سطور تحكي واقع ثلة من الأفراد اصطفاهم الله عز وجل من بين خلقه لخدمة الناس ونشر الخير وتقديم المعونة للمحتاجين، والسعي في حاجة أولئك الذين ضاقت بهم أيام الحياة ذرعا فاضطروا إلى أن يبحثوا عن لقمة تسد جوعتهم.

سطور من حياة تلك الموظفة المخلصة التي تعمل بإخلاص وتفانٍ من أجل أن تسعد أولئك المحتاجين، ومن أجل أن تخدم وطنها، فلم تلتفت إطلاقا إلى أقاويل التثبيط والإحباط التي تبثها بعض النفوس المريضة، التي آثرت الراحة والاستجمام بدلا من الاستمتاع بلذة صرف مساعدة بسيطة ستساهم في تغيير حياة أسرة بجميع أفرادها.

إنها تلك الموظفة التي لا ترضى أن تقوم بمهام عمل اعتيادية، ولا تقبل أن يقتصر عملها على محيط ساعات معدودة، بل قررت أن تبذل ما في وسعها لتعجل من صرف تلك المساعدة الطارئة في حياة عديد من المحتاجين، والتي لربما تنقذ بها حياة إنسان، أو تنتشل أحدهم من ذلك المأزق الحياتي الحرج، لذا فإن عامل الوقت بالنسبة إليها مهم جدا في منظومة عملها.

موظفة يسري في شرايينها حب العمل الإنساني، وتعيش أحاسيسه في كل شؤون حياتها، وتقبل التحديات بكل أنواعها، وإن كانت «من وراء الكواليس» لأنها تعشق عذوبته وبركته في كل مناحي حياتها. وهي تفضل أن يكون هو أسلوب عملها؛ لأنها تؤمن بمعية الله عز وجل وتحس بأن الله تعالى يراها، فلا تحتاج أبدا إلى إطراءات البشر أو أي تكريم حياتي يبتغيه البعض، لإيمانها العميق بأن إخلاصها في العمل وهمتها وقربها من الله تبارك وتعالى هي المحفز لمزيد من العطاء، وإن اختلفت الظروف وتعددت مواطن الأثر. إنه القرب من المولى الذي يدفع لمزيد من العطاء والأثر الراسخ في الحياة والمسابقة في الخيرات، يقول الله تعالى: «أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب». إنها المنافسة التي تستلزم من المرء أن ينافس غيره؛ ليكون الأقرب إلى ربه لا الأقرب إلى أي بشر أو مسؤول في العمل!

لقد تفننت هذه الموظفة في أساليب عملها الخيري والإنساني، حتى أضحت مواقف حياتها تترجم إحساسًا بحاجة الآخرين، وليس مجرد عمل تتقاضى من ورائه الأجر الدنيوي، أو تسيره بلا إحساس أو ضمير، بل تسعى لأن تحس بإحساس ذلك المحتاج الذي تحب أن تسمع صوته وتتواصل معه وتصل إلى قلبه، إلى أن تصل المساعدة إليه فتحظى بدعوات مخلصات لرب البريات، تمسح على قلبها وتطمئن نفسها وتنشر البركة في حياتها.

موظفة تعمل بصمت، تساند بصمت، لا تفسر الأمور بهواها، مبادرة في أوقات الشدائد، همها نجاح العمل ونجاح زملائها في الفريق؛ لأن الغاية في نهاية المطاف إسعاد البشر، وجنة أعدت للمتقين.

* ومضة أمل:

تستحق هذه الموظفة أن تكون في مقدمة صفوف الخير، وتصفق لها الحياة.