سيارات قديمة مبعثرة في كل الطرقات، وأخرى عبارة عن «خردة» تجثم فوق كل زاوية من زوايا سلماباد. كراجات ومحال تجارية صلبة ومخازن عملاقة زحفت من حدودها المحددة والمرسومة إلى حيث المنازل السكنية الآمنة. مساكن للعزاب فاقت أعدادها منازل أهالي سلماباد قاطبة، أمَّا نسمات الأجانب في هذه القرية الصغيرة فتجاوزت عشرات أضعاف نسمات سكانها المحليين.
قرية «سلماباد» اليوم تفتقر لكل شيء دون استثناء، فهي بالإضافة للنقص الواضح في الخدمات والبنية التحتية والفوقية والوسطى، عانت الأمرِّين من أزمة زحف الكراجات والمخازن والعمالة الآسيوية وسيارات الخردة وغيرها من المشاكل التي كانت تنقص سلماباد لتتحول إلى منطقة غير صالحة للسكنى. نحن اليوم نقول إمَّا أن تتحول سلماباد إلى منطقة صناعية بأكملها أو تظل إلى منطقة سكنية كلها، لكن أن تكون 20% منها منطقة سكنية و80% منها منطقة صناعية فهذا لا يمكن تخيله في أسوأ التخطيطات عبر العالم، فلا أصحاب الكراجات يستطيعون «أخذ راحتهم» في العمل في منطقة سكنية، ولا أصحاب المنازل يمكنهم أن يثقوا في منطقتهم التي تحولت بقدرة قادر إلى منطقة صناعية بحتة!
في الإستطلاع المصغَّر الذي قامت به صحيفة «الوطن» قبل أيام والذي كان يحمل عنوان «مساكن العزاب وسيارات الخردة «تخنق» سلماباد والأهالي يشكون «إهمال» الجهات المعنية» وجدنا فيه الكثير من الوجع والكثير من الحقيقة، فالقصص المؤسفة التي رواها أهالي سلماباد تدمي القلب، إذ لا يمكن لأهالي منطقة وادعة أن يخافوا من التجوال في منطقتهم بحرية تامة بسبب سلوكيات العمالة هناك، كما لا يمكن أن ينام «السلمابادي» بثقة تامة وبطمأنينة كاملة ومنزله محاط بمجموعة كبيرة من المصانع والورش والكراجات والمخازن، والتي لو اشتعل حريق في إحداها -لا قدر الله- فإنه لن يخرج أيّ من أفراد أسرته سالماً، بل ربما سيكون الحريق الكبير -لو حدث- عبارة عن كارثة ضخمة لا يمكن تصورها.
هذا كله وأكثر يحدث بسبب غياب الرقابة اللصيقة على المناطق الصناعية المحاذية للمناطق السكنية، كما يؤكد لنا هذا الغياب عن سوء التخطيط لهذه المدينة منذ البداية وحتى هذه اللحظة، وبقدر ما كتبنا من قبل عن خطورة الوضع في منطقة سلماباد تحديداً وفي أكثر من مقال إلَّا أن المسؤولين لم يعيروا المسألة أية أهمية، ولربما تعودوا أن يتفاعلوا مع المشكلة أو يأخذوا في معالجتها بعد وقوع الكارثة كما عودونا دائماً، وحينها لن ينفع الندم ولا حتى العلاج، ومن هنا نطالب الجهات المعنية بإلقاء نظرة خاطفة على سلماباد ليعرفوا جيداً أين تتجه الأمور فيها.
قرية «سلماباد» اليوم تفتقر لكل شيء دون استثناء، فهي بالإضافة للنقص الواضح في الخدمات والبنية التحتية والفوقية والوسطى، عانت الأمرِّين من أزمة زحف الكراجات والمخازن والعمالة الآسيوية وسيارات الخردة وغيرها من المشاكل التي كانت تنقص سلماباد لتتحول إلى منطقة غير صالحة للسكنى. نحن اليوم نقول إمَّا أن تتحول سلماباد إلى منطقة صناعية بأكملها أو تظل إلى منطقة سكنية كلها، لكن أن تكون 20% منها منطقة سكنية و80% منها منطقة صناعية فهذا لا يمكن تخيله في أسوأ التخطيطات عبر العالم، فلا أصحاب الكراجات يستطيعون «أخذ راحتهم» في العمل في منطقة سكنية، ولا أصحاب المنازل يمكنهم أن يثقوا في منطقتهم التي تحولت بقدرة قادر إلى منطقة صناعية بحتة!
في الإستطلاع المصغَّر الذي قامت به صحيفة «الوطن» قبل أيام والذي كان يحمل عنوان «مساكن العزاب وسيارات الخردة «تخنق» سلماباد والأهالي يشكون «إهمال» الجهات المعنية» وجدنا فيه الكثير من الوجع والكثير من الحقيقة، فالقصص المؤسفة التي رواها أهالي سلماباد تدمي القلب، إذ لا يمكن لأهالي منطقة وادعة أن يخافوا من التجوال في منطقتهم بحرية تامة بسبب سلوكيات العمالة هناك، كما لا يمكن أن ينام «السلمابادي» بثقة تامة وبطمأنينة كاملة ومنزله محاط بمجموعة كبيرة من المصانع والورش والكراجات والمخازن، والتي لو اشتعل حريق في إحداها -لا قدر الله- فإنه لن يخرج أيّ من أفراد أسرته سالماً، بل ربما سيكون الحريق الكبير -لو حدث- عبارة عن كارثة ضخمة لا يمكن تصورها.
هذا كله وأكثر يحدث بسبب غياب الرقابة اللصيقة على المناطق الصناعية المحاذية للمناطق السكنية، كما يؤكد لنا هذا الغياب عن سوء التخطيط لهذه المدينة منذ البداية وحتى هذه اللحظة، وبقدر ما كتبنا من قبل عن خطورة الوضع في منطقة سلماباد تحديداً وفي أكثر من مقال إلَّا أن المسؤولين لم يعيروا المسألة أية أهمية، ولربما تعودوا أن يتفاعلوا مع المشكلة أو يأخذوا في معالجتها بعد وقوع الكارثة كما عودونا دائماً، وحينها لن ينفع الندم ولا حتى العلاج، ومن هنا نطالب الجهات المعنية بإلقاء نظرة خاطفة على سلماباد ليعرفوا جيداً أين تتجه الأمور فيها.