عمان - غدير محمود

وقع سفير كوريا الجنوبية لدى الأردن، لي بوم يون، ومدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأردن، روجر ديفيز، اتفاقاً بمبلغ إجمالي قدره 400 ألف دولار أمريكي لدعم تقديم المساعدات النقدية الحيوية للاجئي فلسطين القادمين من سوريا في الأردن وذلك بهدف تغطية احتياجاتهم الأساسية. ولا تزال برامج "الأونروا" للمساعدات النقدية هي أكثر الوسائل مرونة وفعالية لتلبية الاحتياجات اليومية للاجئين والنازحين كما أنها الأكثر صوناً لكرامتهم.

وتأتي المساهمة السخية من حكومة كوريا الجنوبية في وقت حرج تواجه فيه الوكالة عجزاً غير مسبوق في التمويل، مما يهدد قدرتها على مواصلة خدماتها الأساسية بما في ذلك خدمات برنامج الطوارئ.



ونهاية أغسطس الماضي، أوقفت الولايات المتحدة كل التمويل الذي كانت تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" في قرار أجج التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعرب مدير عمليات "الأونروا" في الأردن، روجر ديفيز، عن امتنانه لجمهورية كوريا قائلاً، "أحيي جمهورية كوريا على مواصلة وتعزيز دعمها للأونروا، وهنا أتحدث تحديداً عن دعمها للاجئي فلسطين من سوريا في الأردن. فمن خلال هذه الاتفاقية، سيتم توفير المساعدات المالية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً مما سيسهم في التخفيف من بعض المصاعب التي يواجهها اللاجئون في حياتهم اليومية".

وجدّد سعادة سفير كوريا لدى الأردن، لي بوم يون، دعمه للوكالة الأممية الدولية، مؤكداً أن "كوريا ستستمر بتوفير الدعم اللازم لـ "الأنروا" وأنشطتها".

وتعزز المساهمة الشراكة القائمة منذ أمد طويل بين "الأونروا" وكوريا التي ساعدت مساهماتها القيّمة السابقة لـ "الأونروا" في الأردن على ضمان استدامة خدمات الوكالة التعليمية والصحية المقدمة للاجئي فلسطين من سوريا في الأردن.

وأصبحت كوريا شريكاً للوكالة الأممية الدولية وداعماً ثابتاً وموثوقاً. فمنذ عام 2012، ساهمت كوريا بأكثر من 7 ملايين دولار أمريكي في ميزانية برامج الوكالة والمناشدات الطارئة والمشاريع.

وتواجه "الأونروا" طلباً متزايداً على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل "الأونروا" بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية لـ "الأونروا"، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الوكالة الأممية الدولية، كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج "الأونروا" الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.

وتأسست "الأونروا" كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لنحو خمسة ملايين وأربعمائة ألف لاجئ من فلسطين مسجلين لديها في أقاليم عملياتها الخمسة. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات "الأونروا".