شهدت الأسابيع الأخيرة الإعلان عن أكثر من مشروع عربي لإنتاج لقاحات مضادة لكورونا في دول عربية، بالشراكة مع الجهات الصينية المُصنّعة، في مبادرات لتوفير الاكتفاء الذاتي من اللقاحات بتلك الدول، وتحويل مراكز الإنتاج المستحدثة إلى منصات لتوزيع اللقاحات، خاصة في إفريقيا التي تسير فيها عمليات التلقيح بوتيرة بطيئة.

وبالتوازي، تسابق مشاريع عربية أخرى الزمن لإنتاج لقاحات عربية المنشأ، غير أن غالبيتها لم تصل بعد لمرحلة التجارب الإكلينيكية.



الإمارات.. تجربة أولى

وشرعت الإمارات العربية المتحدة مُبكراً في خطط تصنيع لقاح كورونا محلياً، إذ أعلنت أواخر مارس الماضي، عن مشروع صيني-إماراتي لتصنيع لقاح مضاد لكورونا، في تجربة هي الأولى من نوعها عربياً، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات (وام).

وبحسب الوكالة، فإن خط الإنتاج سينتج لقاح "سينوفارم الصيني"، بالتعاون بين شركتي "جي 42" الإماراتية، ومجموعة سينوفارم الصينية.

"حياة-فاكس" هو الاسم الذي أطلق على اللقاح المصنّع في الإمارات، ويتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد في مدينة خليفة الصناعية خلال العام الجاري 200 مليون جرعة سنوياً.

وأعلنت الإمارات بالفعل، من خلال الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أوائل مايو الماضي بدء توزيع "حياة - فاكس"، في ما اعتبرته "بداية مرحلة تاريخية"، تمهيداً لأن تصبح الإمارات رائدة إقليمياً في مجال التكنولوجيا الحيوية.

مصر.. مليون جرعة أولية

في مصر شهد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الاثنين، إنتاج أول مليون جرعة من لقاح كورونا المُصنع محلياً، وذلك كما أعلنت وزارة الصحة والسكان.

ويعتمد اللقاح المصري الذي ينتج بالتعاون بين شركة سينوفاك الصينية وفاكسيرا المصرية، على مواد خام صينية المنشأ من شركة سينوفاك. وأعلنت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد عن تسلمها على دفعات خلال الأشهر الماضية.

غير أن اللقاح سينوفاك-فاكسيرا، الذي تعتزم مصر إنتاج 80 مليون جرعة منه بنهاية العام وفقاً لمجلس الوزراء، ليس اللقاح الوحيد الذي تجري مُحاولات تصنيعه محلياً.

فهناك مسار آخر يهدف إنتاج لقاح مصري مصنّع من قبل علماء المركز القومي للبحوث، ويُعد ثمرة تعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الزراعة المصرية وشركة "إيفا فارم" المصرية.

وينتظر اللقاح المصري حالياً مراجعة التجارب ما قبل الإكلينيكية من قبل هيئة الدواء المصرية، تمهيداً للشروع في مرحلة التجارب الإكلينيكية، وفقاً لتصريحات لوزير التعليم العالي والبحث العالمي خالد عبد الغفار.

اللقاح الروسي "سبوتنيك في" هو الآخر، من المشاريع التي يجري العمل عليها في مصر، إذ أبرمت الشركة المصرية "مينا فارم" شراكة مع صندوق الاستثمار الروسي، لتصنيع ملايين الجرعات من اللقاح في مصر قبل انقضاء العام.

المغرب.. 5 ملايين جرعة شهرياً

وفي المغرب، تم التوقيع ،الاثنين، على 3 اتفاقيات مع الصين لإنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح كورونا شهرياً، باستثمارات تقدر بـ500 مليون دولار، بهدف "تعزيز الاكتفاء الذاتي.. وبما يجعله منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي".

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب)، أن الملك محمد السادس ترأس بالقصر الملكي في فاس، حفل "إطلاق وتوقيع 3 اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالبلاد"، وذلك بمشاركة رئيس مجموعة سينوفارم، ليو جينغ تشن، ورئيس شركة "ريسيفارم" مارك فانك.

وأشارت الوكالة إلى أن المشروع يهدف إلى "إنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكورونا شهرياً، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجياً على المدى المتوسط".

وتم توقيع الاتفاقيات الثلاث، بين الرباط ومجموعة "سينوفارم" الصينية، ووقعها وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، وعلى الجانب الآخر رئيس "سينوفارم" ليو جينغ تشن، الذي شارك في الاجتماع عن بُعد.

ولم تكشف الوكالة عن موعد محدد لبدء الإنتاج الذي سيتم بشراكة مع شركة محلية لصناعة الأدوية، تضع منشآتها رهن إشارة الدولة، بموجب الاتفاق.