مع بداية انطلاقة شهر رمضان الفضيل لهذا العام، نوَّهنا هنا على ضرورة أهمية ضبط الممارسات والسلوكيات الفردية والمجتمعية في هذا الشهر الكريم، وذكرنا عن أهمية ترشيد استهلاكنا في الأكل والشرب والنوم وكل ما من شأنه أن يعود علينا وعلى الآخرين بالنفع والفائدة.

كذلك تحدثنا بداية الشهر عن أهمية الاقتصاد في كل شيء، خصوصاً فيما يخص الأطعمة التي نرمي بها كل ليلة في الحاويات كفضلات زائدة عن الحاجة، بسبب ضعف الوعي وفهمنا الخاطئ لفلسفة الصوم الذي يعتبره الكثير منا بأنه شهر»القرع والبيليان»!

مع نهاية الشهر الكريم، يكون من الضروري عمل «جردة» سريعة وصريحة لما قمنا به خلال هذا الشهر من ممارسات قد تكون أغلبها ممارسات خاطئة، خاصة كما ذكرنا فيما يتعلق بطبيعة استهلاكنا وأسلوب إفطارنا وقت المغرب وعند السحور، فلربما هناك الكثير من العادات التي اعتدناها تحتاج إلى تصحيح وترشيد، لكن، مع نهاية الشهر الفضيل يمكن لنا أن نقيم كل ممارساتنا فيه حتى نعرف مدى الاستفادة من عدمها حين استقبلنا هذا الشهر وحين ودَّعناه.

الأمر الآخر الذي ميز رمضان في هذا العام هو وقوع امتحانات الطلبة في قلبه ووسطه مما أثر بشكل عام في حركة المجتمع والأسر البحرينية التي التزمت منازلها مع أبنائها بسبب الامتحانات، مما أثر بشكل نسبي في انتعاش المجالس والأسواق والتزاور بين العوائل. مما أعطى هذا الأمر انطباعاً مختلفاً عند الجميع بأن شهر رمضان لهذا العام لم يك كالأعوام السابقة من حيث الحيوية والنشاط، حيث كان بإمكان وزارة التربية والتعليم أن تقوم بتقديم الامتحانات أسوة ببقية دول الجوار، خاصة أن هناك أياماً وأسابيع ضاعت بين فترة انتهاء التمدرس والامتحانات، ناهيك عن أيام الراحة التي تخللت الامتحانات نفسها، ولو كانت التربية حسبتها «صح» لاستطاع الطلبة أن ينتهوا من فترة الامتحانات مع بداية شهر رمضان.

في الختام، نتمنى من الله تعالى قبول أعمال جميع المسلمين، وأن ينعم الله علينا بالأمن والأمان والعيش الواسع الكريم، وأن يتقبل الله صيامنا وقيامنا وصلاتنا في هذا الشهر الكريم، كما نتمنى أن يكون عيد هذا العام عيد رحمة وخير وبركة على الجميع، وأن تتحقق فيه أمنياتنا وأن نكون كلنا بصحة وعافية وأمان، وأن يحفظ وطننا الغالي البحرين من كل سوء ومكروه، إنه على كل شيء قدير.