حسن الستري
"نؤكد إيماننا بأن الهوية العربية هي عنصر مهم في حياة مجتمعاتنا وأمتنا العربية، خاصة وأنتم جيل الشباب الذي نتطلع إليه دائماً ونحرص على إعداده للمشاركة في صنع القرار تنطلقون من روح المسؤولية والانتماء لجذور ثقافة أمتنا وتراثها العريق".
كلمات تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى أل خليفة ملك البلاد المعظم في برقية بعثها لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، خلال استضافة البحرين مؤتمر الشباب العربي عام 2012.
اعتزاز ملكي صريح، بالانتماء للحاضنة العربية، وعمل دؤوب يؤكد هذا النهج، وقد كرره جلالة الملك في أكثر من مناسبة، ومنها خلال افتتاح دور الانعقاد لمجلسي الشورى في دور الانعقاد في أكتوبر الماضي، إذ قال جلالته في الخطاب السامي: تتواصل مساعينا في توثيق علاقات التقارب والتكامل وتنسيق المواقف على قاعدة راسخة من الانسجام والتشاور والتعاون الأخوي، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضمن رابطة الجامعة العربية، وهو أمر لم ولن نتوقف يوماً عن دعمه، وخدمة مصالحه، تحقيقاً لتطلعاته من أجل خير ورفعة دول وشعوب المنطقة.
يأتي هذا الاعتزاز، في وقت تعرضت الهوية العربية الإسلامية لسلسلة من الاختبارات القاسية نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تعاني منها العديد من دولنا العربية، وبروز تدخلات قوى خارجية تحمل هويات ثقافية مغايرة ومتعارضة في معظم الأحيان مع هويتنا العربية؛ الأمر الذي يفرض ضرورة التصدي لمثل هذا التحدي.
وسبق أن أكد الرئيس السابق لجامعة الأزهر في جمهورية مصر العربية، الدكتور محمد الحرصاوي، حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم ، على الحفاظ على هوية مملكة البحرين والعبور بها إلى بر الأمان في ظل أزمات كبيرة عاشتها المنطقة العربية، وهو ما يؤكد رؤية جلالته الثاقبة وما يحمله من حرص على وحدة الأرض والهوية والإنسان.
لذلك، تأتي القمة العربية بالبحرين، لتهدف إلى تعميق عرى التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك، والإبقاء على تشاور وتنسيق مستمر مع الأشقاء لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
وتؤكد مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك المعظم، قدرة المملكة على قيادة العمل العربي المشترك انطلاقاً من جذورها وقوميتها العربية الأصيلة وهويتها الإسلامية السمحاء المخلصة، والتزامها الدائم تجاه مختلف القضايا العربية العادلة، وحرصها على رعاية وصون الحقوق العربية، والسعي لضمان أمن واستقرار الشعوب العربية، كون مملكة البحرين ووفق ميثاق العمل الوطني دولة تعتز بانتمائها العربي، وبكون شعبها الأبي جزءاً لا يتجزأ ولا ينفصل عن سائر الجسد العربي الواحد.
لذلك ينتظر العرب أن تؤكد قمة المنامة أهمية المحافظة على القمة العربية، وترسيخ دورها باعتبارها جامعاً مشتركاً لجميع الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.