تشارك الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ممثلة بمهندسة الفضاء عائشة خالد الحرم في ورش لجنة إدارة المشاريع والبرامج الفضائية الدولية التابعة للمنظمة الدولية للملاحة الفضائية "IAF"، وهي أكبر منظمة عالمية مختصة في مجال الفضاء، وبذلك تكون مملكة البحرين ممثلة بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء الممثل الوحيد للدول العربية في الدورة الحالية من أعمال ورش اللجنة الأبرز على مستوى المنظمة. وتأتي هذه الورش ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر العالمي للملاحة الفضائية المزمع عقده في سبتمبر من العام الحالي، حيث يتم اختيار المرشحين بعد تقييم السيرة الذاتية، والخلفية العلمية والعملية وعلاقتهما بالمواضيع المطروحة للبحث والدراسة للدورة الحالية. وقد تم اختيار أخصائي هندسة الفضاء عائشة الحرم من قبل المعنيين بمنظمة "IAF" لتعيينها كرئيس لأحد فرق العمل نظراً لخلفيتها العلمية الغنية في مجالي علوم وهندسة الفضاء وتقنية المعلومات وأمنها، بالإضافة إلى خبرتها العملية في مجال إدارة مشاريع مهمات الأقمار الصناعية. وبهذا الاختيار تكون مهندسة الفضاء عائشة الحرم أول عربية تترأس فريق عمل فضائي على مستوى لجنة إدارة المشاريع والبرامج الفضائية الدولية، مما يضيف لرصيدها ولرصيد الهيئة إنجازاً جديداً من التميز.

وقد بدأت مهمة المهندسة عائشة الحرم من تاريخ 19 مايو الجاري بعد أن تم تعيينها كرئيس لفريق العمل المعني بدراسة تحقيق التحول الرقمي وبناء الحوكمة الرقمية في المشاريع الفضائية، حيث يتم في ربيع كل عام اختيار مرشحين من فئة الشباب المتخصصين في مجال الفضاء من جميع أنحاء العالم والذي يتم ترشيحهم من قبل وكالات وهيئات الفضاء الأعضاء في المنظمة وذلك للمشاركة في ورش العمل وتنفيذ حزمة الأبحاث والدراسات المتخصصة حول المواضيع الأبرز في قطاع الفضاء وذلك على مدار ما يقارب 5 أشهر ومن ثم يتم استعراض البحوث وأبرز التوصيات في المؤتمر السنوي للمنظمة "IAC" أمام جميع المشاركين. ومن ثم تتم مشاركة التقرير النهائي مع صانعي القرار وجميع أعضاء المنظمة الدولية للملاحة الفضائية ونشره.

عن اختيارها ومشاركتها قالت مهندسة الفضاء عائشة الحرم: "بدايةً أتوجه بالشكر الجزيل لإدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على دعمها اللامحدود وتحفيز جميع منتسبيها على بناء القدرات واكتساب المعارف والعلوم من خلال تبادل الخبرات، بالإضافة إلى تشجيعها المستمر لمواكبة أحدث التطورات التقنية والاستفادة من أفضل الممارسات الدولية في مجال الفضاء وإيمانها العميق بقدرات الشباب البحريني. تعتبر هذه المشاركة - خصوصاً أنها المشاركة العربية الوحيدة في هذه الدورة - فرصة متميزة جداً لوضع مملكة البحرين ضمن قائمة الدول الرائدة في هذا المجال، ووضع بصمة الشباب البحريني المتميز في مثل هذه المحافل الدولية والتي يتم نشر مخرجاتها على المستوى الدولي. كما إن هذه المشاركة ستزيد من خبرتي العملية وتوسيع دائرة المعارف من المختصين والخبراء في هذا المجال، ناهيك عن تطوير المهارات القيادية والاتصال والعمل الجماعي".



وأضافت الحرم: "أحمد الله على الثقة التي حصلت عليها من قبل منظمة "IAF" لتعيني كرئيس لفريق العمل المختص بدراسة تحقيق التحول الرقمي وبناء الحوكمة الرقمية في مشاريع الفضاء، حيث إن هذا الموضوع من أبرز اهتمامات الهيئة وبالنسبة لي يعتبر شيقاً جداً وذا أهمية كبيرة جداً لجميع وكالات الفضاء والمؤسسات والشركات المتخصصة في قطاع الفضاء. من المعروف إن معظم مشاريع الفضاء تعتبر معقدة وأنها تعتمد على برمجيات وأجهزة عالية التقنية، كما إنها تعتمد على التعاون الدولي بين عدد من المؤسسات، بالإضافة إلى ذلك فإن مدراء مشاريع الفضاء والمنظمين لها يعملون مع قوى عاملة موزعة جغرافياً ويتم التواصل فيما بينها عن بعد مع الحاجة إلى سرعة اتخاذ القرارات. ومع هذه التحديات فإن تطبيق التحول الرقمي في المشاريع الفضائية يعتبر شيئاً أساسياً ومهماً لمشاركة جميع المعلومات مع صانعي القرار وتنظيم أفضل للتعقيد التقني الخاص بالمشاريع الفضائية. وتأتي مجموعة العمل هذه لدراسة عملية التحول الرقمي في قطاع الفضاء وبيان أفضل الممارسات والدروس المستفادة من الممارسات الدولية في هذا المجال. بالإضافة إلى المجالات المختلفة التي يتم تطبيق التحويل الرقمي في مشاريع الفضاء مثل العمليات والمنتجات والخدمات ودراسة الآثار الاجتماعية والأخلاقيات المهنية للتحويل الرقمي وكيفية إدارة التحول والتحويل من خلال وضع الأسس المناسبة للحوكمة الرقمية. ناهيك عن دراسة أهم التحديات المرتبطة بالتحول الرقمي وهي تهديدات الأمن السيبراني، حيث سيتم دراسة هذه التهديدات على مشاريع الفضاء وتأثيراتها من حيث المخاطر المرتبطة ووضع الخطط لإدارة هذه المخاطر والتطبيق الفعال للتحول الرقمي في مشاريع الفضاء وما هي المنافع والمخاطر المتعلقة برقمنة ومركزية جميع معلومات المشروع من حيث إدارة المشاريع.

واختتمت الحرم: "سأعمل على نقل الخبرة والمعرفة التي سأكتسبها بمشيئة الله إلى المعنيين في مملكة البحرين لتطبيقها في مشاريع الهيئة القادمة للمساهمة في مواكبة التطورات التقنية العالمية، كما إن التحول الرقمي يعتبر من ركائز رؤية البحرين الاقتصادية 2030".

الجدير بالذكر أنه في هذا العام يشارك في البرنامج 35 مشاركاً من فئة الشباب تم ترشيحهم من قبل 21 وكالة وهيئة فضاء ومؤسسات وشركات متخصصة في قطاع الفضاء من 18 جنسية مختلفة، وتأتي مشاركة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء من مملكة البحرين لتكون المشاركة العربية الثانية في تاريخ هذا البرنامج منذ انطلاقه في 2012، إلا ان هذه هي المرة الأولى التي يتم تعيين رئيس فريق من جنسية عربية لأحد فرق العمل. لقد تم اختيار مهندسة الفضاء عائشة الحرم من بين 5 رؤساء لفرق العمل الذين تم تعيينهم لإدارة المشروع البحثي الخاص بتحقيق التحول الرقمي وبناء الحوكمة الرقمية الفضائية، حيث يعمل كل فريق على أحد المواضيع الحديثة المتعلقة بإدارة المشاريع والبرامج في قطاع الفضاء.