مع إقبال عيد الأضحى وفي ظل الأجواء الاستثنائية الخاصة جداً التي نمر بها، تختلط المشاعر وتتشابك الأحاسيس، ويعجز القلم أن يكتب بضع كلمات يعبر فيها عن مشاعره، ظروف استثنائية غير معتادة نعيشها وافتقدنا معها كثيراً من النعم التي كنا نستمتع بها في الظروف العادية، وإن استشعرنا وضعنا الحالي فنحن أيضا في نعمة أخرى من نعم المولى الكريم؛ فيكفينا أن نتلذذ بطعم السعادة الأسرية بين أسرتنا الصغيرة، بلقمة هانئة وأمن وسلام نلتزم فيه بكافة الإجراءات من أجل صحتنا وصحة من نحب.

فإن تحدثت عن تلك المساحات الأثيرة إلى القلب، وفي مثل هذا الوقت تحديداً كنا فيها هناك في مكة نتنسم عبق الرحمات في عرفات وفي المشاعر المقدسة، فقدر الله أن نكون اليوم في رحالنا نسأل المولى عز وجل ألا يحرمنا فضله ورزقه؛ فهو فضل ورزق من الله بأن تكون خادما لضيوف الرحمن.

وإن تحدثت عن تلك الأعمال الخيرية والإنسانية فإنها لا تنقطع في كافة الأزمنة، فهي أولا خبيئة بينك وبين الله تعالى، ثم إنها فرصة سانحة لك في زمن خاص جداً تغيرت فيه الحياة وتغير كل شيء، فالإيجابية هنا يجب أن تكون حاضرة في حياتك، بأن سخرك المولى تعالى لخدمة الناس ونشر الخير ومساعدتهم وأن تكون سببا في صرف مساعدة بسيطة تفرح عائلة بأكملها حرمت من أبسط مقومات الحياة، من هنا يجب أن ترفع راية الخير والسعادة وتكافح من أجل أن تكون رائداً من رواد العمل الإنساني، وأن تسخر حياتك لهذا الخير الذي بين يديك، وتتنازل عن كل شيء من أجل أن ترسم ابتسامة، وتسعد إنسانا، وتفرج هما، وتنفس كربا، وتواسي من تتعامل معه، بأننا معك ومن أجلك فتمسح على قلبه المهموم، حينها تجد أن قلبك يسع الجميع ويسع كل ضغوط الحياة، وبخاصة في زمن خاص وظروف خاصة الجميع ينتظرك فيها، فلا تبخل عليهم.

وإن تحدثت عن أهلك وعزوتك، فهم أجمل ما في الحياة، ولا تقبل أن تجرح مشاعرهم أو يمسهم أي سوء في أيام الحياة، وإن أجبرت بأن تتنازل عن بعض المواقف التي كنت تأمل أن تتحقق في قابل الأيام خوفا على مشاعرهم، لأنك حينها لا تمتلك زمام السيطرة على مشاعرهم، مع أنك تمتلك طوفانا من المشاعر الجياشة تجاههم وتخبىء بعض المفاجآت التي لم يحن بعد موعدها!

ولربما افتقدت مجالسة عائلتك الكبيرة في أجمل الأعياد، وعن احتضان إخوتك وأخواتك وتقبيل جبينهم، ولكن قلبك يبقى متواصلا معهم بالدعاء بالصحة والعافية وطول العمر..

وفي كل الأحوال، استمتعوا بعيدكم؛ فهو عيد فرحة وسعادة.

* ومضة أمل:

عيدكم مبارك وعساكم من عواده وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.