سألونا يوماً ماذا تعني لكم الكويت؟ ولحظتها تضاربت الأفكار والمشاعر في داخلنا.. فالكويت التي عرفناها في الصغر واحببناها تختلف عن تلك التي عرفناها في الكبر وازداد حبنا لها بالأخص عندما علمنا أن جزءاً من الدم الذي يجري فينا يحوي دماً من أرضها الحبيبة فهي وطننا الآخر وبلد المحبة والأخوة والأهل!
ونحن أطفال صغار عرفنا الكويت من خلال مسلسلاتها وفنانينها ومطربينها بل كنا نقوم بتقليد لهجتهم ونحن نلعب ونلهو مع الدمى متأثرين بما نسمعه في الحلقات ونقوم بتقليدهم والتحدث ببعض مفردات لهجتهم.. كنا نحب أغانيها ونعشق متابعة المهرجانات الطلابية التي ترقص فيها طالباتهم بألوان زاهية بهية احتفاء بأعيادهم الوطنية بشكل جميل جداً وبعروض مبهرة على المسرح وتعرض على شاشة التلفاز في زمن لم تكن فيه الفضائيات حاضرة بقوة وكان الحظ يلعب دوره في التقاط قناة الكويت عبر «الأريل»!
لقد أدركنا كم هي الكويت غالية وبلد يهمنا أمره ونحن بعدنا أطفال صغار لا نفقه الكثير فيما يحصل من حولنا خلال الغزو العراقي الغاشم عليها.. لقد لامسنا في تلك المرحلة أهمية الكويت كبلد خليجي وعربي لا يجب أن يضيع ويفرط ولمحنا كيف كان الكل حريصاً على أن تعود الكويت وحريصاً أكثر على نجدة ودعم شعبها العزيز فكثير من البيوت البحرينية فتحت أبوابها لأهل الكويت وكثير من البحرينيين العاملين في القوات الأمنية والعسكرية كانوا من ضمن القوات المشاركة في تحرير الكويت وتأمين سلامة وأمن المنطقة والحدود بين الدول الخليجية فترتها.
عندما كبرنا قليلاً وأصبحت اهتماماتنا تتجه إلى القراءة والكتابة أصبحنا نعرف الكويت من خلال مجلاتها الأسبوعية وصحافتها القوية.. أصبحنا نتابع مجلة «العربي» و«تحت سن العشرين» التي زرعت ونمت في الكثير من بنات جيلنا القيم والأخلاق والتدين وهي تعرض بأسلوب شيق وجذاب قصصاً تربوية هادفة ولا زلنا نتحسر أنها لم تستمر وتتطور لتكون مجلة إلكترونية أو تفاعلية فقد كانت رائدة ومؤثرة بقوة على المستوى الخليجي ككل.. أصبحنا نتابع مجلة «اليقظة» أسبوعياً لأنها تعرض تقارير صحافية ومقابلات ولقاءات شيقة مع فنانين ولاعبين من الكويت الذين بالمناسبة كانت شهرتهم لدينا في مملكة البحرين كما نجوم المنتخب البحريني في المجتمع البحريني أيامها وقد كانت إحدى أحلامنا يوماً ونحن في أواخر عتبات الدراسة المدرسية أن نتخرج ونشد الرحال لندرس فيها الإعلام ونتكسب منها الخبرات اللازمة!
وعندما كبرنا أكثر أصبح الإعلام الكويتي بكافة برامجه ومحطاته التلفازية يستهوينا ونتابع تفاصيله أولاً بأول بل أصبحت الروايات والكتاب والشعراء الكويتيون لهم مساحة مميزة فيما يخص الوقت المخصص لقراءة الكتب والروايات والشعر فالأدب والشعر الكويتي له بصمة مميزة في الأدب الخليجي ولعل أبرز شاعرة على المستوى الخليجي أبرزت اسم الكويت وسوقت للشعر الكويتي عربياً هي الشاعرة د. سعاد الصباح التي كانت من أكثر الشخصيات تأثيراً على فتيات جيلنا!
