970x90

خطة ملك الأردن تجاه القضية الفلسطينية

  • facebook share
  • x share
  • whatsapp share
  • telegram share
  • plus iconfont iconminus icon
  • read mode icon
منى علي المطوع
منى علي المطوع

موقف الأردن الشقيق خلال القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة بمصر مؤخراً كان واضحاً للغاية، ويفند كل الادعاءات الباطلة والحملات الإعلامية المضللة التي خرجت بعد اللقاء الأخير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتضليل الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة ترسيخ قناعات مغلوطة لدى الرأي العام الأردني والعربي.

خلال القمة العربية كان موقف جلالة ملك الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ثابتاً وقوياً، وينطلق من المبادئ القومية التي تنتهجها الأردن كدولة عربية في منطقة الشرق الأوسط، فقد طرح خطة عمل ضمن أربعة محاور رئيسة أولها الرفض التام للتهجير وأهمية دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني كما شدد على أهمية دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية بالإصلاح بما يخدم مصلحة الأشقاء الفلسطينيين وإعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ حول إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية لتوفير جميع الخدمات الأساسية وتحقيق الأمن المطلوب كما شدد في المحور الثالث على وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية خاصة في شهر رمضان المبارك لمنع محاولات تفجير الأوضاع من المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، واختتم المحور الرابع بالتأكيد على حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.

كما شدد على أن الأردن سيستمر في بذل كافة الجهود لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وتوفير المساعدات إلى غزة ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وإذا ما أردنا أن نعود إلى سجل تاريخ الأردن المشرق والمضيء تجاه القضية الفلسطينية سنجد أن الأردن ومنذ أكثر من سبعين عاماً حينما لازم فلسطين، كان أول من دفع الثمن، وقدم الشهداء من أبنائه لنصرة القضية الفلسطينية، ولا يزال الأردن واحة عطاء حيث قدم ملوكها الهواشم الأشراف الكثير والكثير للقضية الفلسطينية. كما أن جلالة ملك الأردن عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه معروف على المستوى الإقليمي أن جعل الأردن رمانة ميزان منطقة الشام العربي وهو حكيم المنطقة، ويشهد التاريخ العربي أنه استطاع إدارة المشهد الأردني أمام التحديات الصعبة وانعكاسات القضية الفلسطينية وحفظ الأردن من كافة التهديدات والمخاطر العسكرية والأردنية على مدار سنين طوال بحنكة قائد عسكري سياسي فذ فأمن الأردن كدولة مرتبطة ارتباطاً عميقاً بأمن منطقة دول الخليج العربي ومنطقة الشام العربي وكذلك دول المغرب العربي من جهة أخرى.

لو يتأمل أحدهم أبعاد المؤامرة الإعلامية الأخيرة الحاصلة ومحاولة شيطنة موقف الأردن الشقيقة إعلامياً وإلكترونياً قد يلمح حبلاً سرياً ممتداً بين الموقف الأخير مع ترامب ومخطط أبريل 2021 مما يظهر أن كل ما تم له ارتباط وثيق بالتأكيد بالمحاولات السابقة لزعزعة أمن الأردن وإثارة الفتن ومخطط التحريض والحملة الإعلامية المضللة التي جرت في أبريل 2021 حيث قادت أبواق الفتن الإعلامية الكثير من الأخبار الكاذبة أملاً أن يكون هناك تدفق لمخطط الربيع العربي في الداخل الأردني.

يبقى الأردن بلداً شامخاً قوياً بقائده وشعبه النشامى وعصي على زمرة الفكر الظلامي، وكل هذه المحاولات الفاشلة لمد اليد على أمن الأردن واستقراره، وهز مكانته بالحملات الإعلامية والإلكترونية المضللة التي لن تنجح.

120
970x90