لا بد من أن نعي أن إرهاصات الثورة الرقمية مازالت في بداياتها، وأن الآتي مستقبلاً أعظم بكثير مما نراه حاضراً، فالذكاء الاصطناعي سيقتحم جميع جوانب منظومة الحياة البشرية إما بالإيجاب أو بالسلب، ولا مفـرّ لنا من ذلك.
فكما سُخّرت تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكاناتها في مجالات متقدمة كتعلُّم الآلة، وتحديات البيولوجيا الجزيئية، ومكافحة التغيُّـر المناخي، وتوقّـع الجائحة التالية وأساليب التعاطي معها، والتشخيص الطبي، والرياضة، ومجالات أخرى عجز عنها الإنسان. كذلك سُخّرت هذه التقنيات للإضرار بالجهات المستهدفة، مثل قدرتها على التزييف العميق الذي يصعُب اكتشافه بالصوت والصورة والفيديو الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي لوقائع لم تقع أصلاً، وقد يتم استغلال هذه التقنيات لإثارة الاضطرابات في دول معينة، وقد يُستغل للتجسس والمراقبة، وقد يتعلم ممن حوله من البشر التطرُّف ويغذّيه.
ففي سنغافورة تجوب الشوارع دوريات روبوتية لمراقبة ورصد أي سلوك سيئ قد يقوم به المارّة، وتسمى «Xavier»، وهي روبوتات مجهزة بـ 7 كاميرات تمكنها من رصد أية تجاوزات كالتجاوزات الأمنية، أو الركن الخاطئ للمركبات، أو التدخين بمناطق منع التدخين، أو عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي. وطبعا نظامها متصل بغرف للمراقبة على مدار الساعة لاتخاذ الإجراءات الرادعة.
وفي الصيف الفائت ببريطانيا واجه مُلاّك المزارع نقصاً كبيراً في العاملين لحصد المحاصيل حتى تلف الكثير منها لتعذّر قطفها في وقتها، فتم الاستعانة بروبوتات تمكّنت من حصد الحقول بكفاءة عالية وسرعة متناهية.
كما أن القطاع الصناعي في العديد من الدول قد واجه تحديات كبيرة خلال الجائحة من حيث تقليص عدد القوى العاملة في مواقع العمل وإلزامية التباعد، فتحول عدد كبير من المصانع نتيجة لذلك إلى أتمتة العمليات وتسخير الروبوتات لإنجاز أعمال البشر، لذا تسعى حالياً العديد من المصانع في الدول المتقدّمة للتحوّل شبه الكامل نحو الأتمتة. فضلاً عن القطاعات الاقتصادية الأخرى التي عملت ومازالت تعمل على تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكَرة للتميُّـز بخدماتها كالبنوك والمواصلات والخدمات اللوجستية والسياحة.
أما أمازون فتمتلك روبوت «Astro» الذي يستخدم برنامج التعرف على الصوت والكاميرات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا رسم الخرائط وأجهزة استشعار التعرف على الوجه أثناء تجوّله من مكان لآخر بالمباني، كما يُمكنه تسجيل فيديو مباشر، بل بإمكانه تعلُّم عاداتك بمراقبته المستمرة لك وسهَرِه لخدمتك. كما أن أمازون لديها رؤية للأمن المنزلي كوجود مسيّرات تحلق فوق سطح المنزل، وكاميرات خارجية تراقب حالات التسلل والسرقة، وروبوتات تجوب المنزل بداخله وخارجه. حسب دراسة حديثة للمنتدى الاقتصادي العالمي، تبين بأنه سيرتفع معدل الأتمتة «Automation» بكل أنواع الوظائف إلى 52% بحلول عام 2025، حيث إن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقضي على نحو 85 مليون وظيفة خاصة في الشركات الكبيرة والمتوسطة في السنوات الخمس القادمة، إنما في المقابل سيتم خلق 97 مليون وظيفة جديدة في ذات الفترة. كما أوضحت الدراسة أن القوى العاملة التي ستحتفظ بوظائفها في السنوات الخمس المقبلة سيتوجّب عليها تعلُّـم مهارات جديدة تُحاكي التقنيات الحديثة، وأنه بحلول عام 2025 سيُـقسّم أصحاب الأعمال أعمالهم بالتساوي بين الموارد البشرية والآلات.
