غير حياتك!
* بعد كل حدث في حياتك تتغير الكثير من المعاني والرؤى التي كتبتها في فصول الأيام.. لأن الأحداث تمحص لك الأفراد وتكتشف بعدها العديد من الجوانب المخفية، بل وتتأكد أمام ناظريك طبيعة النفوس التي اعتدت أن تراها بنفس الطبائع دون تغيير.. ولكن الأهم من ذلك كله ألا تمر تلك الأحداث في حياتك مرور الكرام، بل لا بد من مراجعة الحسابات بعدها.. وكما يقول الإمام الشافعي رحمه الله: جزى الله الشدائد كل خير.. وإن كانت تغصصني بريقي.. وما شكري لها حمداً ولكن.. عرفت بها عدوي من صديقي.. لذا فإنك بهذه الشدائد والأحداث وإن كانت مثقلة أحياناً بالهموم والغرائب، تغير من وتيرة حياتك وطبيعة علاقاتك وتضع حداً لتلك التفاهات العمياء التي يعاملك بها بعض البشر في محيط الحياة.. فقد ركنتها قبل ذلك على الهامش.. وبعد المواقف المتسارعة.. ستركنها أبعد ما يكون.. وسيكون الأسلوب الأمثل في التعامل معها.. «دعها تلهث وراء سرابها الخادع.. فإنها لن تفلح في حصاد ما تريد».
* تستغرب من نفسيات مزعجة لها خبرتها في الحياة.. تتقدم بها الأعمار.. ولكن نفسيتها لا تتغير.. مزاجها نفس المزاج.. بل يزداد تعقيداً.. نفسيات لا تلتفت «لتغيير معاني الحياة» التي تعيشها مع نفسها أولاً ثم مع الآخرين.. تراها (تحط دوبها ودوب غيرها وبس) وأغلب أوقاتها تقضيه مع القيل والقال.. تراها تركز على مساوئ الآخرين ومعايبهم، في حين تغض الطرف عن معايب نفسها.. لا تفرح بإنجازات النجاح في حياة من حولها.. لسبب بسيط أنها غير موجودة معه.. ولكن إن وجد أثرها.. فبسهولة بالغة تصفق مع الآخرين وتحتفل بالنجاح.. ولكن بدونها.. لا تتعب نفسها حتى بقول: (عفيه عليكم خوش شغل).. ببساطة شديدة.. دعهم يعبثون في أوقاتهم.. فإنما فرطوا في أجور الآخرة، وفرطوا في كسب محبة الآخرين.. فلو حولوا كل مواقف حياتهم إلى (بساطة) لاستطاعوا أن يكونوا في مقدمة الصفوف.. بلا تعقيد.
* الرياضة في أحيان كثيرة تجمع القلوب وتكسر الحواجز وتزيد من تواصل الآخرين وبخاصة الأهل والأقارب.. هذا ما حصدته مباريات كأس العالم.. الجانب المشرق كما أراه يختلف بصورة كبيرة عن تلك الزاوية الضيقة التي يراها البعض.. وعن تجربة شخصية لا بد أن تكون قريباً من الحياة المعاصرة وتفهمها عن قرب، وتفهم حاجات العقول الشبابية وحاجات من تعايشهم.. حتى تستطيع أن تخاطبهم بنفس اللغة.. نحتاج لنغير من وتيرة الحياة ومن جفاف العلاقات، ونستثمر كل حدث في ترطيب العلاقات ونشر الفرح الغائب عن نفوس البشر، والتي اعتادت أن تكون كئيبة كما تسمي نفسها باستمرار.. حدث كأس العالم فرصة (علشان أحط عليك وتحط علي) ونخرج حبايب كما كنا.
* سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ فقال: «إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة». كيف تستطيع أن يستمر أثرك في كل يوم تولد فيه من جديد بروح جديدة وبأنفاس جديدة وفي صباح جديد..؟ دعنا نتعاهد برسم الابتسامة في كل يوم على وجه أحدهم ونترك في نفسه بصمة مؤثرة، وأثراً لا ينساه أبداً.. لنجعل شعارنا الدائم «اترك أجمل ابتسامة.. واكتب أجمل الكلمات.. وغير من حياة المحيطين بك».. بوسائل كثيرة.. أبسطها طيب اللقاء.. وأجملها هدية بسيطة تزيل الرواسب من النفوس.. «تهادوا تحابوا».. و»الكلمة الطيبة صدقة» و»ابتسامتك في وجه أخيك صدقة».. ما أروع أن تملأ صحائف حسناتك بالصدقات.. بأسلوب بسيط ومواقف معبرة تغير فيها نفسيتك أولاً، ثم نفسية غيرك.
