قال لي بصوت يملؤه الإصرار والتأكيد «إنه طبل» وللقراء الأعزاء فإن وصف «طبل» في مثل هذه الحالة – أي عندما يصف شخص ما شخصاً آخر بوصف «طبل» - فإنه لا يقصد أنه آلة من أدوات العزف، بل يقصد أنه «إنسان فارغ كالطبل، وأعتقد بأنه تشبيه بليغ يختزل الصوت المرتفع الصادر من الشيء الفارغ» وهو وصف يطلق على الإنسان الخالي من المضمون.
واصل تأكيده بصوت عالٍ سمعه جميع الحضور بأن هذا الشخص «طبل»، وأخذ ينظر إلي في عمق وكأنه ينتظر مني ردة فعل مؤيده لكلامه، فكرر كلامه على هيئة سؤال «ألا تعتقدين بأن هذا الشخص طبل، ولا يفهم شيئا»؟ فالتزمت الصمت، فأنا لست مخولة بتقييم الآخرين. فكرر طرح السؤال طالباً مني الإجابة.
فنظرت إليه قائلة: «لم أجد منه إلا كل خير»، فرد عليّ باستياء، لم أطلب منك تقييم تعامله معك، طلبت منك تقييمه العملي. أعرف أنه إنسان طيب وخلوق ولكن هذا لا يمنع من أنه «طبل» أليس كذلك»؟؟ وكرر سؤال: «هو طبل.. صح»؟ فابتسمت قائلة: «لقد تعاملت معه في أحد المشاريع وبدا لي في غاية الجدية والهمة والنشاط» فاستشاط غضباً قائلاً: «لماذا الدبلوماسية في الإجابة، لم أطلب منك تقييم أدائه الحركي لكي تصفيه بالنشاط والهمة».. فقاطعته قائلة: «لقد قلت إنه جاد، هذا ما التمست منه، أوليست الجدية في التنفيذ والرغبة في التطوير شيء إيجابي؟»، فرد قائلاً والغضب يتطاير من عينيه: «الجدية مهمة طبعاً، ولكنه طبل، لولا من يحيطون به لسقط منذ مدة!!»، وصمت وهو غاضب من عدم مشاركتي إياه تقييم هذا الشخص.
تضايقت جداً من أسلوب هذا الشخص الذي أتمنى أن يراجع نفسه في آلية حديثه وتقييمه للآخرين، وتضايقت أكثر من طريقته البغيضة في زجي في تقييم الأشخاص. فأنا أترفع عن تقييم الأشخاص، ولا أرى مانعاً في تقييم الأفعال بطريقة النقد البناء لا السب والشتم.
ناهيك عن أنني أؤمن أن لكل منا نقاط ضعف، وأننا جميعاً بحاجة إلى تطوير أنفسنا فلنلتهِ بتطوير أنفسنا عوضاً عن ذكر الآخرين وتقييمهم.
* رأيي المتواضع:
هناك بعض الناس، منحوا أنفسهم حق نقد الآخرين، دون وجه حق. فباتوا يتحدثون عن الآخرين ويصفونهم بأبشع الصفات، وإذا حاولت أن تنبههم إلى أن ما قاموا به فعل خاطئ أعطوك لقب «مطبل، ودبلوماسي».
لا أجد مانعاً أبداً من أن أنتقد أي فعل غير لائق لأي شخص من باب النقد البناء والمناصحة، ولكني أرفض قطعاً أن آتي بذكر أي شخص وأن أنتقده أو أن أقوم بدور «خبير التقييم» وأضعه تحت المجهر!! لا سيما إذا كان هذا الشيء في غيابه، أو تحت اسم مجهول في وسائل التواصل الاجتماعي التي فاقمت من هذه الظاهرة.
فما لا تراه حسناً في شخص، قد يراه الآخر حسناً، وما تنتقده من صفة في شخص قد تكون محببة لشخص آخر.. فلا تعطِ لنفسك حق تقييم الآخرين.
{{ article.visit_count }}
واصل تأكيده بصوت عالٍ سمعه جميع الحضور بأن هذا الشخص «طبل»، وأخذ ينظر إلي في عمق وكأنه ينتظر مني ردة فعل مؤيده لكلامه، فكرر كلامه على هيئة سؤال «ألا تعتقدين بأن هذا الشخص طبل، ولا يفهم شيئا»؟ فالتزمت الصمت، فأنا لست مخولة بتقييم الآخرين. فكرر طرح السؤال طالباً مني الإجابة.
فنظرت إليه قائلة: «لم أجد منه إلا كل خير»، فرد عليّ باستياء، لم أطلب منك تقييم تعامله معك، طلبت منك تقييمه العملي. أعرف أنه إنسان طيب وخلوق ولكن هذا لا يمنع من أنه «طبل» أليس كذلك»؟؟ وكرر سؤال: «هو طبل.. صح»؟ فابتسمت قائلة: «لقد تعاملت معه في أحد المشاريع وبدا لي في غاية الجدية والهمة والنشاط» فاستشاط غضباً قائلاً: «لماذا الدبلوماسية في الإجابة، لم أطلب منك تقييم أدائه الحركي لكي تصفيه بالنشاط والهمة».. فقاطعته قائلة: «لقد قلت إنه جاد، هذا ما التمست منه، أوليست الجدية في التنفيذ والرغبة في التطوير شيء إيجابي؟»، فرد قائلاً والغضب يتطاير من عينيه: «الجدية مهمة طبعاً، ولكنه طبل، لولا من يحيطون به لسقط منذ مدة!!»، وصمت وهو غاضب من عدم مشاركتي إياه تقييم هذا الشخص.
تضايقت جداً من أسلوب هذا الشخص الذي أتمنى أن يراجع نفسه في آلية حديثه وتقييمه للآخرين، وتضايقت أكثر من طريقته البغيضة في زجي في تقييم الأشخاص. فأنا أترفع عن تقييم الأشخاص، ولا أرى مانعاً في تقييم الأفعال بطريقة النقد البناء لا السب والشتم.
ناهيك عن أنني أؤمن أن لكل منا نقاط ضعف، وأننا جميعاً بحاجة إلى تطوير أنفسنا فلنلتهِ بتطوير أنفسنا عوضاً عن ذكر الآخرين وتقييمهم.
* رأيي المتواضع:
هناك بعض الناس، منحوا أنفسهم حق نقد الآخرين، دون وجه حق. فباتوا يتحدثون عن الآخرين ويصفونهم بأبشع الصفات، وإذا حاولت أن تنبههم إلى أن ما قاموا به فعل خاطئ أعطوك لقب «مطبل، ودبلوماسي».
لا أجد مانعاً أبداً من أن أنتقد أي فعل غير لائق لأي شخص من باب النقد البناء والمناصحة، ولكني أرفض قطعاً أن آتي بذكر أي شخص وأن أنتقده أو أن أقوم بدور «خبير التقييم» وأضعه تحت المجهر!! لا سيما إذا كان هذا الشيء في غيابه، أو تحت اسم مجهول في وسائل التواصل الاجتماعي التي فاقمت من هذه الظاهرة.
فما لا تراه حسناً في شخص، قد يراه الآخر حسناً، وما تنتقده من صفة في شخص قد تكون محببة لشخص آخر.. فلا تعطِ لنفسك حق تقييم الآخرين.