الإعلام الكويتي بالعموم قريب جداً ومتشابه مع الإعلام البحريني ومن الممكن القول إن هناك توأمة بين الإعلام البحريني والكويتي ودليل ذلك تشابه فضاء الحريات وحق التعبير عن الرأي ومسائل الديمقراطية فيهما وأحد أسبابه أن تجاربنا البرلمانية في مجال الانتخاب والترشح متقاربة جداً والأجواء الديمقراطية لدينا في البحرين والكويت لها انعكاساتها في رفع سقف الحريات الإعلامية والصحافية بشكل كبير ومميز جعلنا في قائمة هرم الحريات على المستوى الخليجي كما أن الصحافة الكويتية ظهرت في نفس فترة الصحافة البحرينية وحتى الإذاعة البحرينية والكويتية فكلاهما ظهرتا أيضاً في فترة الأربعينات وهذا يعكس مدى القرب الثقافي والإعلامي والتنموي بين البلدين وأن الشراكة موجودة ومتحققة منذ قديم الزمان بينهما وإن كنا نطمح لمزيد منها وأن يكون هناك ما يشبه الاتحاد فيما يخص مسائل الاستثمار الإعلامي بينهما.
قبل بضعة سنوات كنا في رحلة عمل وكان ضمن الوفد المرافق معنا إعلامي كويتي مع زوجته، لقد اعترفنا لزوجته في نهاية الرحلة أمام اهتمامهم الشديد بنا وحرصهم على مرافقتنا في كافة الرحلات والزيارات حيث كان يوصي زوجته بالاهتمام بنا وعدم تركنا لوحدنا من باب الاهتمام ببعضنا البعض كخليجيين وأخوة، أننا أحببنا الكويت أكثر بسببهم وبسبب هذه الأخلاق والشيمة والقيم الطيبة التي رأيناها منهم طيلة سفرنا معهم.
الكويت عرفناها أولاً عن طريق القوى الناعمة وعندما كبرنا عرفنا أهلها أكثر ومجتمعها المتحضر المنفتح وعرفنا كيف تساهم الكويت في دعم العديد من المشاريع التنموية في مملكة البحرين وتمولها وهناك الكثير من البصمات والمساهمات الكويتية في المجتمع البحريني وأيضاً المواقف المشرفة لأهل الكويت الشرفاء خلال بعض المنعطفات التي مرت بها مملكة البحرين.
هذا الكلام نقوله ونحن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادة وشعب الكويت الأعزاء بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لعيدهم الوطني المجيد والتاسعة والعشرين على تحرير أرضهم من الغزو العراقي الغاشم «عيد التحرير»، ونسأل الله أن يحفظها لنا وأن يديم أمنها وأمانها ونتوجه في الختام بجزيل الشكر إلى القائمين في السفارة الكويتية وبالأخص مكتب الملحق الثقافي للسفارة على جهودهم الطيبة وتواصلهم الدائم وأنشطتهم المميزة التي تخدم المجتمع البحريني وتضيف له.
{{ article.visit_count }}
ونحن أطفال صغار عرفنا الكويت من خلال مسلسلاتها وفنانينها ومطربينها بل كنا نقوم بتقليد لهجتهم ونحن نلعب ونلهو مع الدمى متأثرين بما نسمعه في الحلقات ونقوم بتقليدهم والتحدث ببعض مفردات لهجتهم.. كنا نحب أغانيها ونعشق متابعة المهرجانات الطلابية التي ترقص فيها طالباتهم بألوان زاهية بهية احتفاء بأعيادهم الوطنية بشكل جميل جداً وبعروض مبهرة على المسرح وتعرض على شاشة التلفاز في زمن لم تكن فيه الفضائيات حاضرة بقوة وكان الحظ يلعب دوره في التقاط قناة الكويت عبر «الأريل»!
لقد أدركنا كم هي الكويت غالية وبلد يهمنا أمره ونحن بعدنا أطفال صغار لا نفقه الكثير فيما يحصل من حولنا خلال الغزو العراقي الغاشم عليها.. لقد لامسنا في تلك المرحلة أهمية الكويت كبلد خليجي وعربي لا يجب أن يضيع ويفرط ولمحنا كيف كان الكل حريصاً على أن تعود الكويت وحريصاً أكثر على نجدة ودعم شعبها العزيز فكثير من البيوت البحرينية فتحت أبوابها لأهل الكويت وكثير من البحرينيين العاملين في القوات الأمنية والعسكرية كانوا من ضمن القوات المشاركة في تحرير الكويت وتأمين سلامة وأمن المنطقة والحدود بين الدول الخليجية فترتها.
