يواجه كثير من الباحثين في البحرين مأساة شح المراجع وضعف الأرشفة الموجودة بشكلها الحالي، حيث إن هناك كثيراً من المعلومات والتواريخ التي تحتاج لأن تكون مدونة بشكل رسمي ومحفوظة في أماكن يستطيع أي باحث الوصول إليها.

وفي ظل التحول السريع للعمليات الإلكترونية مازلنا نفتقد وجود مكتبة إلكترونية يستطيع أي شخص البحث من خلالها عن المعلومات المتعلقة بتاريخ البحرين وتأسيس الأشياء، فهناك كثير من القطاعات التي تحتاج إلى تدوين تاريخي كالتاريخ الصناعي والزراعي والاقتصادي، أسوة بالتاريخ الرياضي الذي وجه سمو الشيخ ناصر بن حمد بتشكيل لجنة لتوثيقه بشكل منهجي وعلمي وحفظه في مكان متاح للجميع.

ومع عملية البحث والتقصي في عدد من المواضيع التاريخية أرشدني الدكتور عيسى أمين لعدد من الكتب التي عجزت عن إيجادها، فهي موجودة فقط بشكلها الورقي في أماكن محدودة وليست ميسورة الوصول، ولكنه فاجأني عندما أخبرني أن كل تلك الكتب موجودة على موقع جمعية تاريخ وآثار البحرين التي يرأسها الدكتور بشكل مجاني ومتاح للجميع.

أبحرت في موقع المكتبة واستطعت الوصول إلى كثير من الكتب المهمة وخاصة المباحثات المتعلقة بدار الاعتماد وجميع تلك المراسلات التي كانت جارية، ما يفتح لكل باحث كثيراً من الآفاق ويوسع مجالات البحث لديه.

إن الجهود التي تقوم بها جمعية تاريخ وآثار البحرين في الحفاظ على تدوين التاريخ والاحتفاظ بكل الوثائق التاريخية بشكل إلكتروني ومتاح للجميع هو نتيجة جهد كبير قام به الدكتور عيسى أمين منذ انضمامه للجمعية حتى اليوم، إضافة إلى إصدار الجمعية مجلة دلمون المعنية بالبحوث والمواضيع التاريخية التي تعد المتنفس للباحثين الذين يريدون نشر بحوثهم ونتاجهم التاريخي، كذلك أصبحت دلمون مجلة محكمة في مجالها.

دائماً ما يكون هناك جند مجهولون يحرصون على تدوين التاريخ والحفاظ على هوية الأرض وترابها، ومثل هؤلاء يجب عليك البحث عنهم والعض عليهم بالنواجذ فهم من سيحافظ على الإرث التاريخي ويحرص على انتقاله للأجيال القادمة بشكل علمي ومنهجي بعيداً عن التاريخ المزور والمتلاعب به والمدون دون أي منهجية أو مصداقية، بل يعتمد على القصص والخرافات أو النقل الشفهي الذي ربما يكون صحيحاً وربما يكون ضرباً من خيال.