كان الدعم الكبير الذي ناله الإعلام البحريني من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر قد جعله يشهد قفزة نوعية تمثلت في تجهيـز ستة «استوديوهات» جديدة بأحدث التقنيات، منها استوديو خاص بالقناة الدولية، وآخر للرياضة والشباب، وتعزيز الحضور الإعلامي على شبكة الإنترنت، بما في ذلك تدشين موقع إلكتروني جديد ومتميز للتلفزيون، إلى جانب الاهتمام بالكوادر الإعلامية الوطنية وتحفيـزها، وتجهيز مبنى متكامل لمركز الاتصال الوطني يستوعب 100 موظف من الكوادر الوطنية الشبابية، إلى جانب إصلاح الجهاز الإداري عبر تطوير الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة والذي يمثل دعماً لوجستياً للنهوض بالرسالة الإعلامية.

ورغم قصر المدة التي مرت على تدشين صاحب السمو الملكي لهذه النقلة التقنية بالتلفزيون والتي لم يمر عليها سوى قرابة الـ 4 شهور أو ما يزيد قليلاً، فقد انعكس هذا الدعم في تطوير القنوات والبـرامج التلفزيونية، من حيث الشكل والأداء والمضمون، فقد تم إطلاق 11 برنامجاً جديداً اعتماداً على كوادر إعلامية وفنية وطنية شابة ومبدعة، وتجهيـزات فنية حديثة ومتكاملة، وبث القنوات بجودة عالية الوضوح.

ومن يرصد أداء الوزارة ويحلله خلال الفترة الماضية يكتشف أن توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء منعكسة بأمانة وجدية في أداء الإعلام البحريني، إذ نجد توحيداً للخطاب والرؤية والرسالة التي يتبناها كل منتسبي الوزارة، فوجدنا خطاباً إعلامياً قوياً، كان جزء منه على لسان وزير شؤون الإعلام علي الرميحي حيث اتسم خطابه بالقوة والجرأة والمنطق العقلي وتنوير الرأي العام الخارجي بحقائق الوضع في البحرين. فمن خلال دراسة صحافية أجريناها حول الزيارة الملكية التاريخية لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، لجمهورية مصر العربية في نهاية أبريل 2016 فقد رصدت الدراسة نشاطاً كبيراً للوزير في كبريات الصحف المصرية كالأخبار والجمهورية والتلفزيون المصري لتنوير الرأي العام المصري بحجم التحديات الداخلية والإقليمية التي تحيط بالبحرين بعيداً عن الشعارات التي توجه من الخارج للشعب المصري وغيره من الشعوب، والتي تستهدف إقناعه بخطاب مشوه يستهدف النيل من البحرين وإنجازاتها، ولم يقتصر الوضع عند ذلك بل شهدنا قيادة إعلامية بحرينية للإعلام العربي من خلال رئاسة البحرين العام الماضي للاعلام بالجامعة العربية، بالإضافة للمقابلات العديدة التي أجراها الوزير مع وكالات الأنباء الأجنبية مثل الوكالة الألمانية وغيرها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، واتسمت مخاطبته لكل هذه الجهات بالقوة والمصارحة بحجم التحديات والمخاطر الخارجية إلى جانب التسويق الإعلامي والسياسي للمشروعات الإصلاحية والنهضوية التي شهدتها البحرين، معتمداً في مخاطبة هذه الجهات الخارجية على الأدلة والحقائق والمنطق العقلي.

كما وجدنا فكراً جديداً ومنهجية متطورة لقيادة الأجهزة الإعلامية انعكست في جعل الإعلام البحريني قد أخذ طريقه نحو السبق في نشر الحقائق والمعلومات ومواجهة التحديات الإعلامية الراهنة محلياً ودولياً من خلال إطلاع المواطنين على الخطط والبـرامج الحكومية، والتواصل مع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، ومتابعة سريعة للأحداث المحلية والدولية باستخدام مداخل مهنية واحترافية جديدة واستقدام الخبراء والمصادر المتخصصة في الحديث للجماهير عبر البرامج المختلفة، هذا بالإضافة إلى الاستعانة بكثير من قادة الرأي المعتدلين ولذا صارت الرسالة أكثر حرفية وعمقاً وتحليلاً بشكل يختلف عما كان سائداً قبل هذه النقلة النوعية.

إن التوجيهات السامية من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للإعلام البحريني بتطوير تلفزيون البحرين تضاف إلى أوامر سموه بتطوير وكالة أنباء البحرين التي صارت واحدة من أبرز الوكالات المحلية في المنطقة، والتي قامت على سواعد جيل من الشباب البحريني الدارس لعلوم الإعلام وفنونه في أقسام الإعلام الوطنية، إلى جانب رعاية سموه لصحافة البحرين وتخصيص واحدة من أكبر جوائز الصحافة في المنطقة للأعمال الصحافية المتميزة. إن كل هذا قد أسهم في توجيه الإعلام البحريني بكل أشكاله نحو زيادة التفاعل مع قضايا المواطنين سواء في التعليم أو الإسكان أو الصحة أو الاهتمام بالشباب وقضاياه المختلفة وغيرها من القضايا التي تهم المواطن في حياته اليومية حتى بات الإعلام البحرينى مرآة عاكسة للمجتمع، وطموحاته الكبيرة في كافة المجالات وهو ما جعل المواطن البحريني يتابع الأحداث لحظة بلحظة، إما عبر التلفزيون أو الإذاعة

أو المواقع الإلكترونية، وما أدل على ذلك التغطية المتميزة لزيارة جلالة الملك لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية في نهاية مارس في إطار جولة جلالته لحضور القمة العربية الـ 28 بالأردن.

والخلاصة أن هذه التحديثات الأخيرة قد مكنت التلفزيون من تقديم بث فضائي فوري وتعليق حي متميز من داخل الاستديو الجديد الذي تفضل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بافتتاحه في إطار تدشين هذه التحديثات التقنية في وزارة شؤون الإعلام وهو ما يزيد من فعالية دور الإعلام الوطني محلياً وخارجياً، وللحديث بقية.

* أستاذ الإعلام بجامعة البحرين