العين الاخبارية

أعلنت وزارة الصحة العراقية، الخميس، التحرك نحو إجراءات احترازية بشأن استيراد الحيوانات، لمنع وصول "جدري القرود".

وقال مدير الصحة العامة عبد الأمير الحلفي إن "الوزارة ستتخذ إجراءات احترازية، منها رفع توصيات إلى اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية أبرزها منع استيراد الحيوانات في هذه الأيام وخاصة القردة"، موضحا أنه "لا يوجد علاج ولا لقاح لهذا المرض، لكن شدته أقل من شدة مرض الجدري القديم".

وأوضح أنّ "بعض المواطنين يصابون ولم تظهر لديهم أعراض"، مبينًا أنّ "أعراض هذا المرض هي الحمى والغثيان وبعد 5 أيام تظهر آثار الطفح الجلدي".

ولفت إلى أن "عددًا من الدول بدأت خلال السنوات الأخيرة تسجيل إصابات وبدأ ينتشر في عدد من الدول الأوروبية، من خلال نقل المرض من الحيوان للإنسان أو من إنسان لآخر أو عن طريق الدم"، مرجحًا "تسجيل العراق إصابات بالمرض ولو بنسبة ضئيلة".

واتخذت محافظات عدة في العراق من بينها ذي قار والبصرة وديالي والموصل إجراءات جديدة تمثل بعضها بمنع دخول الحيوانات البرية.

في ذي قار، أصدر المستشفى البيطري قراراً بمنع دخول القرود والحيوانات البرية الأخرى إلى المحافظة.

وقال الدكتور عماد ذياب مدير المستشفى البيطري، لـ"العين الإخبارية"، إنه "تم إصدار قرار ضمن إجراءات احترازية بمنع دخول القردة إلى المحافظة بعد تسجيل دول مجاورة إصابات بالمرض".

وأضاف ذياب، أن "التدابير الوقائية تضمنت توجيه مربي حيوانات القردة ومحال بيعها بإخضاعها إلى الفحص البيطري للتأكد من عدم حملها للفيروس".

فيما شكلت محافظة البصرة، لجنة لمتابعة انتشار حيوانات القرود في المحافظة.

وذكر مدير المستشفى البيطري في البصرة، رياض محمد، أن "إدارته شكلت لجاناً لغرض زيارة محال بيع الحيوانات ومنها القرود لبيان حملها شهادة فحص أو من عدمه".

وأوضح محمد أن "المحافظات التي اتخذت إجراءات منع دخول القرود، كان بسبب أسبقية وصول التعليمات الوزارية لهم، ونحن في البصرة اليوم وصلنا كتاب متابعة حيوان القرود في المحافظة".

جدري القرود مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة.

ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا. وينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

كُشِف لأول مرّة عن جدري القرود بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.

وقد كُشِف لأوّل مرّة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، الدنمارك، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القرود.

و يعد مرض جدري القرود من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا. ويمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ملامسة البثور الجلدية أو لعاب شخص مصاب، وكذلك من خلال المخالطة والاستعمال المشترك للفراش أو المناشف.