كشفت الأمم المتحدة عن اعتقال زعيم فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن خالد باطرفي منذ عدة أشهر، في تطور قد يفتح منجماً من المعلومات لوكالات مكافحة الإرهاب في حملتها ضد التنظيم.

وأشار تقرير أصدره، الخميس، "فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات" التابع للأمم المتحدة، بشأن تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، إلى اعتقال زعيم تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، خالد باطرفي، ومقتل الرجل الثاني، سعد عاطف العولقي، خلال "عملية في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة اليمنية في أكتوبر الماضي".

وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تأكيد اعتقال باطرفي رسمياً؛ لكن التقرير لم يقدم مزيداً من التفاصيل حول العملية أو عن مكان باطرفي الحالي.



"مُنظّر رئيسي"

وأصبح باطرفي زعيم تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" أوائل عام 2020، بعد مقتل سلفه قاسم الريمي في غارة جوية أميركية.

وباطرفي، وهو في الأربعينيات من عمره، ينحدر من عائلة يمنية؛ لكنه ولد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وتلقى تدريبه مع "القاعدة" في أفغانستان قبل 11 سبتمبر، وانضم لاحقاً إلى فرع التنظيم في اليمن، ليصبح أحد المنظّرين الرئيسيين، ويساعد في الإشراف على عمليات التنظيم الخارجية، قبل أن يصبح زعيماً، بحسب التقرير.

وبالنظر إلى أن باطرفي كان "أميراً" لإحدى الجماعات الإقليمية الرئيسية التابعة للتنظيم، يمكن القول إنه أول قيادي في "القاعدة" يتم اعتقاله على قيد الحياة، منذ أن أسس أسامة بن لادن التنظيم قبل أكثر من 30 عاماً.

انتكاسات للتنظيم

واعتقال باطرفي هو أحدث انتكاسة ضمن سلسلة انتكاسات "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، بحسب التقرير.

وفي فبراير 2020، أعلنت الحكومة الأميركية أن سلف باطرفي، قاسم الريمي، قُتل في غارة جوية في اليمن.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أنه "بالإضافة إلى الخسائر التي تتكبدها في صفوف القيادات، فإن القاعدة في جزيرة العرب تعاني من تآكل في صفوفها بسبب الانشقاقات"؛ لا سيما بعد أن اضطرت إلى الانسحاب من محافظة البيضاء اليمنية بعد هزيمة عسكرية كبيرة.

وأشار إلى أن الشبكة العالمية للتنظيم "تواجه تحدياً جديداً وملحاً في ما يتعلق بقيادتها وتوجهها الاستراتيجي، بعد فترة استثنائية من استنزاف كبار قادتها" في أفغانستان ومالي والصومال واليمن ومحافظة إدلب السورية.

ولفت التقرير إلى أنه لم تتمكن أي دولة عضو في الأمم المتحدة من تأكيد أنباء وفاة زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري لأسباب طبيعية في أكتوبر. في الشهر الماضي، أكدت الحكومة الأميركية تقارير عن مقتل نائبه أبو محمد المصري بإيران في أغسطس.

ورجح التقرير أن يكون سيف العدل هو الرجل الثاني في الصف الذي قد يحل مكان الظواهري، وهو عنصر مصري مخضرم في التنظيم، ويعتقد أنه أقام في إيران منذ فترة طويلة، وفقاً للتقرير.