* التحالف: الحوثيون أطلقوا 83 صاروخاً باليستياً على السعودية

* غارات على مواقع للحوثيين بمحيط صنعاء غداة اعتراض صاروخ باليستي فوق الرياض

* الرئيس اليمني: لا حوار مع المتمردين قبل هزيمتهم



* الجزائر تدين استهداف السعودية بصاروخ باليستي من اليمن

صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات

يعيش المتمردون الحوثيون حالة من العزلة الدبلوماسية بعدما أغلقت آخر السفارات العاملة في صنعاء أبوابها هذا الأسبوع نتيجة تأزم الأوضاع الأمنية عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح بنيران حليفه الحوثي مطلع الشهر الجاري، في حين قامت ميليشيا الحوثي بتنفيذ خطة انتشار مكثفة وسط العاصمة صنعاء فارضة طوقاً أمنياً مشدداً على مربع الحي السياسي وشارع بغداد وذلك في اعقاب مقتل وجرح عدد من مسلحيها المكلفين بحراسة منزل صالح، فيما ذكر سكان محليون في صنعاء لـ "الوطن" أن مسلحين مجهولين يعتقد انهم من بقايا قوات العميد طارق صالح نفذوا صباح الأربعاء هجوماً نوعياً مباغتاً على عناصر من الميليشيا الحوثية المكلفين بحراسة منزل صالح موقعين قتلى وجرحى في صفوفهم قبل أن يلوذوا بالفرار.

ولم ترد معلومات مؤكدة حول عدد القتلى والجرحى لكن سكانا مجاورين في الحي قالوا إن جميع أفراد الميليشيا المكلفين بالحراسة ويقدر عددهم بين 10إلى 15 شخصاً سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح، مشيرين إلى ان مسلحي الحوثي الذين جاءوا عقب الحادث فرضوا سياجاً أمنياً مشدداً ومنعوا دخول اي شخص للمنطقة.

ويعيش الحوثيون حالة من الرعب الشديد بعد أن شهد الأسبوع الماضي مقتل عدد من مسلحيهم بينهم 4 قيادات أو ما يسمى في أدبياتهم "المشرفين الآمنيين" وآخرهم محسن العجري.

وبينما يتهم مسؤولون في جماعة الحوثي عناصر تتبع العميد طارق صالح بتنفيذ الاغتيالات ضد افرادها، استبعدت مصادر خاصة لـ "الوطن" مزاعم الحوثيين تلك، مؤكدة أن الاغتيالات نتيجة تصفيات حسابات بين افراد الجماعة انفسهم التي ربما تكون ناتجة عن خلافات حول تقاسم المنهوبات التي تم نهبها من قصور الرئيس المغدور وافراد عائلته مؤخراً.

من جانب اخر واستمراراً لحالة الانفلات الأمني والفوضى في صنعاء، استفاق سكان العاصمة الأربعاء على جريمة مروعة بعدما قام 4 اشخاص يرتدون الزي العسكري يرجح تبعيتهم لميليشيا الحوثي بعملية سطو مسلحة على أحد محلات الصرافة.

وذكر شهود عيان ان العصابة المسلحة دخلت لمحل "التسهيل" للصرافة والتحويلات المالية في شارع الرباط وسط العاصمة صنعاء بحجة انهم يحملون اوامر من النيابة والقضاء باغلاق المحل وقاموا بقتل مالك محل الصرافة ونهب الاموال التي كانت فيه ثم لاذوا بالفرار مطلقين اعيرة في الهواء وسط دهشة المارة الذين هرعوا للمكان عند سماعهم الرصاص.

ووفقاً لاحد اقارب الضحية فقد قدرت المبالغ المنهوبة بنحو 20 مليون ريال يمني اضافة الى 32 الف ريال سعودي ونحو 7500 دولار.

من ناحية أخرى، أبدى المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام استعداد جماعته لتوفير الأمن والحماية اللازمة للدبلوماسيين الروس في حال عادوا إلى العاصمة صنعاء. وأشار إلى أن إجلاء الدبلوماسيين الروس لن يصب في مصلحة السلام، حسب صحيفة "ازفستيا" الروسية. وفي السياق ذاته، اكد دبلوماسي روسي، بحسب الصحيفة ذاتها أن قرار العودة إلى صنعاء مستحيل في ظل هذه الظروف، واشترط الدبلوماسي الروسي تطبيع الأوضاع السياسية في البلاد.

ويعيش الحوثيون حالة من العزلة السياسية بعدما اغلقت اخر السفارات العاملة في صنعاء ابوابها هذا الاسبوع نتيجة تأزم الاوضاع الامنية عقب مقتل صالح بنيران حليفه الحوثي مطلع الشهر الجاري .

وكانت سفارات روسيا وايران وسوريا تباعاً وهي السفارات الثلاث الباقية في صنعاء قد اجلت موظفيها وطواقمها الدبلوماسية خلال الايام القليلة الماضية، ماشكل ضربة قاصمة لمليشيا الحوثي الايرانية.

ميدانيا، شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، "اعادة الامل"، بقيادة السعودية الأربعاء سلسلة غارات في محيط مدينة صنعاء وفي مناطق اخرى، غداة اعتراض صاروخ باليستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون.

وقال شهود ان غارات استهدفت معسكرا للمتمردين جنوب صنعاء، ومعسكرا ثانيا غرب العاصمة، ومواقع اخرى شمال المدينة. وذكر مصدر أمني مقرب من المتمردين ان طائرات التحالف هي التي شنت هذه الغارات.

في الوقت ذاته، أكد التحالف أنه لن يغلق ميناء الحديدة غداة اعتراض الصاروخ الباليستي الثاني.

وقال عبر وكالة الانباء السعودية لرسمية ان "قيادة التحالف تعلن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية، والسماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية لمدة 30 يوماً".

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث الرسمي لقوات التحالف، الأربعاء، العقيد الركن الطيار تركي بن صالح المالكي، أن 83 صاروخاً باليستيا أطلقها الحوثيون صوب المملكة العربية السعودية.

وأضاف في مؤتمر صحافي في قاعدة الملك سلمان الجوية، أن الحكومة الشرعية تسيطر حاليا على 85 % من أراضي اليمن.

وشدد المتحدث الرسمي للتحالف على خطورة التدخل الإيراني في المنطقة. وقال إن أكثر من 11 ألفاً من عناصر ميليشيات الحوثي قتلوا أخيرا.

من جانبه، اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا بعد قتل المتمردين حليفهم السابق، مؤكدا ان حكومته لن تدخل في حوار معهم الا بعد ان يتخلوا عن السلطة.

وقال هادي في لقاء مع عدد من السفراء في محل اقامته الموقت في الرياض مساء الثلاثاء "اثبتت الميليشيات (...) انها لا تجنح للسلم وان اي عمليات سلام معها قبل انتزاع السلاح يعتبر اهدارا للوقت وخدمة مجانية للميليشيات".

وأكد "لن تتوقف العمليات العسكرية حتى تحرير كافة التراب اليمني ولا يمكن اجراء اي حوار او مشاورات إلا على قاعدة المرجعيات الثلاث التي تنص بصورة واضحة على انهاء الانقلاب وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة".

من جانبها، أدانت الجزائر بـ"قوة"، إطلاق صاروخ باليستي من الأراضي اليمنية على مدينة الرياض السعودية، استهدف المناطق الآهلة بالسكان، معربة في ذات الوقت عن "تضامنها الكامل" مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية.