تعود بي الذاكرة كلما جلست مع أحبابي من الأهل، إلى تلك الأيام الجميلة التي عشناها في دوحة «البيت العود» الذي كنا نشم فيه عبير البر والود والمحبة فوق بساط الخير مع الوالدين الحبيبين رحمهما الله تعالى وجمعنا بهما في الفردوس الأعلى. فهما واحة الشوق التي نرتمي فيها آنذاك. هذه الذكريات الجميلة التي تختلف صورتها باختلاف الزمان والمكان وبامتداد السلسلة الأسري التي تولد فيما بعد (بيت عود متجدد) في أسر جديدة، إنما هي ذكريات لا تتكرر بنفس رونقها الأصيل لأنها مكسوة (بالبيت العود الأصيل) الذي كانت وشائجه مختلفة تماماً عن البيت العود الجديد، فقد كانت جذوره نابعة من عادات وتقاليد الآباء والأجداد الذين كانوا يحرصون على احتضان الأبناء وأحفادهم في (لمة الود)، وقلما يتباعدون عن بعضهم البعض، لذا فإن صور مواقف الأمس ما زالت مرسومة في ذاكرة كل من عاشها لحظة بلحظة، واستمتع معها بمساحات ذلك المكان الأثير إلى القلب.
المكان قد يختفي أثره وهي من سنة الحياة، ولكن الذي يبقى المحبة الراسخة في جذور العائلة التي غرسها الأب المكافح والأم الحنون.. فهما من حرصا على استمرار (لمة الأهل) والتجمع المستمر للأبناء والأحفاد، حتى إذا غاب أحدهم كان مكانه مؤثراً وتهافت الجميع للاتصال به والاطمئنان عليه. بعض العائلات اليوم ما زالت محافظة على هذا الرونق الجميل.. فيحدثني أحدهم بأنهم ما زالوا يحافظون على ما تعلموه من آبائهم وأمهاتهم في فترة حياتهما.. ويقول: جعلنا من (لمة الأهل) وقتاً مهماً من الأوقات التي ينبغي أن يفرغ فيه الجميع من الأبناء والأحفاد أوقاتهم لحضوره لما يمثل هذا اللقاء من قيمة حياتية مهمة تعلم الأجيال معاني التواصل والمحبة والبر، وهو محضن خصب لتعلم الأحفاد المهارات الحياتية من خلال التواصل الحميم مع الكبار. كما أن اللقاء يمتد من الظهر إلى الليل ويحرص الجميع على حضوره، وإن غاب أحدهم فإنما يغيب لعذر طارئ، ولا تجد من يتثاقل في الحضور أو يحضر متكاسلاً أو مرغماً أو متأخراً (كتأدية واجب). ويضيف: (لمة الأهل) هي قيمة من قيم البر للوالدين رحمهما الله، فإنما نحافظ عليها من أجل البر بهما، كما نحرص على تنظيم البرامج العائلية التي توثق الروابط وتضفي روحاً عائلية جميلة تخفف من توترات الحياة. وأتذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني، وصله الله، ومن قطعني، قطعه الله». ويقول عليه الصلاة والسلام: «إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه».
لقد غيرت أزمة كورونا (كوفيد19) العديد من المفاهيم وأوقفت قسراً (لمة الأهل) التي اشتاقت لها النفوس، ولكن في الوقت ذاته يجب أن لا يكون لنا ذلك حجة في التقاعس عن التواصل والسؤال بأي طريقة كانت، فإنما الدنيا ساعات قليلة وتنتهي، فسرعة أيامها المخيفة لا تمهلنا الكثير، فباستطاعتنا أن نفعل الكثير قبل أن نندم ونوازن بين أحداث الحياة. نتمنى أن لا تغير أيام الجائحة ما اعتدنا عليه من مواقف حميمية عشناها مع الأحباب، فتفتر النفوس من العودة إلى لحظاتها الحلوة.