ومع كل ذلك، مازالت الثورة الرقمية في بداياتها وأن الآتي سيكون أكبر شأناً وأكثر تأثيراً على حياتنا وممارساتنا صحياً واجتماعياً واقتصادياً.
فكما سُخّرت تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكاناتها في مجالات متقدمة كتعلُّم الآلة، وتحديات البيولوجيا الجزيئية، ومكافحة التغيُّـر المناخي، وتوقّـع الجائحة التالية وأساليب التعاطي معها، والتشخيص الطبي، والرياضة، ومجالات أخرى عجز عنها الإنسان. كذلك سُخّرت هذه التقنيات للإضرار بالجهات المستهدفة، مثل قدرتها على التزييف العميق الذي يصعُب اكتشافه بالصوت والصورة والفيديو الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي لوقائع لم تقع أصلاً، وقد يتم استغلال هذه التقنيات لإثارة الاضطرابات في دول معينة، وقد يُستغل للتجسس والمراقبة، وقد يتعلم ممن حوله من البشر التطرُّف ويغذّيه.
ففي سنغافورة تجوب الشوارع دوريات روبوتية لمراقبة ورصد أي سلوك سيئ قد يقوم به المارّة، وتسمى «Xavier»، وهي روبوتات مجهزة بـ 7 كاميرات تمكنها من رصد أية تجاوزات كالتجاوزات الأمنية، أو الركن الخاطئ للمركبات، أو التدخين بمناطق منع التدخين، أو عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي. وطبعا نظامها متصل بغرف للمراقبة على مدار الساعة لاتخاذ الإجراءات الرادعة.
وفي الصيف الفائت ببريطانيا واجه مُلاّك المزارع نقصاً كبيراً في العاملين لحصد المحاصيل حتى تلف الكثير منها لتعذّر قطفها في وقتها، فتم الاستعانة بروبوتات تمكّنت من حصد الحقول بكفاءة عالية وسرعة متناهية.
كما أن القطاع الصناعي في العديد من الدول قد واجه تحديات كبيرة خلال الجائحة من حيث تقليص عدد القوى العاملة في مواقع العمل وإلزامية التباعد، فتحول عدد كبير من المصانع نتيجة لذلك إلى أتمتة العمليات وتسخير الروبوتات لإنجاز أعمال البشر، لذا تسعى حالياً العديد من المصانع في الدول المتقدّمة للتحوّل شبه الكامل نحو الأتمتة. فضلاً عن القطاعات الاقتصادية الأخرى التي عملت ومازالت تعمل على تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكَرة للتميُّـز بخدماتها كالبنوك والمواصلات والخدمات اللوجستية والسياحة.
أما أمازون فتمتلك روبوت «Astro» الذي يستخدم برنامج التعرف على الصوت والكاميرات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا رسم الخرائط وأجهزة استشعار التعرف على الوجه أثناء تجوّله من مكان لآخر بالمباني، كما يُمكنه تسجيل فيديو مباشر، بل بإمكانه تعلُّم عاداتك بمراقبته المستمرة لك وسهَرِه لخدمتك. كما أن أمازون لديها رؤية للأمن المنزلي كوجود مسيّرات تحلق فوق سطح المنزل، وكاميرات خارجية تراقب حالات التسلل والسرقة، وروبوتات تجوب المنزل بداخله وخارجه. حسب دراسة حديثة للمنتدى الاقتصادي العالمي، تبين بأنه سيرتفع معدل الأتمتة «Automation» بكل أنواع الوظائف إلى 52% بحلول عام 2025، حيث إن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقضي على نحو 85 مليون وظيفة خاصة في الشركات الكبيرة والمتوسطة في السنوات الخمس القادمة، إنما في المقابل سيتم خلق 97 مليون وظيفة جديدة في ذات الفترة. كما أوضحت الدراسة أن القوى العاملة التي ستحتفظ بوظائفها في السنوات الخمس المقبلة سيتوجّب عليها تعلُّـم مهارات جديدة تُحاكي التقنيات الحديثة، وأنه بحلول عام 2025 سيُـقسّم أصحاب الأعمال أعمالهم بالتساوي بين الموارد البشرية والآلات.
ومع كل ذلك، مازالت الثورة الرقمية في بداياتها وأن الآتي سيكون أكبر شأناً وأكثر تأثيراً على حياتنا وممارساتنا صحياً واجتماعياً واقتصادياً.