عندما كبرنا قليلاً وأصبحت اهتماماتنا تتجه إلى القراءة والكتابة أصبحنا نعرف الكويت من خلال مجلاتها الأسبوعية وصحافتها القوية.. أصبحنا نتابع مجلة «العربي» و«تحت سن العشرين» التي زرعت ونمت في الكثير من بنات جيلنا القيم والأخلاق والتدين وهي تعرض بأسلوب شيق وجذاب قصصاً تربوية هادفة ولا زلنا نتحسر أنها لم تستمر وتتطور لتكون مجلة إلكترونية أو تفاعلية فقد كانت رائدة ومؤثرة بقوة على المستوى الخليجي ككل.. أصبحنا نتابع مجلة «اليقظة» أسبوعياً لأنها تعرض تقارير صحافية ومقابلات ولقاءات شيقة مع فنانين ولاعبين من الكويت الذين بالمناسبة كانت شهرتهم لدينا في مملكة البحرين كما نجوم المنتخب البحريني في المجتمع البحريني أيامها وقد كانت إحدى أحلامنا يوماً ونحن في أواخر عتبات الدراسة المدرسية أن نتخرج ونشد الرحال لندرس فيها الإعلام ونتكسب منها الخبرات اللازمة!
وعندما كبرنا أكثر أصبح الإعلام الكويتي بكافة برامجه ومحطاته التلفازية يستهوينا ونتابع تفاصيله أولاً بأول بل أصبحت الروايات والكتاب والشعراء الكويتيون لهم مساحة مميزة فيما يخص الوقت المخصص لقراءة الكتب والروايات والشعر فالأدب والشعر الكويتي له بصمة مميزة في الأدب الخليجي ولعل أبرز شاعرة على المستوى الخليجي أبرزت اسم الكويت وسوقت للشعر الكويتي عربياً هي الشاعرة د. سعاد الصباح التي كانت من أكثر الشخصيات تأثيراً على فتيات جيلنا!
الإعلام الكويتي بالعموم قريب جداً ومتشابه مع الإعلام البحريني ومن الممكن القول إن هناك توأمة بين الإعلام البحريني والكويتي ودليل ذلك تشابه فضاء الحريات وحق التعبير عن الرأي ومسائل الديمقراطية فيهما وأحد أسبابه أن تجاربنا البرلمانية في مجال الانتخاب والترشح متقاربة جداً والأجواء الديمقراطية لدينا في البحرين والكويت لها انعكاساتها في رفع سقف الحريات الإعلامية والصحافية بشكل كبير ومميز جعلنا في قائمة هرم الحريات على المستوى الخليجي كما أن الصحافة الكويتية ظهرت في نفس فترة الصحافة البحرينية وحتى الإذاعة البحرينية والكويتية فكلاهما ظهرتا أيضاً في فترة الأربعينات وهذا يعكس مدى القرب الثقافي والإعلامي والتنموي بين البلدين وأن الشراكة موجودة ومتحققة منذ قديم الزمان بينهما وإن كنا نطمح لمزيد منها وأن يكون هناك ما يشبه الاتحاد فيما يخص مسائل الاستثمار الإعلامي بينهما.
قبل بضعة سنوات كنا في رحلة عمل وكان ضمن الوفد المرافق معنا إعلامي كويتي مع زوجته، لقد اعترفنا لزوجته في نهاية الرحلة أمام اهتمامهم الشديد بنا وحرصهم على مرافقتنا في كافة الرحلات والزيارات حيث كان يوصي زوجته بالاهتمام بنا وعدم تركنا لوحدنا من باب الاهتمام ببعضنا البعض كخليجيين وأخوة، أننا أحببنا الكويت أكثر بسببهم وبسبب هذه الأخلاق والشيمة والقيم الطيبة التي رأيناها منهم طيلة سفرنا معهم.
الكويت عرفناها أولاً عن طريق القوى الناعمة وعندما كبرنا عرفنا أهلها أكثر ومجتمعها المتحضر المنفتح وعرفنا كيف تساهم الكويت في دعم العديد من المشاريع التنموية في مملكة البحرين وتمولها وهناك الكثير من البصمات والمساهمات الكويتية في المجتمع البحريني وأيضاً المواقف المشرفة لأهل الكويت الشرفاء خلال بعض المنعطفات التي مرت بها مملكة البحرين.
هذا الكلام نقوله ونحن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادة وشعب الكويت الأعزاء بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لعيدهم الوطني المجيد والتاسعة والعشرين على تحرير أرضهم من الغزو العراقي الغاشم «عيد التحرير»، ونسأل الله أن يحفظها لنا وأن يديم أمنها وأمانها ونتوجه في الختام بجزيل الشكر إلى القائمين في السفارة الكويتية وبالأخص مكتب الملحق الثقافي للسفارة على جهودهم الطيبة وتواصلهم الدائم وأنشطتهم المميزة التي تخدم المجتمع البحريني وتضيف له.