* المفوض العام: "الأونروا" بحاجة الى 186 مليون دولار

* الرئيس الفرنسي يأسف لوقف الدعم الأمريكي للوكالة الدولية

عمان – غدير محمود، (أ ف ب)



كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن "تنسيق بين الأردن ومصر لاقامة مؤتمر دولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيما قال المفوض العام لـ "الأونروا" بيار كرينبول في وقت سابق، إن الأونروا "لا تزال بحاجة إلى 186 مليون دولار"، وذلك بعد القرار الأمريكي بوقف تمويلها وتعرضها لأزمة مالية حادة.

من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "أسفه" لقرار الولايات المتحدة وقف تمويل الوكالة الأممية الدولية التي تقدم خدمات لملايين اللاجئين، مؤكداً التزام فرنسا مساعدة الوكالة الأممية للخروج من الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها.

وأضاف أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقده بمقر الجامعة العربية في القاهرة، عقب نهاية الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العربية، الذي أكد في وقت سابق دعمه لـ "الأونروا"، في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

وبيّن أبو الغيط أن "الأردن ومصر دعوا لمؤتمر دولي له شق قانوني وسياسي لبحث أزمة "الأونروا"، لأن ما يحدث من عجز مالي غير مسبوق في المنظمة الأممية ويعتبر ضغطا على الفلسطينيين وإخضاعهم وفرض عليهم تحمل ما لا يمكن تحمله".

وأكد اجتماع الوزاري العربي في نهاية جلسة خاصة بـ "الأونروا" في بيان أن الوزراء العرب اتفقوا على مواصلة بحث القضية "العجز المالي" في ضوء نتائج الاجتماع الدولي الذي دعا إليه الأردن بالتنسيق مع الأشقاء في مصر وفلسطين وبالتعاون مع السويد وألمانيا واليابان والاتحاد الأوروبي ورئاسة تركيا للجنة الاستشارية الحالية لـ "الأونروا".

وتسلمت تركيا في يوليو الماضي للمرة الأولى رئاسة اللجنة الاستشارية للوكالة الأممية الدولية التي تقوم بتقديم الاستشارات للمفوض العام في المسائل المتعلقة بالسياسات والعمليات، وهي رئاسة دورية سنوية.

وكانت الولايات المتحدة الامريكية قررت وقف الدعم المادي لـ "الاونروا" مما أدخل المنظمة الأممية في أزمة مالية غير مسبوقة تفوق نحو 200 مليون دولار. ويقطن الأردن نحو 2.2 مليون لاجئ فلسطيني موزعين على 11 مخيما.

يذكر أن "الوكالة بدأت العام الجاري بعجز مالي تجاوز 446 مليون دولار حيث تم تأمين 238 مليون دولار في النصف الأول من عام 2018 ما سمح لها ببدء العام الدراسي، وما زالت تحتاج أكثر من 200 مليون دولار لاستكمال هذا العام"، وفقا لتصريحات مسؤولين في الوكالة الأممية الدولية.

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيار كرينبول الثلاثاء، إن الأونروا "لا تزال بحاجة إلى 186 مليون دولار"، وذلك بعد القرار الأمريكي بوقف تمويلها وتعرضها لأزمة مالية حادة.

وقال في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الدوري نصف السنوي لوزراء الخارجية العرب، إن الأونروا "لا تزال بحاجة إلى 186 مليون دولار لتضمن بقاء مدارسها وعياداتها مفتوحة وتضمن استمرارية عمل خدماتها الطارئة".

وتأتي تصريحات كرينبول بعد اعلان الولايات المتحدة، التي طالما شكلت المساهم الأول في ميزانية الأونروا، نهاية الشهر الماضي وقف تمويل المنظمة متهمة إياها بأنها "منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".

وأثار القرار استياء وغضباً في الشارع الفلسطيني كونه يهدد مشاريع حيوية من التعليم إلى الصحة يستفيد منها ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

ووصف كرينبول القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بوقف المساعدات المالية للاونروا بأنه "قرار سيادي".

