منذ بداية الجدل بشأن قانون التقاعد الجديد، سألني البعض عن توقعاتي للسيناريو الذي سيحصل. كانت إجابتي واضحة ومباشرة، حيث قلت وظللت أكررها: «ثقتي المطلقة بجلالة الملك حفظه الله».

وحين استفسر البعض عن تمسكي بذلك، قلت إن جلالته هو والد البحرينيين، وهو القائد الحنون على شعبه، وهو الرجل الجريء الشجاع الذي جاء بمشروع متفرد، غير به خارطة البحرين، وفتح الحريات ومنح مزيداً من الحقوق وأعاد لنا الحياة الديمقراطية عبر ممارستها الصحيحة من خلال قنواتها المكفولة بالدستور والقانون، هذا الرجل الذي جميعنا نواليه ونحبه ونثق به، بالتالي هو الملاذ الآمن للمواطن، هو من يستمع له، وهو من يتفاعل معه.

ولأن جلالة الملك هو «عراب» المشروع الإصلاحي، وهو الرجل الذي دعا بشكل واضح ومباشر شعبه المحب بأن يشارك في صناعة القرار، عبر ممثلين في البرلمان يفترض أن يمثلوا المواطن خير تمثيل، ويوصلوا همومه، ويدافعوا عن حقوقه ولا يتهاونوا إزاءها، لأن جلالة الملك هو الحريص على تعزيز المكاسب الوطنية، فإنه لا توجد حالة واحدة لم يكن جلالة الملك هو أول المدافعين عن المواطن، والموجه للحكومة والسلطة التشريعية بأن يعملوا لأجل المواطن.

مثلما كان والده رحمة الله عليه الأمير الراحل العظيم الشيخ عيسى بن سلمان أسكنه الله جنته يقول في بداية كل خطاب «شعبنا الأغر»، ملكنا الأصيل الشهم يواصل نهج الخير والقيادة الخليفية الحكيمة، فخطاباته تبدأ دائماً بـ«شعبنا العزيز»، وبالفعل هذا الشعب عزيز على قلب قائده، وملكنا عزيز في قلوبنا، وحبنا له لا يضاهيه أي حب.

توجيه ملكي سامٍ من ملكنا الحبيب بشأن قانون التقاعد، تفاعلت معه البحرين بأسرها، دعا له الناس بالحب وقدموا له الشكر والتقدير، خاصة وأن جلالته وجه رسالة صريحة وواضحة بأن توجيهه مبني على ما عبر عنه المواطن البحريني من مواقف وآراء بشأن القانون، وكذلك ما كتبه كتاب الرأي وما تناولته الصحافة من ملاحظات بشأن القانون وتوجسات متعلقة بمكتسبات المواطن، وجعل جلالته هذه المواقف محددات للحكومة في مراجعتها للقانون.

في هذا المقام واجب شكر جلالته على انتصاره لشعب البحرين، وهو العنوان الذي وضعه تلفزيون البحرين على خبره، في توصيف دقيق بالفعل، إذ ملكنا هو المنتصر دائماً لشعبه، لذلك هذا الشعب يحب ملكه ولا يقبل بأي مساس به، مستعد لأن يبذل الغالي والنفيس لأجل رجل شهم هو رمزنا الأول، حفظه الله وأدام عليه لباس الصحة وأيده دوماً بنصره.

لسان حال الشعب البحريني المخلص يقول وبصوت عالٍ مجلجل: «لله درك أبا سلمان».

الآن، وبعد توجيه جلالة الملك، على المعنيين في الحكومة وضع كل هذه التوجيهات موضع الاعتبار، أي رأي الناس، والحفاظ على مكتسباتهم، وعدم المساس بحقوقهم، في أي مشروع يقدم، وأي قانون يراد تطبيقه، إذ في النهاية لماذا تعمل الدولة؟! تعمل لأجل هذا المواطن، لتحسن معيشته، ولتحقق له الرضا، وتحفظ له حياته الكريمة، وحينما يتحقق كل هذا للشعب، فإنه يزيده التصاقاً بالوطن، يعزز وطنيته وغيرته على نظام ورموزه.

الشعب البحريني طيب وأصيل في أخلاقه، ونظيف في نواياه، هو الذي بإخلاصه لا يساوم على تراب الوطن، ولا يبيع بلاده، بالتالي لا بد من أن يكون حرص جميع المسؤولين على العمل لأجل هذا الشعب الذي يستحق كل الخير.