* يقول المولى عز وجل: «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب». كم نحن في حاجة ملحة للوقوف على أعتاب التأمل والتفكر في ملكوت الله تعالى، والتفكر في خلق الإنسان ومآله وأحوال هذه الدنيا وأحوال البرزخ والبعث والنشور وأحوال الآخرة.. فمع سرعة الأيام وتبدل الأحوال ومفاجآت الحياة.. بات المرء بحاجة ماسة لكي يقف ليلتقط أنفاسه بعيداً عن الملهيات ومطالب الدنيا.. قبل ألا تسنح له الفرصة لبذل المزيد والتقاط الأنفاس من جديد.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نام على حصير وقد أثر في جنبه الشريف: «ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها». هكذا هو حالنا في الدنيا.. مجرد التقاط أنفاس لا غير.. فلا تترك هذه الأنفاس في بيئة ملوثة همها أمور الدنيا.. فتراها تلهث وراء مشاغل فارغة وأمور تافهة.. بل اجعلها تعيش في أحوال الآخرة.. تتفكر في كل نعمة أنعمها المولى عليها.. وتتذكر نهايتها الحتمية.. ثم وقوفها يوم القيامة أمام الملك الديان بلا ترجمان.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة». هكذا يكون التأمل برسم صور ذهنية لكل حدث سنقبل عليه شئنا أم أبينا.. هي رحلة بدأت منذ الولادة.. وامتدت إلى أعمار مقدرة لكل حي.. وستنتهي إلى حياة أخرى بعد الدنيا.. ثم تبدأ بعدها رحلة أخرى.. الفائز فيها من عاش حياته لله.. وتأمل كل صغيرة وكبيرة في حياته.. فلم يقبل أن تمر عليه ولو لحظة واحدة دون أن يجعلها ميدان أجر يتنعم فيه، يرى أثره في الدنيا، وفي الآخرة عند الحساب.. تأمل حالك.. فإن أحسست أنك قد أخطأت الطريق وفي التعامل مع الحياة بأسلوب الأجور الخالدة.. تدارك حالك بسرعة.. واجعل نفسك تعيش حياة البساطة التي تتذكر فيها الله تعالى.. فلا تنصرف إلى أحوال النفس المزعجة.
ومضة أمل:
لا تتعب نفسك مع من لا يقبلك أنت كما أنت.. ولا تتعب نفسك مع من لا يسمعك جيداً.. ولا مع من لا يفهمك.. عش حياتك بسعادة.. ولا تكثر من تكرار الحديث مع أناس لا يقبلون التغيير.
{{ article.visit_count }}
* بعد كل حدث في حياتك تتغير الكثير من المعاني والرؤى التي كتبتها في فصول الأيام.. لأن الأحداث تمحص لك الأفراد وتكتشف بعدها العديد من الجوانب المخفية، بل وتتأكد أمام ناظريك طبيعة النفوس التي اعتدت أن تراها بنفس الطبائع دون تغيير.. ولكن الأهم من ذلك كله ألا تمر تلك الأحداث في حياتك مرور الكرام، بل لا بد من مراجعة الحسابات بعدها.. وكما يقول الإمام الشافعي رحمه الله: جزى الله الشدائد كل خير.. وإن كانت تغصصني بريقي.. وما شكري لها حمداً ولكن.. عرفت بها عدوي من صديقي.. لذا فإنك بهذه الشدائد والأحداث وإن كانت مثقلة أحياناً بالهموم والغرائب، تغير من وتيرة حياتك وطبيعة علاقاتك وتضع حداً لتلك التفاهات العمياء التي يعاملك بها بعض البشر في محيط الحياة.. فقد ركنتها قبل ذلك على الهامش.. وبعد المواقف المتسارعة.. ستركنها أبعد ما يكون.. وسيكون الأسلوب الأمثل في التعامل معها.. «دعها تلهث وراء سرابها الخادع.. فإنها لن تفلح في حصاد ما تريد».
* تستغرب من نفسيات مزعجة لها خبرتها في الحياة.. تتقدم بها الأعمار.. ولكن نفسيتها لا تتغير.. مزاجها نفس المزاج.. بل يزداد تعقيداً.. نفسيات لا تلتفت «لتغيير معاني الحياة» التي تعيشها مع نفسها أولاً ثم مع الآخرين.. تراها (تحط دوبها ودوب غيرها وبس) وأغلب أوقاتها تقضيه مع القيل والقال.. تراها تركز على مساوئ الآخرين ومعايبهم، في حين تغض الطرف عن معايب نفسها.. لا تفرح بإنجازات النجاح في حياة من حولها.. لسبب بسيط أنها غير موجودة معه.. ولكن إن وجد أثرها.. فبسهولة بالغة تصفق مع الآخرين وتحتفل بالنجاح.. ولكن بدونها.. لا تتعب نفسها حتى بقول: (عفيه عليكم خوش شغل).. ببساطة شديدة.. دعهم يعبثون في أوقاتهم.. فإنما فرطوا في أجور الآخرة، وفرطوا في كسب محبة الآخرين.. فلو حولوا كل مواقف حياتهم إلى (بساطة) لاستطاعوا أن يكونوا في مقدمة الصفوف.. بلا تعقيد.
