بمشاركة أربع دول عربية

يدشن اليوم مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (أنوسا) تقريره الخاص حول "زيادة الوعي وبناء القدرات المتعلقة بتنفيذ إرشادات استدامة استخدام الفضاء الخارجي للأنشطة السلمية“، وذلك بمشاركة 34 دولة تم اختيارها بناء على مستويات أداء هيئات ووكالات الفضاء التابعة لها خلال السنوات الماضية، وقد كان من بينها مملكة البحرين بالإضافة لثلاث دول عربية أخرى شاركت في هذا إعداد هذا المجهود العالمي، حيث مثلت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء مملكة البحرين في هذا المشروع الدولي والذي تم بدعم من حكومة المملكة المتحدة وبأشراف من الأمم المتحدة.

حول هذه المشاركة قال الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري: شاركت الهيئة بكافة أعضاء فريق البحرين للفضاء في هذا المشروع العلمي، وقد قدم الفريق عرضا شاملا حول أبرز إنجازات وجهود الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في خلق قطاع فضائي مستدام في مملكة البحرين، مقدما العشرات من الأمثلة على المبادرات التي نفذتها الهيئة في عدة جوانب من أهمها بناء القدرات الوطنية ونشر الوعي بأهمية الفضاء وعلومه على كافة المستويات، مستعرضا الجوانب الأخرى الداعمة لهذه الجهود ومنها إعداد مسودة القانون الوطني للفضاء واللوائح التنظيمية المنبثقة عنه. ولقد أشاد ممثلي مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي المشرفين على تنفيذ هذا المشروع بالمستوى المرموق للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وتميزها في تنفيذ المبادرات العلمية والمجتمعية والتثقيفية على الرغم من حداثة إنشاءها نسبيا، مما أكسبها مكانة مرموقة بين أقرانها من الهيئات والوكالات ذات التاريخ الطويل.



شمل التقرير الدولي أربع محاور رئيسية تعنى بالسياسة والإطار التنظيمي للأنشطة الفضائية وهي: سلامة العمليات الفضائية، التعاون الدولي، بناء القدرات ونشر الوعي، البحث والتطوير العلمي والتقني. وقد تطرق العرض المقدم من قبل الهيئة لكل محور باستعراض أهم الانجازات والمساعي في تطوير قطاع الفضاء، ومن أهمها الجهود الحثيثة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في كتابة مسودة قانون الفضاء في مملكة البحرين إلى جانب المشاركات الدولية وتمثيل مملكة البحرين في اجتماعات الأمم المتحدة المعنية بقطاع الفضاء. كذلك تطرق العرض للمهمات الفضائية ومشاريع الأقمار الصناعية المتناهية الصغر، من حيث الجهود المبذولة في تنظيم عمليات التطوير والمراجعات التي تساهم في نجاح هذه المهمات. الى جانب ذلك قدم فريق البحرين للفضاء نبذه عن ضوء-1 اول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك، وما يحمله هذا القمر من مبادرات إنسانية من مملكة البحرين للعالم كافة، حيث ان بيانات ضوء-1 تساهم في نشر المعرفة والحفاظ على سلامة البشر وحركة الطيران.

كما عرضت الهيئة أهم مبادراتها في بناء القدرات الوطنية من خلال التدريب وتبادل الخبرات مع شركائها من المنظمات في قطاع الفضاء، إلى جانب تقديم المحاضرات التوعوية التي تساهم في نشر الوعي بأهمية علوم الفضاء على المستوى الوطني والاقليمي. فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها الهيئة خلال فترة الجائحة إلا أنها تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات من أبرزها كتابة 30 بحث علمي في 2020، ومتابعة تقديم المحاضرات وتنفيذ ورش العمل عن بعد.

وتأتي أهمية المشاركة في مثل هذه التقارير في إبراز دور مملكة البحرين كعضو فاعل في مجتمع الفضاء الدولي، والتأكيد على الالتزام بتحقيق رؤية «الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي» وفقا للمبادئ الواردة في معاهدات الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. كما ان مثل هذه المشاركات تساهم في زيادة أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات المتخصصة في قطاع الفضاء، إلى جانب تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتوحيد الجهود الدولية للتصدي للتحديات في قطاع الفضاء مثل ظاهرة الحطام الفضائي ومسألة التملك خارج حدود الأرض.

مثل هذه المشاركات لها انعكاسات إيجابية، فهي تتيح الفرصة للاستفادة والاطلاع على أفضل الممارسات والتوصيات للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي من المؤسسات المتقدمة في مجال علوم الفضاء، وتمكين الكوادر الوطنية من توسيع دائرة معرفتهم وخبراتهم، إلى جانب تأسيس علاقات تعاون مع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة في قطاع الفضاء.

عن مشاركتها في هذا المشروع الدولي صرحت مهندسة فضاء أول أمينة البلوشي:" نفخر اليوم بمثل هذه الإنجازات التي تعكس جهود منتسبي الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في تنمية قطاع الفضاء في مملكة البحرين، فالمشاركة في مختلف المبادرات العالمية تمنحنا الفرصة للتعرف على أحدث المبادرات والمشاريع في قطاع الفضاء، وبذلك نتمكن من المساهمة في دفع عجلة التطور وتلبية الاحتياجات الوطنية. هذه المشاركة عززت من مكانة الهيئة على المستوى الدولي حيث نالت الإشادة من أعلى جهة أممية معنية بقطاع الفضاء، ولقد شعرنا جميعا بالفخر لما لذلك من إبراز أسم وطننا العزيز على المستوى الدولي في محفل متخصص في أحد مجالات علوم المستقبل."

ومن جانبه صرح مهندس فضاء أول أحمد بوشليبي:" ان المشاركة في مثل هذا النوع من التقارير يبرز دور الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وجهودها المبذولة في دفع عجلة التنمية وتطوير قطاع الفضاء في مملكة البحرين بما يتفق والأهداف التي أنشأت الهيئة من أجلها. كما ان مشاركة الهيئة في مثل هذه المشاريع الدولية تسهم في التطوير والارتقاء لتقديم الأفضل مستقبلا لإنشاء قطاع فضائي مستدام في مملكة البحرين يدعم الاقتصاد الوطني ويؤسس لنهضة علمية وتقنية رفيعة المستوى."

الجدير بالذكر ان الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء تمثل مملكة البحرين في كافة اجتماعات مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي منذ حصولها على العضوية في 2017، وهي عضو نشط في كافة اللجان العلمية والقانونية المنبثقة عن المكتب وتساهم بفعالية في كافة الأنشطة.