لفتتني تغريدة على «تويتر» ملخصها أن البعض في البحرين «يعتبر إيران خطاً أحمر مقدساً فإذا انتقدتها فإنه يضعك في خانة الأعداء والساقطين أخلاقياً ودينياً». وهو خطأ كبير يقع فيه ذلك البعض، فإيران دولة كالدول الأخرى وحكامها وشعبها من البشر وليسوا ملائكة، ولأنها جزء من المنطقة وترتكب كل يوم الكثير من الأخطاء ويصدر عن مسؤوليها يومياً الكثير من التصريحات المنفرة والمثيرة للمشكلات والتي يصل بعضها حد التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، لذا فإن من الطبيعي أن يتم تناولها بالنقد، وبالتأكيد لا يمكن استثناء أحد من القيادات الإيرانية من هذا الأمر بسبب ارتدائه العمامة مثلاً، فمن يعمل في السياسة لا تحميه العمامة مهما بلغت مراتبه الدينية، خصوصاً وأن النقد هنا لا يتناول شخصه وإنما ما صرح به وما أعلن من مواقف.
ما احتوته تلك التغريدة صحيح بل دقيق، فالبعض هنا لا يرضى على إيران حتى وهو يرى كل أفعالها الشينة ويرى الظلم الذي تمارسه على شعبها ويرى كيف أنها تتدخل في شؤون جيرانها وتدعم كل من يعمل على زعزعة الاستقرار في البحرين بل في كل دول مجلس التعاون الخليجي. لا يرضى أن تنتقد إيران رغم أنه يرى ويسمع الشتائم التي توجهها إيران يومياً إلى «بلاده» عبر البرنامج اليومي الذي تبثه فضائيتها «السوسة» ويعتبر ذلك من الحريات. لا يرضى على إيران وهو يرى كيف تفعل في الأحواز التي تستعمرها وكيف تقتل الناس في سوريا والعراق، وكيف تدعم الحوثيين الذين سعوا إلى الاستيلاء على الحكم في اليمن عنوة، وكيف تعمل على تهريب الأسلحة إلى دول التعاون، وكيف تدرب بعض من تمكنت من التغرير بهم في معسكرات تقيمها في لبنان وسوريا والعراق وإيران وغيرها، وكيف تصرف الملايين بل المليارات لمساعدة كل من ترى أنه أهل للإساءة إلى وطنه، وكيف تصر على الاستمرار في نهب الجزر الإماراتية وفي كثير من الادعاءات.
من غير المعقول أن يرى إيران وهي تقوم بكل هذا وبغيره ويتضايق من انتقادها أو انتقاد أحد المسؤولين فيها، حيث المنطق هو ألا يسكت بل أن ينتقدها وبعنف وفي كل حين، إلا إن كان يعتقد أن على رأسها ريشة بسبب أن حاكمها يضع على رأسه عمامة.
انتقاد إيران واجب على كل قادر على ممارسة النقد، وليس في الصحف فقط، فإيران «ساس البلى» وما يصرح به مسؤولوها يومياً وما تمارسه ضد دول التعاون بشكل عام وضد البحرين والسعودية بشكل خاص يستوجب الرد عليه عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل حتى يأتي الوقت الذي تنتبه فيه وتقرر أو تجبر على التوقف عن التطاول على جيرانها والتدخل في شؤونهم.
انتقاد إيران ليس فرض كفاية ولكنه واجب على كل مواطن خليجي وإن لم يبلغ الحلم، والمنطق هو اعتبار المتخلف عن هذا الأمر مقصراً في حق الوطن، فمن غير المقبول ولا المعقول أن يرى المواطن الخليجي ويسمع إيران وهي تمارس كل التجاوزات في حق دول التعاون أو إحداها ويسكت وكأن الأمر لا يعنيه.
