تشارك مجموعة من السعوديات في حصة يوغا في استديو في مدينة جدة، في وقت تشهد هذه الرياضة انتشاراً ملحوظاً في المملكة، بعد أن أدرجتها السعودية رسمياً كنشاط رياضي منذ العام 2017، في سياق حملة التغييرات الاجتماعية.

وسعت السعودية نوف المروعي إلى نشر ثقافة اليوغا في بلادها لسنوات، رغم الانتقادات التي وجهت إليها من التيارات المحافظة التي تقول إن اليوغا لا تتوافق مع الدين الإسلامي.

وتقول هذه السيدة الناجية من سرطان الثدي، “تعرضت لمضايقات ووصلني الكثير من رسائل الكراهية” والانتقادات بسبب اليوغا. لكن رغم ذلك، أسست المروعي البالغة 38 عاماً مؤسسة اليوغا العربية.

ومع أن هذه الرياضة لم تكن ممنوعة رسمياً، إلا أن ممارستها أو تعليمها لم يكن أمراً سهلاً دون “ترخيص معين” ودون اعتراف الحكومة بها، تجتمع بالاستديو نساء للتدريب، يتنقلن بين الوضعيات المختلفة لهذه الرياضة الضاربة في القدم.

وتقول الكثير من المتدربات إنها غيّرت حياتهن، وتقول آيات سمان البالغة 32 عاماً، إن اليوغا ساعدتها في التغلب على متلازمة الألم العضلي الليفي "فيبروميالجيا"، وهو مرض مزمن يتسبب بأوجاع عدة تتفشى في الجسم، وتؤكد زميلات لها، أن اليوغا أشبه بعلاج نفسي يساعدهن على التنفيس عن الضغط ومحاربة الاكتئاب.

وما تزال الدوائر المحافظة تنظر إلى اليوغا باعتبارها ممارسة منحرفة ومحرمة، وتتهم طالبات اليوغا بالتخلي عن دينهن، وتقول بدور الحمود، “تصلني رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسألني ‘هـل أنت هندوسية؟’ ‘هل تحولتِ إلى الهندوسية؟'”، وتؤكد “اليوغا لا علاقة لها بالدين، إنها مجرد رياضة، ولا تتداخل مع إيماني”.

وتقول نوف المروعي، إنها تعرضت لهجمات متكررة من المتشددين في السعودية وأيضاً في الهند، وقال الشيوخ إنهم يعارضون تمرين “سوريا ناماسكار” الذي صُمّم تاريخياً لتحية إله الشمس الهندوسي سوريا، بالإضافة إلى ترديد أناشيد هندوسية.

وأجابت المروعي في حينه بهدوء، “هذه ليست عبادة للشمس أو القمر”، مشيرة إلى ترديد بعض طالباتها خلال اليوغا لبعض أسماء الله الحسنى، وأن الغاية منها هي الرياضة، ولكن أحد الشيوخ سرعان ما أجاب إن الحركات في الصلاة لدى المسلمين توفر “رياضة كافية” للناس.