لست بقادر على تعويض تلك السنوات التي مضت من عمرك، ولا تلك الدقائق الثمينة التي هدرت بلا فائدة مرجوة، أو تلك التي مرت مرور الكرام دون أن تعرف قيمتها وقد عرفت ذلك بعد فوات الأوان. ليس بمقدورك أن تعوض «أيام رمضان» التي تمضي سريعة كعادتها لا تمهلك الكثير حتى تعوض ما فات. تتوارد العديد من الخواطر والأفكار والأهداف في ذهنك تأمل أن تترجمها على أرض الواقع في لحظاتك الآنية، فلا تمهلك الأعمار المزيد من الوقت حتى تحققها كما تأمل، ليس تكاسلاً ولا عجزاً ولا فتوراً، إنما هو اختفاء «فسحة الوقت» وتبدل مفهوم «الساعة» التي لم نعد درك فسحتها ولا نتمتع ببركتها.
بمقدورك اليوم أن تستمع بأيام حياتك وأيام رمضان بصقل «قلبك» وبحضوره في كل اللحظات، وبصفاء ذهنك، وإخلاص النيات، والاستثمار الأمثل لمفهوم «إعمار الوقت» الذي يجب أن نجعله في قمة أولويات الحياة. فمن المؤسف أن تضيع اللحظات في هوامش الحياة وقضاء جل الأوقات في «العزلة الإلكترونية» التي باتت الملجأ الوحيد لأغلب الناس وبخاصة في ظل جائحة كورونا. من المؤسف أن لا نقدر «قيمة الوقت» ونتلاعب فيها بالجلوس الساعات الطويلة أمام «الكوكتيل الإلكتروني» الذي لا يرحم أوقاتنا ويهدرها، ثم نتباكي ونتحسر على «أيام رمضان» ونتداول رسالتنا المشهورة: «رمضان رحل بسرعة»! في الوقت الذي لم غفلنا عن استثمارها بصورة سليمة، فهو الخير الذي ننتظره طوال العام ولا نعرف هل سندركه مجدداً أم لا!
«وتزودوا فإن خير الزاد التقوى». هذا هو الأسلوب الحقيقي النافع في رحلة الحياة السريعة، بأن يتزود المسلم من «زاد الآخرة» ويغير من روتين «مسير حياته» بأن تكون لحظاته مكسوة بحب ما عند الله عز وجل، وقيمها الخوف من الله تعالى واستشعار النعم والحذر من الغفلة، وشعارها «دقائق الخير» فتستثمرها فيما ينفعك في آخرتك، دون أن تغوص في متاهات تهدر المزيد من «الدقائق الغاليات» في زمن «السرعة» الذي يجب أن لا نجعله حديث الحياة مجدداً. إن حفظ الوقت في هذا الزمن مطلب ملح «لمنزلة الفردوس الأعلى» تلك المنزلة الأبقى التي تشتاق إليها النفوس والتي من أجلها نختبر وتمحص أعمالنا في رحلة الحياة القصيرة. يقول الحسن البصري رحمه الله: «أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم». وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي». وقيل لأحد العباد: «اجلس معنا. قال: احبسوا الشمس وأنا أجلس معكم! من يمسك الشمس وهي تذهب في فناء الأعمار، واختصار الأوقات: لأنها لن تعود مرة ثانية».
في نهاية المطاف يجب أن أتفكر في مصيري ولو بعد حين، فهو المصير المحتوم، فماذا أريد أن يكتب لي في صحائف الحياة، وما الواجب علي فعله من أجل أن تكون حكايتي «صدقة جارية وأثر جميل». فمن الجميل أن تجعل حكايتك اليوم قبل أن ترحل مرئية لذاتك تفرح قلبك وتطيب خاطرك، وحينها يتبادر السؤال الحتمي: بماذا قضيت أوقاتك في الحياة؟ وماذا زرعت وبمن أثرت وكيف كان إيمانك؟ حينها لن تقبل ـ إن كنت من أصحاب القلوب الواعية ـ أن يقال عنك: قضيتها في هوامش الحياة! وستكون نظرات الحياة بمنظور الأمل «لخيرات الدقائق الغاليات».
* ومضة أمل:
كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر.
بمقدورك اليوم أن تستمع بأيام حياتك وأيام رمضان بصقل «قلبك» وبحضوره في كل اللحظات، وبصفاء ذهنك، وإخلاص النيات، والاستثمار الأمثل لمفهوم «إعمار الوقت» الذي يجب أن نجعله في قمة أولويات الحياة. فمن المؤسف أن تضيع اللحظات في هوامش الحياة وقضاء جل الأوقات في «العزلة الإلكترونية» التي باتت الملجأ الوحيد لأغلب الناس وبخاصة في ظل جائحة كورونا. من المؤسف أن لا نقدر «قيمة الوقت» ونتلاعب فيها بالجلوس الساعات الطويلة أمام «الكوكتيل الإلكتروني» الذي لا يرحم أوقاتنا ويهدرها، ثم نتباكي ونتحسر على «أيام رمضان» ونتداول رسالتنا المشهورة: «رمضان رحل بسرعة»! في الوقت الذي لم غفلنا عن استثمارها بصورة سليمة، فهو الخير الذي ننتظره طوال العام ولا نعرف هل سندركه مجدداً أم لا!
«وتزودوا فإن خير الزاد التقوى». هذا هو الأسلوب الحقيقي النافع في رحلة الحياة السريعة، بأن يتزود المسلم من «زاد الآخرة» ويغير من روتين «مسير حياته» بأن تكون لحظاته مكسوة بحب ما عند الله عز وجل، وقيمها الخوف من الله تعالى واستشعار النعم والحذر من الغفلة، وشعارها «دقائق الخير» فتستثمرها فيما ينفعك في آخرتك، دون أن تغوص في متاهات تهدر المزيد من «الدقائق الغاليات» في زمن «السرعة» الذي يجب أن لا نجعله حديث الحياة مجدداً. إن حفظ الوقت في هذا الزمن مطلب ملح «لمنزلة الفردوس الأعلى» تلك المنزلة الأبقى التي تشتاق إليها النفوس والتي من أجلها نختبر وتمحص أعمالنا في رحلة الحياة القصيرة. يقول الحسن البصري رحمه الله: «أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم». وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي». وقيل لأحد العباد: «اجلس معنا. قال: احبسوا الشمس وأنا أجلس معكم! من يمسك الشمس وهي تذهب في فناء الأعمار، واختصار الأوقات: لأنها لن تعود مرة ثانية».
في نهاية المطاف يجب أن أتفكر في مصيري ولو بعد حين، فهو المصير المحتوم، فماذا أريد أن يكتب لي في صحائف الحياة، وما الواجب علي فعله من أجل أن تكون حكايتي «صدقة جارية وأثر جميل». فمن الجميل أن تجعل حكايتك اليوم قبل أن ترحل مرئية لذاتك تفرح قلبك وتطيب خاطرك، وحينها يتبادر السؤال الحتمي: بماذا قضيت أوقاتك في الحياة؟ وماذا زرعت وبمن أثرت وكيف كان إيمانك؟ حينها لن تقبل ـ إن كنت من أصحاب القلوب الواعية ـ أن يقال عنك: قضيتها في هوامش الحياة! وستكون نظرات الحياة بمنظور الأمل «لخيرات الدقائق الغاليات».
* ومضة أمل:
كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر.