* الاحتلال يقمع المتظاهرين في الجمعة الـ 30 لمسيرات العودة

* "حماس" تبلغ مصر أنها "لا تريد التصعيد على حدود غزة"

غزة - عز الدين أبو عيشة، (وكالات)



أصيب عشرات المتظاهرين الفلسطينيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتهم في التظاهرات السلمية لمسيرات العودة الفلسطينية شرق قطاع غزة في الجمعة الـ 30 التي حملت اسم "معاً.. غزة تنتفض والضفة تلتحم".

وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، أن "115 مواطناً فلسطينيا أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي بينهم حالتين خطيرتين خلال المواجهات المتواصلة شرق قطاع غزة".

وذكرت مصادر فلسطينية أن "قوات الاحتلال قمعت المتظاهرين السلميين في مخيمات العودة شرق قطاع غزة، وأطلقت عليهم الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع".

وبدأت مسيرات العودة في ٣٠ مارس الماضي واستمرت حتى الجمعة في ظل ضغوط كبيرة لإيقافها، لكن الهيئة المنظمة أكدت استمرارها حتى تحقيق مطالبها المتمثلة في إنهاء الحصار الكامل عن القطاع.

ورصد مراسل الوطن في القطاع وجود إصابات بالاختناق الشديد جراء إطلاق الاحتلال النار وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين أثناء اقترابهم من السياج الحدودي دون أن يشكل المتظاهرين أي خطر على جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة.

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين على بعد 300 متر من السياج الزائل حيث استخدموا أسلحة ثقيلة، كما لوحظ تمركزاً كبيراً لدبابات الاحتلال على حدود القطاع.

وفي مدينة خان يونس أفاد شهود عيان بان قوات الاحتلال استهدفت المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي قبل وصول المتظاهرين للسياج الزائل.

وكان جيش الاحتلال قرر نشر قوات مكثفة لجنوده على طول الحدود الشرقية مع قطاع غزة تنفيذاً لأوامر الكابينت بتشديد التعامل مع مسيرات العودة.

وتمكن شباب ثائرون من قص السياج الزائل، شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة وسط تواجد مكثف لجنود الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الشرقية للقطاع.

وللتأكيد على استمرار مسيرات العودة، دعت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في مسيرات الجمعة المقبلة، التي أطلقت عليها جمعة "غزة صامدة وما بتركعش".

وفي الضفة، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق الشديد مساء الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات الأسبوعية السلمية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة تنديداً بالاستيطان والجدار العنصري.

وذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المشاركين ما أدى إلى وقوع إصابات عولجت ميدانيا.

وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بقنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط مما أدى إلى إصابة ناشط أجنبي بعيار في القدم وعولج ميدانياً في مركز إسعاف القرية.

وأكد شتيوي اندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين اعتلوا أسطح منازل المواطنين واتخذوها نقاط عسكرية لقناصتهم.

وانطلقت المسيرة تنديداً بصفقة القرن وبالمؤامرات التي تحاك ضد المشروع الوطني للفلسطينيين بمشاركة المئات من أبناء البلدة ومتضامنين أجانب من منظمات مختلفة.

في سياق آخر، أفادت مصادر فلسطينية بأن حركة حماس أبلغت الوفد الأمني المصري خلال لقاء عقد في غزة بأن الحركة والفصائل الأخرى لا تريد التصعيد على حدود قطاع غزة.

وقال مصدر في حماس "أبلغنا الإخوة في مصر بموقف حماس والفصائل، أننا لا نريد التصعيد مع العدو، لكننا في نفس الوقت جاهزون للرد على أي عدوان".

والتقى مساء الخميس وفد أمني مصري برئاسة وكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة لحوالي ساعتين قبل أن يغادر الوفد متجهاً إلى رام الله للقاء مسؤولين في حركة فتح.

وقال نائب رئيس حماس في قطاع غزة خليل الحية أن الوفد المصري "لا يحمل أية رسائل من الجانب الإسرائيلي للشعب الفلسطيني ولا لحماس إنما جاء في إطار العلاقات الثنائية".

وأضاف "أكدنا للوفد أننا نريد وبكل قوة أن ينتهي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة "منذ أكثر من عقد"، واستمرار مسيراتنا في إطارها الشعبي التي تريد تحقيق أهدافها الوطنية".

ودعت الهيئة العليا لمسيرات العودة إلى "الحفاظ على الطابع السلمي" لاحتجاجات الجمعة.

ويطالب الفلسطينيون في هذه الاحتجاجات التي بدأت في 30 مارس على طول السياج الحدودي مع إسرائيل، بإنهاء الحصار و"تثبيت حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل سبعين عاماً" وفق ما تقول الهيئة.

وقال باسم نعيم عضو القيادة السياسية في حماس إن "حماس والفصائل تعمل لتجنب أي تصعيد على الأرض".

ودعا عدد من خطباء المساجد في غزة خلال خطبة صلاة ظهر الجمعة المتظاهرين إلى "عدم التهور" في تظاهرات اليوم "حتى لا يكون هناك ضحايا".

وتواصل مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة جهودها للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.