كنت قد وعدت بالتعليق على ما يخص صحافتنا الرياضية تعقيباً على ما جاء في الحلقة الخاصة بالإعلام الرياضي التي بثتها قناتنا الرياضية من خلال البرنامج المباشر « الكرة في ملعبك» قبل أن تتفاقم جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19 ) وتعطل حركة العالم أجمع..
في تلك الحلقة طال الصحافة الرياضة المحلية الاتهام بالتراجع أمام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتراجع مستوى التعاطي للصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترونية ..
التطور سنة من سنن الحياة الحميدة ولا يمكن لعاقل أن ينكرها والصحافة التي اعتمدت في أساسها على الورق مرت بالعديد من مراحل التطوير سواء فيما يتعلق بجودة الورق نفسه أم في وسائل الطباعة التي تحولت من يدوية إلى إلكترونية، بل أن حتى آلية نقل الأخبار والصور شهدت عبر السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً بدأ بنقل الخبر والصور يدوياً وبريدياً ثم هاتفياً ( الفاكس ) وأخيراً إلكترونياً عبر الوسائل التواصلية الحديثة وكل هذه الوسائل لم تكن يوماً سبباً في تراجع الصحافة المكتوبة بل على العكس جعلتها أكثر المصادر وثوقاً للأخبار والأحداث وماتزال الصحافة في دول العالم المتقدمة إعلامياً هي منبع المصادر الموثوقة التي تستمد وسائل التواصل الاجتماعي منها نشاطها، وأضع أكثر من خط تحت كلمة (الموثوقة) بالنظر لتعدد الأخبار المفبركة وغير الموثوقة التي تطالعنا بها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لدرجة دفعت عدداً من الدول لاستحداث إدارات رسمية لمكافحة الجرائم الإلكترونية ومن بينها مملكة البحرين!
أما عن صحافتنا الرياضية واتهامها بالتراجع فإنني من المؤيدين لهذا الرأي من خلال معايشتي لمشوارها منذ أكثر من نصف قرن، وأرى من وجهة نظري أن هذا التراجع يعود لعدة أسباب أولها تكاسل أغلب الصحافيين الميدانيين عن أداء دورهم الميداني في نقل الحدث من موقعه والاعتماد على التواصل الهاتفي أو النقل التلفزيوني وثانيها الاعتماد على الأخبار الرسمية المرسلة من الأندية والاتحادات بعد أن اتجهت هذه الأندية والاتحادات الرياضية إلى تعيين لجان إعلامية تتولى هذه المهمة بما يتماشى مع سياسة الاتحاد أو النادي في هذا الجانب، وثالث الأسباب الخلط أو الجمع بين مهمة الصحافي ومهمة المنسق الإعلامي رغم اختلاف الفوارق المهنية بين المهنتين وهو ما يجعل الصحافي يعاني من انفصام الشخصية!
في فترة ازدهار الصحافة الرياضية عندنا كنا نشاهد الصحافيين الرياضيين يجوبون الملاعب والصالات حاملين أوراقهم وأقلامهم يتسابقون على التفرد بالأخبار والمقابلات الشخصية والتحقيقات كنا معهم نسهر من أجل إيصال المحتوى المثالي، وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك هفوات أو قصور، ولكن تحري الدقة والموضوعية والمصداقية كانوا من أهم الأهداف التي قامت عليها الصحافة آنذاك..
نحن اليوم نمتلك مساحات ورقية أكبر وكوادر وطنية شابة أكثر ومردودات مادية أكبر بكثير مما كانت في الماضي، فقط نحتاج لتفعيل دور العمل الميداني والحد من الاعتماد على الأخبار الرسمية المطولة و» المفصلة « بالمقاس على جهاتها، كما يتعين على الصحافي التمتع بالشخصية المهنية والتخلص مما يسمى بانفصام الشخصية بل أن كتابة الرأي أو العمود الرياضي بحاجة إلى التقنين بحيث تكون قائمة على مجال التخصص والخبرة الصحافية بدلاً من فتح الباب على مصراعيه وتحويل الصفحات الرياضية إلى ما يشبه بريد القراء!
هذه ملاحظاتي المتواضعة فيما يخص مستقبل صحافتنا الرياضية التي نأمل أن نراها في ثوبها المثالي لتساهم في دفع عجلة الرياضة البحرينية إلى الأمام و» الكرة « في ملعب من يعنيهم هذا الأمر من القائمين على إدارة مؤسساتنا الصحافية وكل الصحافيين الرياضيين المنوط بهم العمل الميداني باعتبارهم الخط الأمامي في ميدان معركة التحدي التكنولوجي!
