات الشعبية التي تمثّل كرم الضيافة البحرينية.
المحرق ولياليها كانت محطّ إشادة الجميع بتاريخها العريق كموطن للغوص واللؤلؤ، وهي فرصة سانحة لمن حضر ليالي المحرق لاستكشاف كل جزء من أجزاء موقع مسار اللؤلؤ الذي يحمل في طياته قصصاً عن كفاح الآباء والأجداد، فقد كانت الجولة بين جنبات هذا المسار منصة جمعت بين الأصالة والمعاصرة واكتشاف التراث البحريني الأصيل بمختلف تفاصيله ومواقعه، وقد كان المهرجان مكاناً ووجهة مناسبة للعوائل التي استمتعت بكل التفاصيل في أروقة المحرق العتيدة التي تجمع بين الماضي والحاضر وكأنه الجسر الذي يربط بين الأجيال بهدف المحافظة على الإرث الثقافي البحريني.
وهناك في المنامة التي لاح ضوؤها كما قال الشاعر غازي القصيبي "الضوء لاح فديت ضوءك في السواحل يا منامة"، يبرز وللمرة الأولى مهرجان "ريترو المنامة" الذي حلق بكل من زاره في رحلة ليعود بنا إلى الماضي الجميل من خلال العروض التي أعادت إحياء حقب زمنية جعلت من يتمشى بين أزقة المنامة القديمة يعيش أجواء الحنين إلى الذكريات المليئة بالبساطة والجمال والاستمتاع بتجربة تمزج بين الماضي والحاضر ويحاكي في مخليتنا الأيام البسيطة التي عاشها أهل البحرين في حقب زمنية، كان مهرجان "ريترو المنامة" قد جمع بين المكان والزمان وأعاد الروح للمنامة وسوقها القديم الذي يُعدّ مكاناً ومَعْلماً سياحياً يستقطب الزوّار من دول الخليج والعالم.
همسة
"ليالي المحرق" و"ريترو المنامة" شكّلا جسراً يجمع بين الماضي بالحاضر يجعلنا نعتز ونفخر بالإرث الثقافي والتاريخي الغزير لمملكة البحرين. كل الشكر والتقدير للقائمين على تلك الليالي الجميلة وذلك الريترو الرائع الذي يعزّز من الشعور بالانتماء للهوية الوطنية البحرينية والخليجية.