هل هناك داعٍ لإيجاد خطة وطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ قيم المواطنة؟ هذا السؤال الذي أسمعه مراراً في كل مرة يدور فيها الحديث حول الخطة الوطنية لمملكة البحرين لتعزيز الانتماء وقيم المواطنة.
وقناعتي الشخصية بأننا في أمس الحاجة لهذه الخطة، ليس الآن فقط، بل أن هذه الخطة يجب أن تكون مستمرة ومتواصلة، ومحدثة باستمرار لتواكب التغيرات التي يعيشها المجتمع البحريني. سواء تم الإعلان عنها بشكل صريح أو كانت ضمنية في ممارساتنا وتطبيقاتنا اليومية. ففي رأيي المتواضع أن الانتماء الوطني وقيم المواطنة يجب أن تكون جزءاً من كل شيء نقوم به، ويجب أن تكون أحد أهدافنا الشخصية في كل عمل نؤديه.
منذ الصغر، تعلمت بأني أنتمي إلى هذه الأرض، وتعلمت من خلال والدي أنني يجب أن أفخر بانتمائي لهذا الوطن، فلا أتذكر أنني سمعت والدي قط طيلة حياته رحمه الله يتحدث بأي سوء أو صيغة تضعف الثقة السياسية مثلاً، بل أنهم كانوا يربطون أهدافنا الشخصية بالوطن، فيقول لي والدي رحمه الله اجتهدي لكي ترفعي أسم الوطن عالياً» أو «واصلي تعليمك لكي تنفعي به وطنك»، حتى عندما نسافر خارج البحرين، ينهرني قائلاً: لا تقومي بهذا الفعل، حتى لا يعيبوا عليك وعلى الوطن، فيقولون بحرينية قامت بكذا وكذا» حتى كبرت واعتبرت «الوطن» جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي. حتى في التجمعات العائلية التي تضم أبناء عمومتي من مختلف دول الخليج، كانت لنا صفات وطبائع مميزة، وكنت أفخر عندما يتم نعتي بـ «لولوة البحرينية» للتفرقة بيني وبين بنات عماتي اللاتي يحملن ذات الاسم.
ولأني أؤمن بأن التربية ليست بتلقين القواعد أو تعلمها، بل أن التربية تكون بالتقليد، فالولد أو البنت يعيدان تكرار ما يريان آباءهم وأمهاتهم عليه، وبعد المرحلة الأولى تبدأ دور المدرسة في تشكيل شخصية الفرد، فيحذوا حذو معلمه. وهذا يختصر علينا الكثير، فوجود آباء قدوة يفخرون بانتمائهم لوطنهم، ويعرفون قيم المواطنة بالإضافة إلى وجود «معلم» يؤمن بحب الوطن ويعرف قيم المواطنة، ويعكسها في تصرفاته وأخلاقه، سيكون لدينا جيل بحريني ذو جذور ضاربة في الأعماق الوطنية.
رأيي المتواضع:
قرأت الخطط الرائدة التي تفضلت بها مختلف الجهات لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، وأعتقد بأن مسؤولية تنفيذ هذه الخطط هي مسؤولية الجميع. فالانتماء لا يقاس ولا يعلم، بل هو شعور وسلوك. فأن تكون بحرينياً فهذه نعمة، وفخر، وامتنان. أن تكون بحرينياً هو أن تكون طيباً، كريماً، متفتحاً متعايشاً، متقبلاً للآخر، مثقفاً، ومجتهداً.
