* طهران تسعى لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية

* نظام الملالي يلعب على وتر القضية الفلسطينية لتبييض صورته في العالم الاسلامي

الوطن - خاص



أكد أكاديميون وناشطون على هامش ندوة المؤتمر الشعبي العربي بالتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث التي عقدت في باريس تحت عنوان "التدخل الإيراني في الشأن العربي"، أن "إيران تسيطر على أكبر 5 عواصم عربية"، مشيرين إلى أن "طهران تسع لتحقيق حلم الامبراطورية الفارسية"، مضيفين أن "نظام الملالي يلعب على وتر القضية الفلسطينية لتبييض صورته في العالم الإسلامي".

من جانبه، قال المحامي والناشط الحقوقي الجزائري، بلقاسم بلعباس، إن "إيران تلعب حاليا على أهم وتر حساس بالنسبة للعرب والمسلمين خصوصاً بالمغرب العربي ألا وهو القضية الفلسطينية، كمحاولة تبييض صورتها في العالم الإسلامي وكسب أكبر قدر ممكن من الجماهير لصالحها وفي واقع الأمر تبنيها للقضية الفلسطينية هو مجرد دعاية ظاهرية لم ير منه الشعب الفلسطيني لا أخضر ولا يابس".

وذكر الحقوقي الجزائري، في تصريحات إعلامية، على هامش ندوة المؤتمر الشعبي العربي بالتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث بعنوان "التدخل الإيراني في الشأن العربي"، بباريس، أن "السياسة الخارجية الإيرانية مع الدول العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وحتى إسرائيل، تحمل بين طياتها الكثير من المفارقات الخفية فجرتها أول فضيحة صفقة الأسلحة بين أمريكا وإيران بتدخل الجانب الإسرائيلي بما يعرف بـ" إيران ـ جيت" للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان وكشف عن مفاوضات مكفارلين مع الحرس الثوري حول السلاح.

وتابع المتحدث، أن إيران أوهمت الجميع بأن العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين هي من تعيقها في القضاء على إسرائيل وتحرير فلسطين ليتبن إنه رغم موت الرئيس صدام حسين واستيلائها مباشرة على العراق حاليا لم ير تحرير فلسطين نور بعد.

مفارقة خفية أخرى أثارت تساؤلات ممثل العراق وسوريا واليمن، بما فيها الجزائر وتونس تتمثل في استيلاء إيران حالياً على أكبر خمس عواصم عربية في إطار سياساتها التوسعية وتحقيق حلم الامبراطورية الفارسية طالت كل من "العراق، سوريا، اليمن، لبنان والأحواز" وتعمل للتوسع أكثر، بعدما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة منها، والغريب حسبهم أن أمريكا تعلم جيداً وعلى دراية بالتدخل الإيراني المكشوف والمباشر بهذه العواصم إلا أنها لم تمنعها بأي وسيلة تذكر سواء دبلوماسياً أو عسكرياً.

من جانبه كشف الرئيس السابق لمكتب حقوق الانسان للأمم المتحدة في العراق، الجزائري طاهر بومدرا، بأنه تلقى أوامر صارمة وقطعية من الأمم المتحدة بعدم توظيف موظفين من السنة بالبعثة مكلفة بالتحقيق في حقوق الإنسان بالعراق في الأحداث الأخيرة حرصاً على التواجد الإيراني بالمنطقة قائم على حسبه على أساس نظام طائفي.

وأضاف ممثل الجزائر خلال الندوة، فيما يخص الاتفاق النووي الإيراني، فان إسرائيل عندما عارضت فكرة حصول العراق على القنبلة النووية ما قامت به هو قصف جوي عسكري في 1981 لمفاعل تموز العراقي النووي في عملية أوبرا وقامت بتحطيمه كاملاً، ولكنها لم تفعل الشيء نفسه مع إيران رغم حملتها الإعلامية في إجهاض امتلاك إيران أسلحة نووية والغريب خرائط تواجد مصانع تصنيع إيران النووي جميعها بيد إسرائيل.

وعن استراتيجية تصدير الثورة الإيرانية التي تعتبر نفسها وصية عن العالم الإسلامي واستنساخ "حزب الله" في البلدان العربية السنية بما فيها الجزائر، أكد أن إيران تحاول بكل الطرق والوسائل في هذا المسعى، بعدما فشلت في استغلال الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، في أحداث دموية بعد أكتوبر 88 عن طريق دعم الجماعات الإرهابية المسلحة في خيارها العسكري منها جماعات "فدا" والجماعة الإسلامية المسلحة عبر تزويدها بالمال والسلاح وإقامة معسكرات بإيران لتدريبها من طرف الحرس الثوري، وكللت بقطع الجزائر علاقاتها الدولية معها بعدما كشفت خطتها، حيث اتجهت طهران بعدها في تسويق ايديولوجية نظام الملالي القائمة على المرجعية الدينية الشيعية والولاء للولي الفقيه الحالي وذلك بين سكان المناطق الجبلية النائية بالجزائر، ليؤكد أن الخطة فشلت إلى حد بعيد بعد تحرك المؤسسات الدينية والأمنية، التي لها دراية بمساعي الحركات التابعة لإيران بالبلاد وغيرها من الحركات الطائفية.

وبخصوص انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، ذكر مدير العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية والمستشار السابق للرئيس كلينتون وفي حلف "الناتو"، هال جاردنر، في كلمته بالندوة أن هدف أمريكا من وراء انسحابها من الاتفاق النووي سببه تجاري اقتصادي بامتياز لأجل تعطيل مسيرة تحالف اقتصادي تجاري ثلاثي عظيم قائم بين إيران وروسيا والصين، خصوصاً بعد كشف الإعلام الغربي صفقات تسليح إيران، ناهيك عن اتفاقية دعم تعاون إيراني روسي حول تعميق التعاون العسكري والتقني بالمنطقة المنافي لقرار مجلس الأمن في 2015 عقب الاتفاق النووي الشامل.