في حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، لا يكون اللقاء رسمياً بقدر ما يكون إنسانياً ودافئاً، تملؤه مشاعر الأب الحاني تجاه أبنائه الصحفيين، الذين شاركهم جلالته الحديث بعفوية المُحبّ وعمق القائد الذي يعرف قيمة الكلمة ويؤمن بدورها في بناء وطنٍ آمنٍ مزدهر.

كان حديث جلالته نابعاً من القلب، عابراً للبروتوكولات، محمَّلاً بمعانٍ كبيرة عن السلام والحوار والتعايش، وهي القيم البحرينية الأصيلة التي تنادي بها المملكة منذ أن جعلها جلالته نهجاً ثابتاً في سياستها.

فحين كانت المنطقة تموج بالصراعات، كان جلالته من أوائل الداعين للسلام، مؤمناً بأن الحوار هو طريق الأمم، وأن التنمية لا تزدهر إلا في مناخ من المحبّة والوئام.

في كلمات جلالته تقديرٌ واضح للصحافة البحرينية وأبنائها، بوصفها مرآة الوطن وصوته، وركناً أصيلاً من نهضته الفكرية والحضارية.

وقد أشاد جلالته بمكانة الصحافة الوطنية ودورها كشريكٍ في مسيرة التنمية، مثمّناً جهود جمعية الصحفيين البحرينية وما حقّقته من إنجازاتٍ ومبادراتٍ مهنية أسهمت في تطوير المهنة وإعداد كوادرها الوطنية.

كما نوّه جلالته إلى التوافق البنّاء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية الذي أفضى إلى إقرار قانون الصحافة والإعلام الإلكتروني، في مشهدٍ يعكس نضج التجربة البحرينية وعمق التعاون المؤسسي الذي يميز مسيرتها.

وأبرز جلالته في حديثه اعتزازه بعطاء الكوادر الإعلامية الوطنية، وحرصه على تمكين الشباب البحرينيين في الصحافة والإعلام، إيماناً بقدرتهم على حمل الأمانة وتجديد روح الكلمة بمسؤولية ومهنية.

كلماتُه كانت دعماً صريحاً لجيلٍ جديدٍ من الإعلاميين الذين يجمعون بين الشغف والوعي والانتماء.

وحَرَصَ جلالته على الحديث عن جوهر المجتمع البحريني، مؤكّداً أنّ الأسرة كانت وستبقى نواة القيم وضمير الوطن، وأنّ تماسك المجتمع البحريني هو ما يصنع صورته المشرقة ويعزّز مكانته بين الأمم.

واختُتم اللقاء بتوجيه جلالته تحياته وتمنياته إلى جميع الصحفيين والإعلاميين، في لفتةٍ تُعبّر عن عمق اهتمامه ورعايته الدائمة لكل من يحمل القلم ويُسهم في خدمة الوطن بالكلمة الصادقة والمهنية الرفيعة.

لقد كان اللقاء أكثر من لقاء.. كان رسالةً متجدّدة من قائدٍ إنسانيّ الرؤية، واسع الأفق، سَبَقَ زمانه ببصيرته، فحصدت البحرين بفضل حكمته ووعيه استقرارها وريادتها.

كلماتُ جلالته تبقى نبراساً لكلّ من يؤمن برسالة الصحافة، وتذكيراً بأنّ الإعلام في البحرين ليس مهنةً فحسب، بل شراكة وطنية في البناء، ورسالة سلامٍ وتعايشٍ، تماماً كما أرادها جلالته.. وطنٌ بالكلمة الحرة، وبالضمير الصادق، وبقيادةٍ تؤمن بالإنسان أولاً.

إنّ العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم يُجسّد، على مدى ربع قرن، أرقى صور احترام حرية الرأي والتعبير، في نهجٍ رَسَّخ ثقافة الحرية المسؤولة وجَعَلَها ممارسةً راسخةً في الوجدان البحريني، لا مجرّد شعارات أو استثناءات عابرة.