ولعلي ألمح في الأفق القريب بزوال هذه الجائحة ـ بإذن الله تعالى ـ إلى الأبد وعودة النفوس إلى تلك المحاضن العائلية الدافئة المليئة بالضحكات والمحبة والسعادة. إنها عودة لحياتنا الطبيعية التي اشتقنا إليها في جميع مناحي الحياة، في مساجدنا ولقاءات أهلينا وأحبابنا ومحبينا وفي أعمال الخير التي اعتدنا عليها بلا تقاعس ولا فتور. فإن راجعنا حساباتنا فإنما سنرفع حينها شعار (التقصير) في حياة ستنتهي وسنحاسب عليها.
* ومضة أمل:
عش حياتك فرحاً مسروراً بلحظات الخير فيها واستمتع مع كل من تحب قبل أن تندم على أيام لن تعود.
{{ article.visit_count }}
المكان قد يختفي أثره وهي من سنة الحياة، ولكن الذي يبقى المحبة الراسخة في جذور العائلة التي غرسها الأب المكافح والأم الحنون.. فهما من حرصا على استمرار (لمة الأهل) والتجمع المستمر للأبناء والأحفاد، حتى إذا غاب أحدهم كان مكانه مؤثراً وتهافت الجميع للاتصال به والاطمئنان عليه. بعض العائلات اليوم ما زالت محافظة على هذا الرونق الجميل.. فيحدثني أحدهم بأنهم ما زالوا يحافظون على ما تعلموه من آبائهم وأمهاتهم في فترة حياتهما.. ويقول: جعلنا من (لمة الأهل) وقتاً مهماً من الأوقات التي ينبغي أن يفرغ فيه الجميع من الأبناء والأحفاد أوقاتهم لحضوره لما يمثل هذا اللقاء من قيمة حياتية مهمة تعلم الأجيال معاني التواصل والمحبة والبر، وهو محضن خصب لتعلم الأحفاد المهارات الحياتية من خلال التواصل الحميم مع الكبار. كما أن اللقاء يمتد من الظهر إلى الليل ويحرص الجميع على حضوره، وإن غاب أحدهم فإنما يغيب لعذر طارئ، ولا تجد من يتثاقل في الحضور أو يحضر متكاسلاً أو مرغماً أو متأخراً (كتأدية واجب). ويضيف: (لمة الأهل) هي قيمة من قيم البر للوالدين رحمهما الله، فإنما نحافظ عليها من أجل البر بهما، كما نحرص على تنظيم البرامج العائلية التي توثق الروابط وتضفي روحاً عائلية جميلة تخفف من توترات الحياة. وأتذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني، وصله الله، ومن قطعني، قطعه الله». ويقول عليه الصلاة والسلام: «إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه».
لقد غيرت أزمة كورونا (كوفيد19) العديد من المفاهيم وأوقفت قسراً (لمة الأهل) التي اشتاقت لها النفوس، ولكن في الوقت ذاته يجب أن لا يكون لنا ذلك حجة في التقاعس عن التواصل والسؤال بأي طريقة كانت، فإنما الدنيا ساعات قليلة وتنتهي، فسرعة أيامها المخيفة لا تمهلنا الكثير، فباستطاعتنا أن نفعل الكثير قبل أن نندم ونوازن بين أحداث الحياة. نتمنى أن لا تغير أيام الجائحة ما اعتدنا عليه من مواقف حميمية عشناها مع الأحباب، فتفتر النفوس من العودة إلى لحظاتها الحلوة.
ولعلي ألمح في الأفق القريب بزوال هذه الجائحة ـ بإذن الله تعالى ـ إلى الأبد وعودة النفوس إلى تلك المحاضن العائلية الدافئة المليئة بالضحكات والمحبة والسعادة. إنها عودة لحياتنا الطبيعية التي اشتقنا إليها في جميع مناحي الحياة، في مساجدنا ولقاءات أهلينا وأحبابنا ومحبينا وفي أعمال الخير التي اعتدنا عليها بلا تقاعس ولا فتور. فإن راجعنا حساباتنا فإنما سنرفع حينها شعار (التقصير) في حياة ستنتهي وسنحاسب عليها.
* ومضة أمل:
عش حياتك فرحاً مسروراً بلحظات الخير فيها واستمتع مع كل من تحب قبل أن تندم على أيام لن تعود.