أكد بيان للناطق باسم مجلس الوزراء العراقي، أحمد ملا طلال، السبت، أن الحكومة العراقية سلّمت سفير الجمهورية التركية في بغداد رسالتي احتجاج رسميتين، شديدتي اللهجة، بشأن اعتداء القوات التركية على الأراضي العراقية، وشددت على أنها ستلجأ ضمن إطار القانون والمواثيق الدولية لتثبيت حق العراق في رفض هذه الاعتداءات ووقفها.

وأوضح البيان أن القوات التركية تقوم منذ مدة باعتداءات متكررة تجاه الأراضي العراقية، وأن بغداد ترفض وتدين بشدة هذه الأعمال التي تسيء للعلاقات الوثيقة، الراسخة وطويلة الأمد بين الشعبين.



وطالب البيان بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات، التي تسيء للسلم الإقليمي، فضلاً عمّا تشكله من اعتداء على السيادة والأرواح والممتلكات العراقية.

وجاء في البيان: "نحمّل الجانب التركي المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كلّ ما يقع من خسائر بشرية ومادية، بالإضافة الى ما يمثله التجاوز والاعتداء من انتهاك لسيادة العراق واستقراره ووحدة أراضيه وأمن شعبه".

وحث البيان، المجتمع الدولي على "اتخاذ خطوات من شأنها تعزيز الاستقرار في المنطقة، وإسناد حق العراق السيادي في حماية أراضيه وحفظ سلامة شعبه".

هذا وجددت تركيا، فجر اليوم السبت، قصفها لمناطق بمحافظة دهوك، شمال العراق. كما قصف تركيا مساءً بلدة كاني ماسي العراقية بالمدفعية.

وأكدت مصادر رسمية كردية لمراسل قناتي "العربية" و"الحدث" في المنطقة أن قصفا مدفعيا طال جبال خامتير وشاقولي.

من جهتها، تعزز القوات العراقية مواقعها بطول الحدود مع تركيا، حسبما قال مسؤولون أمس الجمعة، لمنع القوات التركية من التوغل في الأراضي العراقية بعد أسبوعين من الغارات الجوية فيما تستمر أنقرة في استهداف المقاتلين الأكراد في شمال العراق.

وقال مسؤولون أمنيون لوكالة "أسوشييتد برس" إن أنقرة أقامت على الأقل 12 نقطة داخل الأراضي العراقية ضمن حملة عسكرية لمطاردة أعضاء حزب العمال الكردستاني الذي تقول تركيا إن له ملاذات آمنة في شمال العراق.

وبدأت الحملة الجوية والبرية التركية، التي أطلق عليها اسم "عملية المخلب النمر"، في 17 يونيو/حزيران الماضي عندما نقلت تركيا قواتها جواً إلى شمال العراق.

منذ ذلك الوقت، قتل ستة مدنيين عراقيين على الأقل فيما ضربت طائرات تركية أهدافاً لحزب العمال الكردستاني وتم إخلاء عدة قرى في المنطقة الكردية شمال العراق.

وتشن تركيا هجمات منتظمة ضد حزب العمال الكردستاني في العراق. وتقول إن الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق لم تتخذا أي إجراء لمكافحة الجماعة.

وأثار التوغل الأخير في الأراضي العراقية إدانة من قبل بغداد التي استدعت سفير تركيا لديها مرتين منذ بدء الحملة العسكرية التركية.