كما أعرب عن "امتنانه الشديد للتبرعات الاستثنائية بمبلغ 50 مليون دولار من كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة علاوة على الدعم التاريخي من دولة الكويت".

وشدد المفوض الأممي على أن هذا القرار لن يؤدي الى التقليل من "تصميم الأونروا على تقديم خدماتها للاجئي فلسطين وتنفيذ مهام الولاية الموكولة بها".

وأكد انه " لا يستطيع أحد حل المشاكل في المنطقة عن طريق شطب 5.3 مليون لاجئ من فلسطين".

وقبيل اجتماعهم الرسمي، عقد وزراء الخارجية العرب جلسة خاصة لمناقشة الازمة المالية للأونروا.

واكدوا في بيان في ختام الجلسة "ضرورة استمرار وكالة الأونروا في القيام بدورها المحوري في تلبية الاحتياجات الحياتية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين محذرين من المساس بولاية الوكالة أو تقليص خدماتها بما يسهم في تأزيم الوضع في منطقة الشرق الأوسط".

وشددوا على أن إستمرار الوكالة في القيام بواجباتها "مسؤولية دولية سياسية وقانونية وأخلاقية".

وكان كرينبول قال في مؤتمر صحافي في القاهرة إن "الوكالة مرت بالعديد من الأزمات (..) وقد تعتبر هذه الأزمة هي الأسوأ من الناحية المالية" بعد قرار واشنطن وقف مساعدات بقيمة 300 مليون دولار كانت تقدمها للوكالة سنويا.

وكانت واشنطن ألغت أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات المخصّصة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأوقفت مساهمتها في تمويل "الأونروا"، كما ألغت مساعدة بقيمة 25 مليون دولار لمستشفيات فلسطينية في القدس الشرقية المحتلّة.

في سياق متصل، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "أسفه" لقرار الولايات المتحدة وقف تمويل الوكالة الأممية الدولية التي تقدم خدمات لملايين اللاجئين، مؤكداً التزام فرنسا مساعدة الوكالة الأممية للخروج من الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها.

وخلال محادثة هاتفية مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، قال ماكرون إن خدمات "الأونروا" "ضرورية للاستقرار المحلي والإقليمي"، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وأضاف البيان أن "الرئيس أشار إلى التزام فرنسا المساهمة في الاستجابة الجماعية اللازمة لمساعدة الأونروا على الخروج من هذه الأزمة وزيادة تحسين فعالية عملها".

وفي غضون بضعة أسابيع اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة إجراءات بينها إلغاء أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الثنائية للفلسطينيين ووقف تمويل "الأونروا" نهاية أغسطس.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق الممثلية الفلسطينية في واشنطن، متهمة القادة الفلسطينيين برفض التواصل مع إدارة ترامب وبدء مفاوضات سلام مع إسرائيل.

وأدان المسؤولون الفلسطينيون الذين جمدوا الاتصال بالحكومة الأمريكية منذ اعتراف رئيسها من جانب واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل على الفور ما وصفوه بأنه "هجمة تصعيدية مدروسة".

وتقدم الأنروا خدمات إغاثية وصحية وتعليمية لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني وهي تواجه "أزمة مالية غير مسبوقة" وتحتاج إلى 200 مليون دولار للحفاظ على مدارسها ومراكزها الصحية مفتوحة حتى نهاية العام.

وكانت الولايات المتحدة أكبر مساهم في الوكالة التي قدمت لها 350 مليون دولار "300 مليون يورو" في عام 2017.

وأنشئت "الأنروا" قبل نحو 70 عاماً عقب إقامة دولة الاحتلال. ووصفت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرار الولايات المتحدة بأنه "متهور وغير إنساني" في حين أشادت به إسرائيل التي تريد تقليص عدد اللاجئين إلى الحد الأدنى.