{{ article.visit_count }}
في تلك الحلقة طال الصحافة الرياضة المحلية الاتهام بالتراجع أمام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتراجع مستوى التعاطي للصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترونية ..
التطور سنة من سنن الحياة الحميدة ولا يمكن لعاقل أن ينكرها والصحافة التي اعتمدت في أساسها على الورق مرت بالعديد من مراحل التطوير سواء فيما يتعلق بجودة الورق نفسه أم في وسائل الطباعة التي تحولت من يدوية إلى إلكترونية، بل أن حتى آلية نقل الأخبار والصور شهدت عبر السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً بدأ بنقل الخبر والصور يدوياً وبريدياً ثم هاتفياً ( الفاكس ) وأخيراً إلكترونياً عبر الوسائل التواصلية الحديثة وكل هذه الوسائل لم تكن يوماً سبباً في تراجع الصحافة المكتوبة بل على العكس جعلتها أكثر المصادر وثوقاً للأخبار والأحداث وماتزال الصحافة في دول العالم المتقدمة إعلامياً هي منبع المصادر الموثوقة التي تستمد وسائل التواصل الاجتماعي منها نشاطها، وأضع أكثر من خط تحت كلمة (الموثوقة) بالنظر لتعدد الأخبار المفبركة وغير الموثوقة التي تطالعنا بها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لدرجة دفعت عدداً من الدول لاستحداث إدارات رسمية لمكافحة الجرائم الإلكترونية ومن بينها مملكة البحرين!
أما عن صحافتنا الرياضية واتهامها بالتراجع فإنني من المؤيدين لهذا الرأي من خلال معايشتي لمشوارها منذ أكثر من نصف قرن، وأرى من وجهة نظري أن هذا التراجع يعود لعدة أسباب أولها تكاسل أغلب الصحافيين الميدانيين عن أداء دورهم الميداني في نقل الحدث من موقعه والاعتماد على التواصل الهاتفي أو النقل التلفزيوني وثانيها الاعتماد على الأخبار الرسمية المرسلة من الأندية والاتحادات بعد أن اتجهت هذه الأندية والاتحادات الرياضية إلى تعيين لجان إعلامية تتولى هذه المهمة بما يتماشى مع سياسة الاتحاد أو النادي في هذا الجانب، وثالث الأسباب الخلط أو الجمع بين مهمة الصحافي ومهمة المنسق الإعلامي رغم اختلاف الفوارق المهنية بين المهنتين وهو ما يجعل الصحافي يعاني من انفصام الشخصية!
في فترة ازدهار الصحافة الرياضية عندنا كنا نشاهد الصحافيين الرياضيين يجوبون الملاعب والصالات حاملين أوراقهم وأقلامهم يتسابقون على التفرد بالأخبار والمقابلات الشخصية والتحقيقات كنا معهم نسهر من أجل إيصال المحتوى المثالي، وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك هفوات أو قصور، ولكن تحري الدقة والموضوعية والمصداقية كانوا من أهم الأهداف التي قامت عليها الصحافة آنذاك..
نحن اليوم نمتلك مساحات ورقية أكبر وكوادر وطنية شابة أكثر ومردودات مادية أكبر بكثير مما كانت في الماضي، فقط نحتاج لتفعيل دور العمل الميداني والحد من الاعتماد على الأخبار الرسمية المطولة و» المفصلة « بالمقاس على جهاتها، كما يتعين على الصحافي التمتع بالشخصية المهنية والتخلص مما يسمى بانفصام الشخصية بل أن كتابة الرأي أو العمود الرياضي بحاجة إلى التقنين بحيث تكون قائمة على مجال التخصص والخبرة الصحافية بدلاً من فتح الباب على مصراعيه وتحويل الصفحات الرياضية إلى ما يشبه بريد القراء!
هذه ملاحظاتي المتواضعة فيما يخص مستقبل صحافتنا الرياضية التي نأمل أن نراها في ثوبها المثالي لتساهم في دفع عجلة الرياضة البحرينية إلى الأمام و» الكرة « في ملعب من يعنيهم هذا الأمر من القائمين على إدارة مؤسساتنا الصحافية وكل الصحافيين الرياضيين المنوط بهم العمل الميداني باعتبارهم الخط الأمامي في ميدان معركة التحدي التكنولوجي!