أكره حب الأوطان المشروط، وأجده «عار»، فعندما تحب وطنك، يجب أن يكون حبك مطلقاً له، حب عذري، سرمدي. وكم أنزعج شخصياً أن يربط البعض حبهم بأوطانهم بالمزايا المقدمة لهم، ولطالما سألتهم هل ستتخلون عن أوطانكم عندما تنقطع هذه المزايا!!؟؟
أنا مع الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ القيم، أنا مع أن يكون عندنا مؤشرات قياس، وأفكار وتطلعات تصب في صالح ترسيخ قيم المواطنة لا سيما في وجود عالم مفتوح يؤثر فينا.. وللحديث بقية
{{ article.visit_count }}
وقناعتي الشخصية بأننا في أمس الحاجة لهذه الخطة، ليس الآن فقط، بل أن هذه الخطة يجب أن تكون مستمرة ومتواصلة، ومحدثة باستمرار لتواكب التغيرات التي يعيشها المجتمع البحريني. سواء تم الإعلان عنها بشكل صريح أو كانت ضمنية في ممارساتنا وتطبيقاتنا اليومية. ففي رأيي المتواضع أن الانتماء الوطني وقيم المواطنة يجب أن تكون جزءاً من كل شيء نقوم به، ويجب أن تكون أحد أهدافنا الشخصية في كل عمل نؤديه.
منذ الصغر، تعلمت بأني أنتمي إلى هذه الأرض، وتعلمت من خلال والدي أنني يجب أن أفخر بانتمائي لهذا الوطن، فلا أتذكر أنني سمعت والدي قط طيلة حياته رحمه الله يتحدث بأي سوء أو صيغة تضعف الثقة السياسية مثلاً، بل أنهم كانوا يربطون أهدافنا الشخصية بالوطن، فيقول لي والدي رحمه الله اجتهدي لكي ترفعي أسم الوطن عالياً» أو «واصلي تعليمك لكي تنفعي به وطنك»، حتى عندما نسافر خارج البحرين، ينهرني قائلاً: لا تقومي بهذا الفعل، حتى لا يعيبوا عليك وعلى الوطن، فيقولون بحرينية قامت بكذا وكذا» حتى كبرت واعتبرت «الوطن» جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي. حتى في التجمعات العائلية التي تضم أبناء عمومتي من مختلف دول الخليج، كانت لنا صفات وطبائع مميزة، وكنت أفخر عندما يتم نعتي بـ «لولوة البحرينية» للتفرقة بيني وبين بنات عماتي اللاتي يحملن ذات الاسم.
ولأني أؤمن بأن التربية ليست بتلقين القواعد أو تعلمها، بل أن التربية تكون بالتقليد، فالولد أو البنت يعيدان تكرار ما يريان آباءهم وأمهاتهم عليه، وبعد المرحلة الأولى تبدأ دور المدرسة في تشكيل شخصية الفرد، فيحذوا حذو معلمه. وهذا يختصر علينا الكثير، فوجود آباء قدوة يفخرون بانتمائهم لوطنهم، ويعرفون قيم المواطنة بالإضافة إلى وجود «معلم» يؤمن بحب الوطن ويعرف قيم المواطنة، ويعكسها في تصرفاته وأخلاقه، سيكون لدينا جيل بحريني ذو جذور ضاربة في الأعماق الوطنية.
رأيي المتواضع:
قرأت الخطط الرائدة التي تفضلت بها مختلف الجهات لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، وأعتقد بأن مسؤولية تنفيذ هذه الخطط هي مسؤولية الجميع. فالانتماء لا يقاس ولا يعلم، بل هو شعور وسلوك. فأن تكون بحرينياً فهذه نعمة، وفخر، وامتنان. أن تكون بحرينياً هو أن تكون طيباً، كريماً، متفتحاً متعايشاً، متقبلاً للآخر، مثقفاً، ومجتهداً.
أكره حب الأوطان المشروط، وأجده «عار»، فعندما تحب وطنك، يجب أن يكون حبك مطلقاً له، حب عذري، سرمدي. وكم أنزعج شخصياً أن يربط البعض حبهم بأوطانهم بالمزايا المقدمة لهم، ولطالما سألتهم هل ستتخلون عن أوطانكم عندما تنقطع هذه المزايا!!؟؟
أنا مع الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ القيم، أنا مع أن يكون عندنا مؤشرات قياس، وأفكار وتطلعات تصب في صالح ترسيخ قيم المواطنة لا سيما في وجود عالم مفتوح يؤثر فينا.. وللحديث بقية