A
A
غزّة - عز الدين أبو عيشة
"لا تزال قطر تسعى لتطبيق سياسات خارجية وأجندة خاصة، هذه المرة في قطاع غزة من خلال دعمها لحركة حماس، بموافقة إسرائيلية، فأدخلت قطر نحو 15 مليون دولار إلى غزة، لدعم حكم حماس وقطع طريق المصالحة"، وفق مراقبون فلسطينيون.
وأكدوا في تصريحات لـ "الوطن" أن "سياسة قطر في غزة تعزز الانقسام الفلسطيني".
وقالوا إن "طريقة إدخال الأموال للقطاع، الذي جاء عن طريق مطار بن غوريون الإسرائيلي، وبتنسيق كامل ما بين قطر والاحتلال، يعد فضيحة وطنية"، محذرين من "الأهداف الخبيثة وراء ذلك بهدف وأد المشروع الوطني".
وكان السفير القطري محمد العمادي وصل القطاع قبل أيام يحمل حقائب محملة بملايين الدولارات عن طريق معبر "بيت حانون" إيرز الواصل القطاع بالجانب الإسرائيلي، والتقى بمسؤولي المالية في حكومة حماس.
الإعلام الإسرائيلي تناقل خبر أنّه تمّ فحص كشوفات الموظفين التابعين لحكومة حماس في القطاع أمنياً من قبل الجهات الأمنية الإسرائيلية، وانه سيتم وقف صرفها في حال حدث أي خرق.
الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي قال في تصريح لـ "الوطن"، إن "إدخال الأموال القطرية بهذه الطريقة للقطاع يمثل فضيحة وطنية، وتقاسم وظيفي في غزة بين إسرائيل وقطر".
وأكد الصالحي "ضرورة فك الحصار، وتقديم المساعدات للقطاع، ولكن وفق رؤية محددة"، معتبراً "طريقة إدخال الأموال لغزة فضيحة وطنية أكثر من أنه معالجة فعلية لقضايا القطاع".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، "علينا أن نميز بين حاجات شعبنا التي يجب أن تتوفر من خلال سلطة واحدة، وبين محاولات استثمار معاناة شعبنا لخلق الانقسام".
وأضاف لـ "الوطن"، "ما تقوم به قطر يضعف الموقف الفلسطيني ولا يخدمه، وعليها أن تراعي البوابة الصحيحة لتقديم المساعدات للقطاع، وطريقة وصولها لغزة".
وتابع، "ما تقوم به قطر منسجم تمامًا مع المخطط الأمريكي، ولا تدعم قطر القطاع إلا لأغراض سياسية، ولحماية القضية علينا التوجه الفعلي للمصالحة الفلسطينية".
وحذر الغول حركة "حماس" من مخططات قطر وأهدافها الخبيثة من تمرير صفقة القرن التي يسعى ترامب لتنفيذها من خلال وأد المشروع الوطني بعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية.
أمّا الجبهة الديمقراطية، وعلى لسان عضو المكتب السياسي فيها نهاد أبو غوش قال، "ما قامت به قطر هو تعزيز الانقسام، وتمهيد لفصل غزة عن الضفة، ويتماشى مع المخطط الأمريكي الإسرائيلي، وعلى الفصائل الحذر منه".
وأضاف لـ "الوطن"، "سوء تعاطي السلطة مع غزة لا يبرره اللجوء إلى خيارات خطيرة كأطراف إقليمية أو إسرائيل"، منوهاً إلى أن "أي تدخل لإنقاذ غزة يستوجب أن يكون من خلال بوابة السلطة الفلسطينية".
وتابع أبو غوش، "محاولة استغلال المعاناة في غزة، لفرض حلول سياسية، وهو إتاحة الفرصة لاستفراد إسرائيل بالقطاع، وعلى حماس أن تنتبه جيداً للقطري توجهاته في المنطقة".