نشرت صحيفة «الوطن» أمس «ملخصاً» لدراسة أجراها «مركز وست بوينت لمكافحة الإرهاب» في الولايات المتحدة الأمريكية حول تطور التنظيمات الإرهابية الشيعية التي تمولها وتدربها إيران في البحرين.

الدراسة تحذر من التالي:

1- الخلايا الإيرانية توسعت باستخدام تكتيكات الاغتيال.

2- جيل ثالث للخلايا الإرهابية النشطة ظهر في 2017.

3- سيناريوهات محتملة لانتقال الهجمات الإرهابية من البحرين إلى السعودية.

4- الحرس الثوري سعى لتوريط مزيد من المتشددين بقواعد التدريب العسكري.

5- الخلايا أسست شبكة من البيوت الآمنة لاستقبال وتخزين شحنات الأسلحة

6- حكومة البحرين منعت استخدام مؤسسات بنكية «كوسيلة للتطرف».

7- الخلايا الإرهابية اعتمدت استخدام الطرق البحرية لتهريب الأسلحة.

8- إيران تسعى لإعداد انتفاضة جديدة بالبحرين إذا ظهرت الفرصة.

الدراسة كاملة موجودة على موقع المركز وقد صدرت قبل عدة أيام للباحثين مايكل نايت وماثيو ليفيت ونشرها كذلك معهد واشنطن للدراسات والبحوث.

الدراسة هامة جداً لعدة أسباب أولاً هي ترصد التطور النوعي للتنظيمات الإرهابية كطبيعة تدريب وكنوعية أسلحة، وترصد وتتبع جهات التمويل الإيرانية وكذلك حلقات الوصل بالأسماء من البحرينيين وجميعهم أسقطت عنهم الجنسية وهربوا من البحرين وتؤويهم إيران.

ثانياً الدراسة تبين أن طبيعة الاهتمام الإيراني بالبحرين واستغلال إيران للمعتقدات الشيعية لتجنيد أبناء البحرين والتغرير بهم وكيفية تأسيس خلايا نائمة بحيث تظهر واحدة كلما قبض على من سبقها.

ثالثاً الدارسة هامة أيضاً لأنها تتنبأ بظهور موجة رابعة من التنظيمات واحتمال امتدادها للمملكة العربية السعودية.

أما رابعاً فالدارسة هامة لأنها تؤكد أن قضيتنا لم تنتهِ والملف مازال مفتوحاً، مما يحفزنا على العمل كبحرينيين شيعة وسنة على فصل هذه الخلايا وعزلها وحصارها عن الجماعات وعن المناطق حتى نعمل على تعزيز وتكريس قيم ومبادئ الهوية البحرينية والانتماء الوطني وإعادة اللحمة الوطنية وتعزيز النسيج الاجتماعي كسور يحمي المجتمع البحريني ويحصنه ويجعل من هذه الخلايا النائمة مجرد أفراد محدودي النشاط.

أعتقد أنه لا أحد يتمنى أن نعيش تجربة 2011 ومراراتها من جديد، والدلائل التي تتحدث عنها الدراسة بالإمكان التعاطي معها منذ الآن أمنياً واستخباراتياً وكذلك بمبادرات تشترك فيها جميع أجهزة الدولة.

الأمر الأخير أن الاهتمام البحثي والأكاديمي بالتنظيمات الإرهابية «الشيعية» توجه أمريكي جديد لمراكز الأبحاث والدراسات بدأ في السنوات الأخيرة فقط، لكنه لم يلقَ رواجاً إعلامياً بسبب توجه الإدارة الأمريكية السابقة التي حاولت قدر المستطاع التعتيم بتعمد ومع سبق الإصرار والترصد على تلك الدراسات لأغراض سياسية صرفة، حيث كان الغرض حين ذاك تلميع وتبييض وجه «إيران» تحديداً وشيطنة «المملكة العربية السعودية»، فكان التركيز على نشر كل ما من شأنه تعزيز فكرة أن الإرهاب سني وأن مصدره السعودية، حين كان الهدف هو تحسين العلاقات الأمريكية السعودية وتمرير الاتفاق النووي باعتباره إنجازاً لتلك الإدارة، وذلك يتطلب عدم نشر أو إعلان أي وجه سيئ أو متشدد أو إرهابي لإيران.

أما الآن فقد فتحت الأبواب لمزيد من هذه الدراسات وفتح الباب أمام نشرها، ونحن مقبلون على سيل من المعلومات التي كانت محجوبة أن تظهر وتبرز للعلن تتناسب مع مرحلة ما قاله مايك بنيس نائب الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي «لن ندع الحرس الثوري الإيراني يحتل المواقع التي تنسحب منها داعش في سوريا والعراق».