تسخر المملكة العربية السعودية جهودها في موسم الحج وتسخر كافة إمكاناتها لضمان رحلة حج آمنة وميسرة لجميع حجاج الله الوافدين من مختلف بقاع الأرض، ولا نبالغ مطلقاً إذا ما قلنا «من غير السعودية جدير بإدارة الحج والقيام بهذا الجهد الكبير في خدمة ضيوف بيت الله؟».
أكثر من 1.8 مليون حاج من مختلف الجنسيات واللغات والثقافات تستضيفهم المملكة العربية السعودية التي تتعهد بتقديم خدمات غير مسبوقة لضيوف الرحمن خلال هذا الموسم في إطار حرصها على توفير حج آمن وميسر، ولم تدخر المملكة العربية السعودية أي جهد في توظيف كافة مواردها البشرية والمالية والتكنولوجية من أجل ضمان تقديم خدمة مميزة لضيوف الرحمن.
ومما لفت نظري في هذا الموسم تحديداً هي زيادة استخدام التكنولوجيا الحديثة وخاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الحجاج أثناء تأديتهم مختلف المناسك، وتسهيل تحركاتهم وضمان سلامتهم، حيث استخدمت المملكة العربية السعودية لأول مرة في تاريخ الحج خدمة التاكسي الطائر لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة بسرعة وكفاءة عاليتين، ضمن خطة إدارة الحج في توفير بدائل نقل مريحة من شأنها تقليل الازدحام. كما قامت المملكة العربية السعودية متمثلة في وزارة النقل بتوفير تطبيقات لتوصيل مختلف الطلبات لتوفير الجهد على الحجاج، كما تم استخدام تقنيات حديثة لتحسين البنية التحتية للطرق، كالمماشي المطاطية التي توفر راحة أكثر أثناء المشي، وتم طلاء الشوارع باللون الأبيض لخفض درجات الحرارة وحدة حرارة الشمس على الحجاج. واستخدمت المملكة العربية السعودية طائرات الدرون لمراقبة ورصد شبكة الطرق لمتابعة حركة الحجيج، كما تم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات إرشادية وطبية متطورة للحجاج، وتسهيل حصولهم على المعلومات والخدمات التي يحتاجونها بكل سهولة ويسر.
وعملت المملكة كذلك على رفع الطاقة الاستيعابية لمطاراتها وسككها الحديدية والخدمات اللوجستية والموانئ لاستيعاب أعداد الحجاج وقامت بعمليات صيانة شاملة لها، كما زاد عدد الطرق الرئيسية لخدمة الحجاج القادمين إلى مكة المكرمة؛ حيث تم تجهيزها بأفضل البنى التحتية لضمان انسيابية حركة المرور وتسهيل وصول الحجاج إلى أماكن إقامتهم. ووضعت خططاً أمنية بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية لتوفير السلامة لحجاج بيت الله.
رأيي المتواضع
لا أحد غير المملكة العربية السعودية جدير بإدارة موسم الحج -هذه الفعالية الدينية الكبرى على مستوى الأحداث العالمية- حيث تبهرنا المملكة العربية السعودية في كل عام بإدارتها الأكثر من رائعة لموسم الحج، فرغم كل التحديات دأبت المملكة العربية السعودية على توظيف كافة جهودها في موسم حج 2024 ليكون أنموذجاً متميزاً لخدمة حجاج بيت الله، وعكست من خلاله الجهود المخلصة وحرص القيادة الرشيدة على راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام، وفقاً لرؤية المملكة 2030 في تقديم خدمات متميزة تساهم في إثراء تجربة الحجاج وتسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، فشكراً للمملكة العربية السعودية على هذه الجهود وألف مبارك نجاح موسم حج 2024.