يهل علينا رمضان شهر الخير والبركة وقد انفرجت الأبواب وبدأت صور «كورونا» تتلاشى عن الأنظار. يهل علينا الشهر الفضيل وقد عادت الصفوف المتراصة في الصلاة وستستقبل المساجد أفواج المصلين رجالاً ونساءً في صفوف متراصة يحيون فيها صور رمضان الجميلة. وستعود تلك اللقاءات الحميمية التي افتقدناها سواء كانت الديوانيات التواصلية أو اللقاءات العائلية التي افتقدناها في شهر الخير منذ بدء الجائحة.
السؤال الذي يطرح نفسه مع إطلالة الشهر الفضيل: هل نحن على مقدرة بأن نعيد تموضعنا في مساحات الأوقات وأن نسترجع بعض الصور التي افتقدناها في حياتنا، ونغير من «الروتين القاتل الممل» الذي بدأ يتسلل إلى أيام أعمارنا المتسارعة؟ بمقدورنا أن نكون من أوائل المسارعين للتغيير والتجديد الحياتي، وبما أسميناه (إعادة التموضع) في خطوات المسير، فمن غير اللائق أن نظل على هامش النسيان، بلا اهتمام بمعالي الأمور وبأولويات الحياة، فصور الحياة المتغيرة بوتيرتها السريعة، تعطينا إشارات الإنذار المبكر بأن نسرع في الخطى نحو عمل الخير، وأن نجد في السير إلى الله، وألا نكون لقمة سائغة في فم وحوش الغفلة والتيهان.
هنا رمضان ساحة الخير ومدرسة التربية والتغيير، ومع إطلالة هلاله لا بد أن نصحح المسار ونعيد تموضعنا على خارطة الحياة. فهناك العديد من العادات المُهدرة للأوقات التي تحولت مع مرور الوقت إلى «إدمان» وأضحت تقتل إنجازاتنا وعطاء الخير، ومن خلالها نقدم الأدنى على الأولى ونتخبط في تحديد الأولويات، وحان الوقت مع رمضان أن تتغير كل تلك العادات ونستبدلها بسلم الأولويات. فإدمان الانغماس في برامج «الهاتف» ذلك الصامت القاتل للأوقات، هو إدمان أضحى يأكل من أوقاتنا الكثير، حتى أصبح الذهن مشتتاً فنقضي الأوقات في التنقل بين البرنامج والآخر، ونستعرض أبسط تفاصيل حياتنا بعالم افتراضي قاتل للطاقات!! من هنا فإن أولى الأولويات في رمضان أن نعالج هذا الإدمان لأنه ـ بحسب ما أرى ـ هو الأصل من أجل أن نتفرغ لما هو أولى في شهر الخير.
نعيد تموضعنا في مساحات الأوقات من خلال حصر جوانب التقصير في أيام الحياة، ومنها المحافظة على الصلوات والتلذذ بالنوافل من صلاة وقراءة للقرآن الكريم وذكر لله تعالى وصدقة وصلة للأرحام والمشي في قضاء الحاجات والإحسان إلى الآخرين وغيرها. وحتى لا تنقضي الأيام ثم نتحسر على ما فات، فكن على حذر بألا تأخذك الغفلة والنسيان مع إطلالة الشهر الكريم، وسل الله دائماً أن يرزقك الجد والاجتهاد و«التركيز» في العبادة والتنوع فيها، وتعوذ من السآمة والفتور والكسل، وكن على موعد متجدد مع مدرسة تجدد فيك عطاءات الحياة، وتقربك من الملك الديان. ما أحوجنا إلى أيام جميلة لا تتكرر في الأعمار، فهناك من فارقنا إلى الأبد، وهناك من حبسه المرض، فكن دائم الدعوات بالصحة والعافية وطول العمر حتى يبلغنا المولى رمضان كله على خير، ويبلغنا ليلة هي من أعظم ليالي السنة على الإطلاق.. ليلة الرحمات والبركات والأرزاق. فأهلاً برمضان.
ومضة أمل
كن عملياً في عبادتك وابتعد عن التنظير والفلسفة، واستثمر كل لحظة في شهر الخير.
{{ article.visit_count }}
السؤال الذي يطرح نفسه مع إطلالة الشهر الفضيل: هل نحن على مقدرة بأن نعيد تموضعنا في مساحات الأوقات وأن نسترجع بعض الصور التي افتقدناها في حياتنا، ونغير من «الروتين القاتل الممل» الذي بدأ يتسلل إلى أيام أعمارنا المتسارعة؟ بمقدورنا أن نكون من أوائل المسارعين للتغيير والتجديد الحياتي، وبما أسميناه (إعادة التموضع) في خطوات المسير، فمن غير اللائق أن نظل على هامش النسيان، بلا اهتمام بمعالي الأمور وبأولويات الحياة، فصور الحياة المتغيرة بوتيرتها السريعة، تعطينا إشارات الإنذار المبكر بأن نسرع في الخطى نحو عمل الخير، وأن نجد في السير إلى الله، وألا نكون لقمة سائغة في فم وحوش الغفلة والتيهان.
هنا رمضان ساحة الخير ومدرسة التربية والتغيير، ومع إطلالة هلاله لا بد أن نصحح المسار ونعيد تموضعنا على خارطة الحياة. فهناك العديد من العادات المُهدرة للأوقات التي تحولت مع مرور الوقت إلى «إدمان» وأضحت تقتل إنجازاتنا وعطاء الخير، ومن خلالها نقدم الأدنى على الأولى ونتخبط في تحديد الأولويات، وحان الوقت مع رمضان أن تتغير كل تلك العادات ونستبدلها بسلم الأولويات. فإدمان الانغماس في برامج «الهاتف» ذلك الصامت القاتل للأوقات، هو إدمان أضحى يأكل من أوقاتنا الكثير، حتى أصبح الذهن مشتتاً فنقضي الأوقات في التنقل بين البرنامج والآخر، ونستعرض أبسط تفاصيل حياتنا بعالم افتراضي قاتل للطاقات!! من هنا فإن أولى الأولويات في رمضان أن نعالج هذا الإدمان لأنه ـ بحسب ما أرى ـ هو الأصل من أجل أن نتفرغ لما هو أولى في شهر الخير.
نعيد تموضعنا في مساحات الأوقات من خلال حصر جوانب التقصير في أيام الحياة، ومنها المحافظة على الصلوات والتلذذ بالنوافل من صلاة وقراءة للقرآن الكريم وذكر لله تعالى وصدقة وصلة للأرحام والمشي في قضاء الحاجات والإحسان إلى الآخرين وغيرها. وحتى لا تنقضي الأيام ثم نتحسر على ما فات، فكن على حذر بألا تأخذك الغفلة والنسيان مع إطلالة الشهر الكريم، وسل الله دائماً أن يرزقك الجد والاجتهاد و«التركيز» في العبادة والتنوع فيها، وتعوذ من السآمة والفتور والكسل، وكن على موعد متجدد مع مدرسة تجدد فيك عطاءات الحياة، وتقربك من الملك الديان. ما أحوجنا إلى أيام جميلة لا تتكرر في الأعمار، فهناك من فارقنا إلى الأبد، وهناك من حبسه المرض، فكن دائم الدعوات بالصحة والعافية وطول العمر حتى يبلغنا المولى رمضان كله على خير، ويبلغنا ليلة هي من أعظم ليالي السنة على الإطلاق.. ليلة الرحمات والبركات والأرزاق. فأهلاً برمضان.
ومضة أمل
كن عملياً في عبادتك وابتعد عن التنظير والفلسفة، واستثمر كل لحظة في شهر الخير.