يوسف ألبي

يعتبر قطبا إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة الفريقين الأكثر كمالاً وقوةً في أوروبا والعالم خلال الفترة الأخير، فهذا واقع واضح وصريح ولا يمكن لأحد نكران ذلك، فقد تمكنوا من حصد البطولة تلو والأخرى وسيطروا بشكل كبير على أغلب البطولات الأوروبية والقارية في حقبة تعد الأفضل في تاريخ الكبير الملكي والعملاق الكتالوني.

كما شاهدنا في الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ أكثر من عقد من الزمن وافر من النجوم الإسبان وبالأخص مع الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، الذي تألقوا بشكل ملفت واستطاعوا أن يحصدوا ألقاب كثيرة، مثل الكبير تشافي وأنيستا وبويول وبوسكيتس وبيدرو ودافيد فيا من طرف البرسا، ومن جانب الميرينغي هناك الأسطورة راؤول غونزاليس والحارس كاسياس وراموس وكارفخال وإيسكو وأسينسيو وفاسكيز وغيرهم من النجوم الذين لا يمكن أن ننسى أو نقلل من دورهم في تحقيق الفريقين للبطولات والإنجازات، ورغم الكم الهائل من هؤلاء النجوم الإسبانيين إلا أن الجزء الأكبر في تحقيق البرسا والملكي للبطولات كانت بفضل اللاعبين المحترفين "الأجانب"، الذين سحبوا البساط من الإسبان فالأرقام والإحصائيات تؤكد صحة ذلك، وفي مقدمة هؤلاء اللاعبين المحترفين الأسطورتين كريستيانو رونالدو وميسي نجمي ريال مدريد وبرشلونة، اللذين حطما جميع الأرقام الممكنة محلياً وأوروبياً وقارياً وقادوا أنديتهم لصناعة المجد الكبير.



ففي الدوري الإسباني يظهر تألق منقطع النظير للاعبين المحترفين مع الملكي والكتلوني والدليل تصدرهم هدافي الليغا لسنوات طويلة بالإضافة لدور باقي اللاعبين الأجانب الكبير مع الفريقين في جميع المراكز، فلم يتوج أي لاعب إسباني بلقب الهداف منذ عام 2002 عندنا توج مهاجم بلد الوليد فرناندو خوسيه بلقب الهداف آنذاك، كما نشاهد السيطرة المطلقة لميسي ورونالدو على جميع الجوائز الفردية في البطولات الإسبانية، فضلاً أن في أغلب الأحيان نرى عدم وجود اللاعبين الإسبان من ريال مدريد وبرشلونة ضمن قائمة أنديتهم كأفضل ثلاثة هدافين خلال الموسم الواحد.

وفي دوري أبطال أوروبا البطولة الأهم في القارة العجوز، يتألق اللاعبين الأجانب مع قطبي إسبانيا، ففي برشلونة هناك ميسي اعظم هداف برشلوني في دوري الأبطال واللاعب الذي يعول عليه الفريق كثيراً، بالإضافة لوجود سوايز وراكيتيش وسابقاً نيمار المنتقل لباريس سان جيرمان الفرنسي وقبلهم رونالدينيو وصامويل إيتو وتيري هنري وغيرهم من اللاعبين، فيكفي أن نذكر أن خلال فوز برشلونة ببطولاته الخمس في أبطال أوروبا، سجل الفريق في المباريات النهائية أحدى عشر هدف منها هدفين فقط للاعبين أسبان، وهذه دلالة قوية على دور اللاعب الأجنبي مع الفريق الكتالوني.

ولا يختلف الحال كثيراً مع نادي القرن ريال مدريد فالمحترفين يشكلون نقطة القوى للفريق، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو الذي يسرح ويمرح كيف ما يشاء في البطولة الأوروبية إلى أن أصبح أكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في تاريخ أبطال أوروبا، وهناك أيضاً كريم بنزيما وغاريث بيل وكروس ومودريتش وكاسيميرو وقبلهم الظاهرة رونالدو ونستلروي وزيدان مدرب الفريق الحالي وغيرهم من اللاعبين، وخلال تتويج الفريق بلقب ذات الأذنين في الخمس مرات الماضية وبالتحديد منذ تتويجه السابع في عام 1998 وحتى فوزه باللقب الثاني عشر عام 2017، سجل النادي الملكي في المباريات النهائية الخمس الأخيرة 15 هدفاً منها 6 أهداف فقط للاعبين أسبان والباقي للأجانب وهذا مؤشر لأفضلية اللاعب الأجنبي، فلك أن تتخيل أن آخر لاعب أسباني ظفر بلقب هداف البطولة كان فرناندو موريانتس وكان ذلك في عام 2004، حينها كان لاعباً لنادي موناكو الفرنسي.

خلاصة الموضوع أنا كلا الفريقان يعتمدان في سياستهما وبالتحديد في السنوات العشر الماضية على المحترف بشكل أكبر من الأسباني، والدليل نشاهد كثير من اللاعبين لم يحصلوا على الفرصة الكافية مع قطبي إسبانيا إلى أن أصابهم اليأس والملل واحترفوا مع أندية أخرى سواء داخل إسبانيا أو خارجها، مثل بيدور وفابريغاس من برشلونة وألفارو موراتا وخوسيه كاييخون من ريال مدريد وغيرهم من اللاعبين، فالملكي والكتلوني يفضلون ويثقون في اللاعب الأجنبي بشكل أكبر من الإسباني.

‏‫