وكالات

قال مصدر أمني عراقي لـ"الشرق"، إن هجوماً استهدف مطار أربيل الدولي في كردستان العراق، استخدمت فيه "طائرات مسيرة"، فيما قال البنتاغون لـ"الشرق"، إنه "على علم بالتقارير عن هذا الهجوم".



وذكر جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "هجوماً بطائرات مسيرة استهدف مطار أربيل".

وأفادت المتحدثة باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي، بأن "المعلومات الأولية، لا تشير إلى حدوث أضرار مادية أو إصابات أو خسائر في الأرواح"، فيما قال الناطق باسم التحالف الدولي في العراق، الكولونيل واين ماروتو، إن "التقرير الأولي يشير إلى أنه خلال الساعة 23:15 بالتوقيت المحلي، سقطت طائرة مسيرة بالقرب من قاعدة أربيل الجوية.. من دون تسجيل إصابات أو أضرار".

وأفادت وكالة "فرانس برس"، بأن المطار تم استهدافه بطائرتين مسيرتين مفخّختين. وذكر مصدر أمني عراقي أن "صفارات الإنذار دوت في القنصلية الأميركية في أربيل، عقب استهداف المطار بهجوم صاروخي".

في هذه الأثناء، طالب محافظ أربيل أوميد خوشناو، الأربعاء، الحكومة العراقية والتحالف الدولي بفتح "تحقيق جدي" بشأن الهجمات التي تتعرض لها المحافظة ومطارها الدولي.

ونقلت شبكة رووداو الإعلامية الكردية عن خوشناو قوله في مؤتمر صحافي بعد هجوم الثلاثاء، إن "المطار تعرض لهجوم إرهابي ولم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية". وأضاف: "القوات الأمنية وأجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب في إقليم كردستان شرعت بإجراء التحقيقات حول الهجوم".

والاثنين، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، الكولونيل واين ماروتو، استهداف قاعدة "عين الأسد"، التي تضم عسكريين أميركيين بمحافظة الأنبار غربي العراق، بـ3 صواريخ، فيما أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، ضبط سيارة، تحمل قاعدة الصواريخ التي أطلقت على "القاعدة".

ومنذ بداية العام الجاري، استُهدفت المصالح الأميركية في العراق بنحو 45 هجوماً، لا سيما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلاً عن مواكب لوجستية للتحالف، وغالباً ما تنسب هذه الهجمات إلى فصائل عراقية موالية لإيران.

ويناهض "الحشد الشعبي"، الذي يضم في غالبيته فصائل موالية لإيران، الوجود الأميركي في العراق، إذ رحب قادته مراراً بالهجمات التي طالت مؤخراً قواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، لكنهم لا يتبنونها، وفق لتقرير سابق لوكالة "فرانس برس".

وتأتي الهجمات الأخيرة، بعيد فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، إذ رحّب أبو آلاء الولائي القيادي في "الحشد" بفوز رئيسي بوصفه "فشل درب بيادق أميركا".

وتثير هذه الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي لمكافحة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق، من أصل 3 آلاف و500 عنصر من قوات التحالف.

ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيون في العراق، أن تلك الهجمات "لا تشكل خطراً على القوات المنتشرة فقط، بل تهدد أيضاً قدرتها على مكافحة تنظيم داعش، الذي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية وجبلية في البلاد".

وتحاول السلطات العراقية منذ سنوات ردع منفذي تلك الهجمات، علماً أن بعض الفصائل الموالية لإيران بات منضوياً في القوات العراقية الرسمية، أو لديه علاقات وتواصل معها.

وأدّت الهجمات منذ بداية العام إلى مصرع متعاقدَين أجنبيين و9 عراقيين و8 مدنيين، وبلغت مستوى جديداً منتصف أبريل الماضي، حين نفّذ لأول مرة هجوم بطائرة مسيّرة مفخّخة على قاعدة عسكرية تستضيف أميركيين في مطار أربيل شمالي البلاد.