من المزعج أن يقال عنا بأننا دول العالم الثالث ونحن نمتلك ثروات تفتقرها دول كثيرة وتحسدنا عليها حتى الدول الكبرى مثل الموارد الطبيعية والكوادر البشرية والعقول النابغة والإمكانيات العديدة، نكره هذه المقارنة المزعجة غير المنصفة لأننا لسنا بعالة ولكن نحتاج إلى الشجاعة بأن نكون كما يجب وأن نلبي احتياجاتنا بأنفسنا وأن نسعى للتطوير ونبدأ بإنشاء مشاريعنا الخاصة بنا بدلاً من استيرادها من الخارج.

هناك مشاريع بسيطة نحتاج فقط إلى الإقدام عليها لسد ثغرات الحاجات اليومية بالاتساق مع المشاريع الكبيرة، فجائحة كورونا (كوفيد19) خلخلت أموراً كثيرة منها ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستوردة من الخارج وشح بعضها وهذا يدعونا إلى أن نستفيد من الأزمة لمراجعة هذه الأمور المؤجلة مثل المشاريع الحيوية التي يجب أن تسد حاجات مجتمعنا فالبحرين بحاجة إلى خطة واضحة لتلبية أبسط الأشياء التي يمكن أن توفرها بسهولة، تحتاج إلى الإقدام وتذليل المعوقات مثل إنشاء العديد من المصانع على سبيل المثال لا الحصر، مصانع الحليب ومشتقاته، مصانع للدقيق، والباستا، مصانع للزيوت والسكر والملح والمعلبات، والكثير بحاجة إلى استثمار الأراضي الزراعية والاكتفاء المحلي من الخضروات والفواكه وإنشاء مصنع للتمور، بحاجة إلى مزارع لتربية الدواجن والمواشي، بحاجة إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية للطاقة البديلة بحاجة إلى الكثير والكثير، فالجائحة بالفعل درس للابتكار والعمل والسعي الدؤوب لتطويع كل ما هو صعب وعلينا أن نبدأ.

جائحة كورونا (كوفيد19) درس في إدارة الحياة وتنظيمها درس في التمسك بالحياة والمحافظة على الصحة، جائحة كورونا هي الإيمان بإدارة قادتنا وحكومتنا لمثل هذه الأزمات والثقة بالكوادر البحرينية، البحرين رقم صعب في التطور والتقدم تسير بخطى واثقة للنجاح وطموحاتها لا تقف عند نجاح واحد بل يجر نجاحات كثيرة وتقدم والفضاء أحد طموحاتنا الناجحة والتي تحققت بفضل الكوادر الوطنية.

تبعات جائحة كورونا يجب أن تكون مشاريع تطويرية لا تهدأ ولا تستكين، مثل القطار السريع، يجر أمنياتنا ورغباتنا وأحلامنا إلى حقيقة تتراءى أمام أعيننا، استثمرنا في الفضاء وعلينا أن نستثمر أيضاً هنا على هذه الأرض الطيبة، فالمملكة تمتلك كوادر وطنية وعقولاً واعية وعزيمة تزيح الجبال، ولكن هل ينقصنا أن نبدأ، أن نخطط، ونعي نواقصنا، وأن نستفيد من هذه الأزمة لدفع عجلة التقدم باستمرار لسد احتياجاتنا بطاقاتنا وعزيمتنا بأن نكون ونكون، فمن المنطق أن نبدأ اليوم في التطوير ومعرفة مكامن قوتنا والاستفادة من نقاط الضعف كفرص للتقدم، لسنا دول العالم الثالث بل دول تؤمن بطاقتها ونرجو أن نبدأ من الأمس.