يشكو الكثير من المواطنين -كما نشكو نحن أيضاً- من سوء أداء شبكات الاتصالات في غالبية مناطق البحرين. فمن منطقة إلى منطقة ومن شركة اتصالات إلى أخرى يكون حكمنا على جودة شبكة الاتصالات من عدمها. أبراج ممتدة في مختلف مناطق البحرين، بعضها قانوني وغالبيتها أقيمت خارج نطاق القانون، ومع ذلك تظل شبكة الاتصالات عندنا «ضعيفة» أو في أحسن الحالات «متوسطة».

مناطق اليوم بالكامل تشكو ضعف شبكة الاتصالات فيها، وبعض الشركات مع الأسف الشديد تعد زبائنها بتطوير شبكتها لكن ذلك لم يحدث أبداً، فكل ما في الأمر أن وعودهم هي من باب ذر الرَّماد في عيون المستهلكين. فكل من قام بتقديم شكوى لتطوير شبكة الاتصال في منطقته أو في منزله بسبب عدم استطاعته استقبال المكالمات بالتزامن مع ضعف الإنترنت الخاص بشبكة الشركة الواعدة لم يستفد شيئاً، إذ يعدون الناس خيراً لكن دون أن تحرك الشركة ساكناً لتطوير شبكتها أو حتى زيارة صاحب الشكوى لمعرفة أين يقع الخلل، ولربما محدثكم هو أحد أولئك الذين وعدتهم الشركة ولم تفِ بوعودها منذ سنوات طوال!

في منزلنا الاستقبال «صفر» وقوة الإنترنت «صفر» كذلك، ولولا الإنترنت المنزلي الخاص بشركة اتصال أخرى لعُزلنا عن العالم. هي ليست مشكلة منزلنا وإنما منطقتنا بالكامل، ولربما مناطق أخرى أيضاً تعاني من ذات المشكلة. ومن هنا نتساءل، «شنو سالفة» مئات الأبراج؟ وبأي حق تقوم الشركة باحتساب فواتير على الزبائن جراء خدمة غير لائقة أصلاً؟

أمَّا في المناسبات الكبيرة والتجمعات الاجتماعية والترفيهية في البحرين، فإن الاستقبال والإرسال الخاص بشبكات الاتصال يكون شبه معدوم عند جميع المشتركين وعند كافة شركات الاتصالات. فمن حضر-على سبيل المثال- مهرجان الأطعمة الأخير في باحة «الأفنيوز» الخارجية يدرك جيداً مدى تطابق كلامنا مع الواقع. وكذلك تكرار هذا الأمر في فعاليات أخرى، كما هو الحال في حلبة البحرين لسباق السيارات وغيرها.

نحن بدورنا نوجه استفهاماتنا هذه لهيئة تنظيم الاتصالات الموقرة باعتبارها المراقب اللصيق والمباشر لأداء شركات الاتصالات وعن سوء الخدمات المقدمة للزبائن والمتعلِّقة تحديداً بضعف شبكات الاتصال فنقول لها، أين دور الهيئة عن هذا الأمر؟ وكيف تتعامل مع هذه المشكلة الكبيرة الحاصلة بين المستهلكين وشركات الاتصالات؟ فالكثير من المواطنين والمقيمين يتساءلون كذلك عن مدى مراقبة ومتابعة الهيئة فيما يخص جودة الخدمات والاتصالات من طرف غالبية الشركات غير المتعاونة، والتي تقدم خدمات رديئة مقابل أرباح مليونية نهاية كل شهر وليس كل عام؟ فهل هناك جهة يمكن لها أن تنصف الناس التي تدفع فواتيرها لشركات الاتصالات بتقديم خدمات أرقى وأفضل من الموجود؟ نتمنى من الجهات المسؤولة أن تجيبنا وتجيب الناس عن كل هذه الاستفسارات التي لم نجد لها إجابات مقنعة داخل أروقة شركات الاتصالات!