اختتم مهرجان البحرين الدولي للموسيقى السادس والعشرون السبت، فعالياته التي كرّستها هيئة البحرين للثقافة والآثار للاحتفاء بالإبداعات الموسيقية البحرينية، العربية والعالمية في أجواء أثرت الحراك الثقافي في المملكة على مدى 10 أيام متتالية.

وكانت المحطة الأخيرة للمهرجان في دار المحرق بمدينة المحرق، حيث استضافت فعاليتين بدأت مع محاضرة قدمها نائب رئيس أسرة الأدباء والكتاب د.راشد نجم بعنوان "في البرايح" سلط خلال الضوء على دلالات الزمان والمكان في الأغنية البحرينية الحديثة، وكيف أصبحت هذه الأغنية ذاكرة حافظة لأماكن وأزمنة اندثرت أمام عوامل عدة.

وقدمت الدار عرضاً لموسيقى الفجري التقليدية استمتع خلالها الجمهور برحلة عبر الزمن حيث أجواء رحلات صيد اللؤلؤ واستمعوا إلى أنواع مختلفة من هذا الفن كالبحري والحدادي والمخلوفي.



وتوزعت فعاليات المهرجان، والتي جاءت من بلدان مختلفة كإسبانيا، مصر، لبنان، البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، ما بين دار المحرق، مسرح البحرين الوطني، الصالة الثقافية، متحف البحرين الوطني ومركز الفنون.

وكانت انطلاقة المهرجان من مسرح البحرين الوطني، الذي استضاف أمسية لفرقة "حفل أستري" الفرنسية، من إنتاج مهرجان "إكس آن بروفانس"، وقدمت مقاطع موسيقية للموسيقار الشهير موزارت. وجاء حفل فرقة أستري ضمن جولة الفرقة التي انطلقت من مسرح "الشانزيليزيه" الباريسي و لتحط رحالها في مسرح البحرين الوطني.

وقدّم مهرجان الموسيقى حفلات مختلفة في الصالة الثقافية مفتوحة للجمهور العام، كحفل فرقة "رباعي تانجوموتان" التي استدرجت ألحان التانجو الأرجنتيني الممزوج بتأثيرات متعددة مثل: موسيقى البوب-روك والإلكترو والموسيقى الغجرية.

واستضافت الصالة الثقافية أيضاً حفلاً لموسيقى الفلامينكو قدمها عازف البيانو مانولو كاراسكو برفقة فرقة رقص استعراضية ألهبت إحساس الجمهور بأروع مقاطع الفلامينكو الإسبانية والموسيقى الكلاسيكية من القرن التاسع عشر إلى وقتنا الحاضر.

وحظي جمهور الصالة بفرصة الاستمتاع بالعرض المسرحي الغنائي المميز "قواعد العشق الأربعون" المقتبس من الرواية الشهيرة التي تحمل ذات الاسم للكاتبة التركية أليف شافاق، وتناول العمل أحداثًا درامية جرت في القرن الثالث عشر ميلادي، تحديداً حين التقى جلال الدين الرومي بمرشده الروحي شمس الدين التبريزي.

واعترافا بقدرات وطاقات الموسيقيين البحرينيين، استضافت الصالة الثقافية حفلين قدمهما مبدعون بحرينيون أولهما كان لفرقة البحرين للموسيقى التي استدرجت بقيادة المايسترو خليفة زيمان روائع الألحان العربية والعالمية.

أما الحفل الثاني فتكون من 3 فقرات موسيقية وحمل عنوان "نجوم بحرينية صاعدة". وأدت أولى فقرات الحفل فرقة "ثلاثي محمد راشد" وقدمت تأويلات خاصة ومعاصرة لكلاسيكيات الموسيقى العربية والغربية المطعمة بأنغام وإيقاعات موسيقى "الجبسي جاز".

فيما قدمت فرقة "AQ جاز إكسبيرينس" ثاني فقرات الحفل وأدت روائع موسيقية من العصر الذهبي لموسيقى الجاز والسوينغ والبلوز وبعض الأغاني الحديثة ولكن بأسلوبها الخاص. أما آخر فقرات الحفل، فقدمها كل من محمد جباري والفنانة بانه حيث تعاون الثنائي لتقديم أنواع متنوعة من الموسيقى الغربية والعربية.

واختتمت الصالة الثقافية فعالياتها ضمن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى مع أمسية للفنان طارق يمني، حيث أدى مع فرقته مقطوعات مختارة من ألبومهم الأخير "بينينسولار" والذي يستكشف الإيقاعات الموسيقية المتنوعة في أرجاء شبه الجزيرة العربية من منظور فريد وجديد كلياً.

وانتقل المهرجان إلى متحف البحرين الوطني، حيث عرض في قاعة محاضراته الفيلم "كريسيندو! قوة الموسيقى" والذي يتناول قصة ثلاث مواهب موسيقية واعدة نشأت في بيئات مضطربة ويشاركون في برنامج أوركسترالي عالمي يسعى إلى إحداث تغيير اجتماعي بين الأطفال المهمشين.

وإضافة إلى ذلك، فإن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى تعاون مع مقهى ليلو الشهير في البحرين من أجل تقديم قائمة طعام خاصة بمناسبة المهرجان، حيث استحضر المقهى أشهر الأطباق للدول المشاركة في المهرجان.

ويستمر مركز الفنون باستضافة معرض "نشاز" الذي يقام للمرة الثالثة على التوالي حتى 31 أكتوبر، ويشارك فيه مجموعة من المبدعين البحرينيين الشباب الذين ينتمون لتخصصات مختلفة كالموسيقى، الهندسة، الفن التشكيلي وغيرها، ويقدم المعرض أعمالاً تركيبية مستلهمة من مفاهيم موسيقية متعددة.