لم تعد صفحة حياتك تتحمل أن تعيش عبئاً عليها بهمك المثقل وماضيك الحزين وأداتك البالية التي أكل عليها الدهر وشرب. أنت اليوم مطالب أن تجدد وتنتقل بلا تردد إلى مكان آخر أكثر إنتاجاً وحيوية وإثراءً وتأثيراً وعطاءً، وهي المهمة الجديدة التي يجب أن تبدأ بها على الفور وتسميها «حكاية التغيير». إنها حكاية تبدأ بنظراتك نحو الحياة وهي مصدر السعادة والإلهام والشغف إن أحسنت اختيار مساحاتها بعناية وأيقنت أنك خلقت لتكون رائداً لنشر الخير وخليفة الله تعالى في الأرض. جدد نظراتك للحياة بإحساسك بنفسك التي بها تنطلق لمختلف الإنجازات، واسع أنت تكون الرقم الأول في نشر المحبة والسعادة والسلام والطمأنينة النفسية. تذكر النعم التي أعطاك الله تعالى إياها فهي على الدوام تزاملك أينما كنت، ومع إشراقة كل صباح ارفع رأسك حامداً شاكراً لله عز وجل مثنياً عليه، تتذكر «الفرصة» الجديدة التي أعطاك إياها في «حكاية التغيير»، فلا تضيعها في التفاهات والمصادمات والانشغال بالمشكلات.

عندما نريد صياغة «حكاية التغيير» وتحديد أهم مرتكزاتها ومنطلقاتها، فإن أول ما يأتي في الذهن «التجديد الإيماني» وهو منطلق النجاح الأول في الحياة، فبدون علاقتك الوطيدة مع الله عز وجل لا تستطيع أن تحقق النجاح المرجو في جميع جوانب العيش، سواء في عملك أو أسرتك أو في جميع خطواتك حياتك، فالبركة والتوفيق والارتياح النفسي منبعه ذلك القرب الإيماني وأهمه «الصلاة». كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: «أرحنا بها يا بلال». فهي مكامن الخشوع والاستلام التام للمولى عز وجل تبث فيها حاجتك وتجدد فيها أحاسيسك إن أحسنت المحافظة على أوقاتها، وأحسنت تمام خشوعها.

وإذا أردت الفرصة فاسع إلى منطلق «السيطرة على الفوضى العارمة» التي تعم حياتك. إنها فوضى الوقت.. فلو راجعنا استثمارنا لأوقاتنا لوجدناها لا تذكر في ميزان التأثير والإنتاج. لقد استسلمت نفوسنا لروتين وتقاليد الأيام القاتلة، فأضحى الفرد منا يتنافس في تضييع أوقاته في برامج ومهاترات وهوامش حياتية لا فائدة ترجى من ورائها. لذا فإن مرتكز التغيير في الأسلوب الأمثل لاستثمار الوقت، هو المرتكز المؤثر في صياغة «حكاية التغيير». فضع خطواتك المبرمجة العملية في قائمة أيامك، ستجد حينها أنك اكتشفت نفسك جيداً بعد أن كنت ضائعاً بين أنياب الفوضى الجارحة.

وإذا أردت أن تستكمل طريقك للتغيير وتنجح في صياغة «الأثر» فلا تنس أن تجمل الحكاية «بالحب» وتتعامل مع الحياة بالأحاسيس والمشاعر، وتتفاعل مع طاقة الكون بصورة تفرض فيها التغيير وصناعة الأثر الجميل الذي نعيش من أجله. فلا تستسلم للضغوطات واجعلها من الماضي المنسي. وإن أرسل إليك أحدهم ذكرى جميلة.. فبادله بالشعور الجميل واكتب له ما يطيب خاطره ويستذكر معك جميل الذكريات. التفاعل بالحب والأثر والأحاسيس هي التغيير بعينه، تحافظ فيه على علاقتك بالكون كله.. فلا تعش إرضاءً للآخرين، ولا تربط أحاسيسك بتقلبات الحياة، بل ليكن همك «الله وحده».

ومضة أمل

إنها بداية لصناعة أجمل حكايات التغيير.