إيران ليست خطاً أحمر ولا مقدساً، وانتقاد مرشدها أو رئيسها أو أي قيادي فيها لا يعني انتقاد الدين، وليس منطقاً القبول بأن تنتقد إيران كل حركة وسكنة في بلادنا ونستكثر على أنفسنا انتقادها والرد على التصريحات غير المسؤولة التي يتناول فيها مسؤولوها من كل الرتب وطننا.
في اعتقادي أن واحداً من أكبر الأخطاء التي وقعنا فيها هي أننا لم ننشئ فضائية كفضائية «العالم» الإيرانية منذ اليوم الأول الذي خصصت فيه إيران برنامجاً لشتمنا ودعم من سعى لزعزعة استقرارنا.
{{ article.visit_count }}
ما احتوته تلك التغريدة صحيح بل دقيق، فالبعض هنا لا يرضى على إيران حتى وهو يرى كل أفعالها الشينة ويرى الظلم الذي تمارسه على شعبها ويرى كيف أنها تتدخل في شؤون جيرانها وتدعم كل من يعمل على زعزعة الاستقرار في البحرين بل في كل دول مجلس التعاون الخليجي. لا يرضى أن تنتقد إيران رغم أنه يرى ويسمع الشتائم التي توجهها إيران يومياً إلى «بلاده» عبر البرنامج اليومي الذي تبثه فضائيتها «السوسة» ويعتبر ذلك من الحريات. لا يرضى على إيران وهو يرى كيف تفعل في الأحواز التي تستعمرها وكيف تقتل الناس في سوريا والعراق، وكيف تدعم الحوثيين الذين سعوا إلى الاستيلاء على الحكم في اليمن عنوة، وكيف تعمل على تهريب الأسلحة إلى دول التعاون، وكيف تدرب بعض من تمكنت من التغرير بهم في معسكرات تقيمها في لبنان وسوريا والعراق وإيران وغيرها، وكيف تصرف الملايين بل المليارات لمساعدة كل من ترى أنه أهل للإساءة إلى وطنه، وكيف تصر على الاستمرار في نهب الجزر الإماراتية وفي كثير من الادعاءات.
من غير المعقول أن يرى إيران وهي تقوم بكل هذا وبغيره ويتضايق من انتقادها أو انتقاد أحد المسؤولين فيها، حيث المنطق هو ألا يسكت بل أن ينتقدها وبعنف وفي كل حين، إلا إن كان يعتقد أن على رأسها ريشة بسبب أن حاكمها يضع على رأسه عمامة.
انتقاد إيران واجب على كل قادر على ممارسة النقد، وليس في الصحف فقط، فإيران «ساس البلى» وما يصرح به مسؤولوها يومياً وما تمارسه ضد دول التعاون بشكل عام وضد البحرين والسعودية بشكل خاص يستوجب الرد عليه عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل حتى يأتي الوقت الذي تنتبه فيه وتقرر أو تجبر على التوقف عن التطاول على جيرانها والتدخل في شؤونهم.
انتقاد إيران ليس فرض كفاية ولكنه واجب على كل مواطن خليجي وإن لم يبلغ الحلم، والمنطق هو اعتبار المتخلف عن هذا الأمر مقصراً في حق الوطن، فمن غير المقبول ولا المعقول أن يرى المواطن الخليجي ويسمع إيران وهي تمارس كل التجاوزات في حق دول التعاون أو إحداها ويسكت وكأن الأمر لا يعنيه.
إيران ليست خطاً أحمر ولا مقدساً، وانتقاد مرشدها أو رئيسها أو أي قيادي فيها لا يعني انتقاد الدين، وليس منطقاً القبول بأن تنتقد إيران كل حركة وسكنة في بلادنا ونستكثر على أنفسنا انتقادها والرد على التصريحات غير المسؤولة التي يتناول فيها مسؤولوها من كل الرتب وطننا.
في اعتقادي أن واحداً من أكبر الأخطاء التي وقعنا فيها هي أننا لم ننشئ فضائية كفضائية «العالم» الإيرانية منذ اليوم الأول الذي خصصت فيه إيران برنامجاً لشتمنا ودعم من سعى لزعزعة استقرارنا.