* الرياضة في أحيان كثيرة تجمع القلوب وتكسر الحواجز وتزيد من تواصل الآخرين وبخاصة الأهل والأقارب.. هذا ما حصدته مباريات كأس العالم.. الجانب المشرق كما أراه يختلف بصورة كبيرة عن تلك الزاوية الضيقة التي يراها البعض.. وعن تجربة شخصية لا بد أن تكون قريباً من الحياة المعاصرة وتفهمها عن قرب، وتفهم حاجات العقول الشبابية وحاجات من تعايشهم.. حتى تستطيع أن تخاطبهم بنفس اللغة.. نحتاج لنغير من وتيرة الحياة ومن جفاف العلاقات، ونستثمر كل حدث في ترطيب العلاقات ونشر الفرح الغائب عن نفوس البشر، والتي اعتادت أن تكون كئيبة كما تسمي نفسها باستمرار.. حدث كأس العالم فرصة (علشان أحط عليك وتحط علي) ونخرج حبايب كما كنا.
* سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ فقال: «إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة». كيف تستطيع أن يستمر أثرك في كل يوم تولد فيه من جديد بروح جديدة وبأنفاس جديدة وفي صباح جديد..؟ دعنا نتعاهد برسم الابتسامة في كل يوم على وجه أحدهم ونترك في نفسه بصمة مؤثرة، وأثراً لا ينساه أبداً.. لنجعل شعارنا الدائم «اترك أجمل ابتسامة.. واكتب أجمل الكلمات.. وغير من حياة المحيطين بك».. بوسائل كثيرة.. أبسطها طيب اللقاء.. وأجملها هدية بسيطة تزيل الرواسب من النفوس.. «تهادوا تحابوا».. و»الكلمة الطيبة صدقة» و»ابتسامتك في وجه أخيك صدقة».. ما أروع أن تملأ صحائف حسناتك بالصدقات.. بأسلوب بسيط ومواقف معبرة تغير فيها نفسيتك أولاً، ثم نفسية غيرك.
* يقول المولى عز وجل: «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب». كم نحن في حاجة ملحة للوقوف على أعتاب التأمل والتفكر في ملكوت الله تعالى، والتفكر في خلق الإنسان ومآله وأحوال هذه الدنيا وأحوال البرزخ والبعث والنشور وأحوال الآخرة.. فمع سرعة الأيام وتبدل الأحوال ومفاجآت الحياة.. بات المرء بحاجة ماسة لكي يقف ليلتقط أنفاسه بعيداً عن الملهيات ومطالب الدنيا.. قبل ألا تسنح له الفرصة لبذل المزيد والتقاط الأنفاس من جديد.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نام على حصير وقد أثر في جنبه الشريف: «ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها». هكذا هو حالنا في الدنيا.. مجرد التقاط أنفاس لا غير.. فلا تترك هذه الأنفاس في بيئة ملوثة همها أمور الدنيا.. فتراها تلهث وراء مشاغل فارغة وأمور تافهة.. بل اجعلها تعيش في أحوال الآخرة.. تتفكر في كل نعمة أنعمها المولى عليها.. وتتذكر نهايتها الحتمية.. ثم وقوفها يوم القيامة أمام الملك الديان بلا ترجمان.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة». هكذا يكون التأمل برسم صور ذهنية لكل حدث سنقبل عليه شئنا أم أبينا.. هي رحلة بدأت منذ الولادة.. وامتدت إلى أعمار مقدرة لكل حي.. وستنتهي إلى حياة أخرى بعد الدنيا.. ثم تبدأ بعدها رحلة أخرى.. الفائز فيها من عاش حياته لله.. وتأمل كل صغيرة وكبيرة في حياته.. فلم يقبل أن تمر عليه ولو لحظة واحدة دون أن يجعلها ميدان أجر يتنعم فيه، يرى أثره في الدنيا، وفي الآخرة عند الحساب.. تأمل حالك.. فإن أحسست أنك قد أخطأت الطريق وفي التعامل مع الحياة بأسلوب الأجور الخالدة.. تدارك حالك بسرعة.. واجعل نفسك تعيش حياة البساطة التي تتذكر فيها الله تعالى.. فلا تنصرف إلى أحوال النفس المزعجة.
ومضة أمل:
لا تتعب نفسك مع من لا يقبلك أنت كما أنت.. ولا تتعب نفسك مع من لا يسمعك جيداً.. ولا مع من لا يفهمك.. عش حياتك بسعادة.. ولا تكثر من تكرار الحديث مع أناس لا يقبلون التغيير.