هلّ علينا شهر رمضان المبارك للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار جائحة كورونا (كوفيد19) التي اجتاحت العالم بأكمله، وعشنا منذ اليوم هذا العام أجواء روحانية في هذا الشهر الكريم بعودة صلاة التراويح في ليالٍ افتقدها الجميع بعد انقطاع تام في رمضان الماضي بسبب فيروس كورونا، ولكن هذا العام بفضل من الله تعالى ثم بالتوجيهات الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، فقد كانت مساجد البحرين في أول ليلة من إقامة التراويح تستقبل المصلين في مختلف محافظات البلاد مع الالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، في منظر يريح القلب بهذه العودة الميمونة.

وحقيقة عايشت شخصياً الليلة الأولى لصلاة التراويح ولاحظت كيف كانت الاستعدادات من قبل القائمين والمسؤولين على المساجد في إطار التعليمات التي أصدرها الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا، كما أن إدارة الأوقاف السنية كانت حريصة من خلال التأكيد على أئمة المساجد ضرورة الالتزام بالضوابط وأهمها إبراز المصلين ما يثبت في تطبيق «مجتمع واعي» الحصول على التطعيم المضاد للفيروس بعد مرور 14 يوماً على الجرعة الثانية وكذلك لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، فقد سارت العملية بكل سلاسة بالتعاون مع الفرق التطوعية لتنظيم الدخول والخروج منعاً للتزاحم محافظة على سلامة المصلين.

كانت أجواءً روحانية اشتقنا لها للصلاة في المساجد وأداء صلاة التراويح التي لم تتجاوز 45 دقيقة من خلال التخفيف في قراءة السور القرآنية من قبل الأئمة، ولم تكن مدة الانتظار بين الأذان وصلاة العشاء إلا خمس دقائق فقط والشروع في صلاة التراويح مباشرة بعد الصلاة المفروضة، حتى دعاء القنوت في الوتر كان خفيفاً وبعض المساجد لم يقم فيها الأئمة بالدعاء تخفيفاً عن المصلين والتزاماً بالوقت المحدد، هذا الوعي من رواد المساجد سيكون بإذن الله تعالى كفيلاً بنجاح صلاة التراويح حتى نهاية الشهر الفضيل، وخصوصاً أن الحالات المصابة في تزايد مؤخراً، وهو ما ينبغي وضعه في الحسبان من قبل المصلين بالحذر والحيطة حتى لا يتم لا سمح الله تعليق الصلوات.

* همسة:

في الواقع أثلجت التوجيهات الملكية السامية صدور الجميع بعودة صلاة التراويح وصلاة الجمعة التي ستكون غداً أولى الصلوات، ونتمنى التطبيق الصحيح للاشتراطات الصحية المحددة بألا تتجاوز مدة الخطبة عشر دقائق مع التخفيف في الصلاة والانصراف مباشرة بعد الصلاة، فبتكاتف الجميع وتعاونهم حتماً ستكون بيوت الله مفتوحة حتى زوال هذا المرض بإذن الله تعالى.